رست, أول أمس الاثنين، بميناء مدينة صفاقس التونسية (240 كلم جنوب شرق العاصمة), باخرة تابعة لمنظمة (أطباء بلا حدود) وعلى متنها 71 جريحا ليبيا، أصيبوا في المعارك الدائرة في مدينة مصراتة الليبية, بعضهم إصاباتهم بليغة. جرحى ومصابون ينقلون خارج ليبيا للعلاج (أ ف ب) ووزع هؤلاء الجرحى على عدد من المستشفيات والمصحات بالمدينة لتلقي العلاجات اللازمة. وذكرت مصادر طبية تونسية أن هذه العملية الإنسانية جرت بالتنسيق مع اللجنة الجهوية بصفاقس، التي شكلت لمتابعة الأزمة الليبية بمشاركة المؤسسات الطبية والصحية التونسية العامة والخاصة، والهلال الأحمر التونسي. وذكرت وسائل الإعلام التونسية, نقلا عن أفراد الطاقم الطبي المرافق لهؤلاء الجرحى, أن هناك العديد من المصابين, أغلبهم إصاباتهم خطيرة, جراء المعارك الدائرة بين كتائب القذافي والثوار في مدينة مصراتة المحاصرة. وقال أحد المرافقين للجرحى أن الصواريخ تتساقط باستمرار على المدينة، التي انقطعت عنها كافة خدمات الماء والكهرباء. ووصف أحد المرافقين المعارك الدائرة في المدينة ب"المذبحة", مشيرا إلى أن هناك عددا كبيرا من الجثث ملقاة في الشوارع بعد أن اكتظت أركان المستشفى. وفي سياق متصل, ذكرت مصادر الهلال الأحمر التونسي أنه سيجري, مع نهاية الأسبوع الجاري, إرسال 25 حاوية تتضمن كميات من المساعدات إلى مصراتة، عبارة على مواد غذائية وأدوية. كما قالت الصحف التركية إن مقاتلات وسفينة حربية تركية شاركت في عملية قامت بها تركيا لإجلاء 460 جريحا ولاجئا من ليبيا على متن سفينة مستشفى. وأوضحت السلطات التركية في تصريحات نقلتها الصحف أن عبارة تركية جرى تحويلها إلى مستشفى ومحملة بأدوية ومساعدات إنسانية نقلت 270 شخصا من مصراتة المدينة الواقعة على بعد مائتي كلم شرق طرابلس وتحاصرها قوات القذافي, و190 آخرين من بنغازي بشرق ليبيا. وأمنت 12 طائرة إف-16 وسفينة حربية تركية في القوة البحرية وضعتها أنقرة بتصرف حلف شمال الأطلسي لفرض احترام حظر الأسلحة على ليبيا, دعما جويا للعبارة لتتمكن من الرسو في مصراتة ورافقتها خارج المياه الإقليمية الليبية كما ذكرت صحيفتا (حرييت) و(ميلييت). كما حطت طائرة عسكرية تابعة لسلاح الجو الملكي الأردني بمطار بنغازي في ليبيا, وعلى متنها 10 أطنان من المساعدات الطبية والإنسانية, مقدمة من الأردن إلى الشعب الليبي. وأوضحت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) أن هذه المساعدات الإنسانية "تأتي في إطار التزام الأردن بقرار جامعة الدول العربية والشرعية الدولية, بتقديم الدعم والإسناد اللوجستي للشعب الليبي الشقيق". وذكرت بأنه "جرى خلال الأسابيع الماضية تسيير عدد من طائرات سلاح الجو الملكي الأردني لإجلاء مئات المواطنين الأردنيين والعرب, الذين غادروا ليبيا جراء الأحداث الأخيرة وجرى تأمينهم إلى المملكة الأردنية الهاشمية, ومن ثمة إلى دولهم". وكان الأردن نفى, أواخر مارس الماضي, مشاركته في العمليات العسكرية ضد ليبيا, مؤكدا أن "أي مشاركة لاحقة له ستكون في سياق الدعم الإنساني أو المساندات الإنسانية المتعلقة بالمدنيين, وليس دعما عسكريا". من جهة أخرى، أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ, أن مجموعة الاتصال حول ليبيا ستجتمع "الأسبوع المقبل في الدوحة". وأوضح هيغ أن الاجتماع الأول لمجموعة الاتصال حول ليبيا سيعقد خلال الأسبوع المقبل في الدوحة بقطر, مضيفا أن هذا الاجتماع "سيسمح بمواصلة العمل، الذي بدأ في مؤتمر لندن", الذي تقرر خلاله إنشاء مجموعة الاتصال من أجل "الحفاظ على التلاحم الدولي وجمع عدد كبير من الدول الراغبة في ضمان مستقبل أفضل لليبيا".