بعد نجاح اللقاءات المتوسطية الأولى حول السينما وحقوق الإنسان، التي نظمها المجلس الوطني لحقوق الإنسان من 12 إلى 15 نونبر سنة 2009 والتي فتحت النقاش على مصراعيه حول إشكاليات حقوق الإنسان في المنطقة المتوسطية تأتي اللقاءات المتوسطية الثانية حول السينما وحقوق الإنسان، التي ستشهدها العاصمة الرباط ما بين 6 و9 أبريل الجاري، لتسلط الضوء من جديد على الثقافة المتوسطية السينمائية في مجال حقوق الإنسان، وإبراز المجهودات المبذولة في هذا المجال، وفتح جسر من التواصل والحوار بين الفاعلين في منطقة البحر الأبيض المتوسط. ويتضمن برنامج هذه التظاهرة السينمائية والحقوقية، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من طرف المجلس الوطني لحقوق الإنسان، بشراكة مع مجلس الجالية المغربية في الخارج، والمركز السينمائي المغربي، إضافة إلى مؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط، ومؤسسة البنك الشعبي للتربية والثقافة، عرض 13 فيلما سينمائيا روائيا ووثائقيا، تتناول قضايا مرتبطة بحقوق الإنسان، كما ستعرف اللقاءات لحظة تكريمية للسينمائي المغربي الراحل أحمد البوعناني، وعرض شريطه السينمائي "السراب"، الذي يؤرخ لبدايات السينما المغربي، بمشاركة عدد من الفاعلين السينمائيين والحقوقيين والباحثين والخبراء الوطنيين والأجانب. وتفتتح هذه التظاهرة الفنية مساء يوم 6 أبريل الجاري، بالمسرح الوطني محمد الخامس بعرض فيلم " رجل يصرخ" للمخرج والسينارست محمد صالح هارون، وهو فيلم يتناول موضوع الحرب، ومن إنتاج مشترك فرنسي، بلجيكي، تشادي بلسنة 2010، عرض في مهرجان كان السينمائي الأخير، وتختتم اللقاءات مساء يوم 9 أبريل الجاري، بالمكتبة الوطنية للملكة المغربية بعرض الفيلم الوثائقي "دروب الذاكرة" للمخرج خوصي لويس بينا فويرتي. أما الأفلام الأخرى، التي ستعرض بقاعة الفن السابع بالرباط طيلة أيام اللقاءات المتوسطية الثانية حول السينما وحقوق الإنسان فهي: "العبودية" لتوماس رويشيم وتينا دافيس، و"صداع" لرائد أندوني، و"درس في التاريخ" لهادي زكاك، و"بوذا يسقط خجلا" لحنا مخمالباف، و"شهادة" لبرهان قرياني، و"حلول محلية لاختلال عالمي" لكولين سيرو، و"صلاة لطرد شيطان الحرب" لجيني ريتيكر وأبيغيل ديزني، و"بيندا بيليلي" لرينيو باري وفلوران دولاتولاي، و"عبد الكريم الخطابي وحرب الريف" لدانييل كلينغ، و"مفروزة القلب" لإمانويل ديموريس، و"سانتياغو 73" لبابلو لاروان. وإلى جانب عرض الأفلام، ستشهد التظاهرة، مجموعة من الموائد المستديرة والندوات حول حقوق الإنسان والسينما من بينها الندوة الافتتاحية بقاعة إدريس بنزكري بمقر المجلس الوطني لحقوق الإنسان بالرباط حول "حقوق الإنسان في السينما المغربية"، التي سيشارك فيها كل من: محمد باكريم، وفريدة بليزيد، ومحمد كلاوي، وحمادي كيروم، وعمير عبد المطلب، وندوة "الديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم العربي"، التي سيشارك فيها عبد الحي المودن، ومحمد الطوزي، وأسامة الرفاعي، وإدغار موران، وندوة "الاختفاء القسري بالمنطقة المتوسطي"، التي ستعرف مشاركة: كما جندوبي، ونصيرة دوتور، ووداد حلواني مراد، ومصطفى الريسوني، ومانيل ريسكيس كورييلا، إضافة إلى ندوات أخرى حول "الاتجار في البشر"، و"السينما والتاريخ"، و"تعليم الفتيات بالعالم القروي". هذا ناهيك عن تنظيم لقاءات مع مخرجي بعض الأفلام المعروضة، خلال هذه الدورة، من مثل هادي زكاك، ودانييل كلينغ، وخوصي لويس بينيا فويرتي، وإمانويل ديموريس. تجدر الإشارة إلى أن هذه اللقاءات المتوسطية حول السينما وحقوق الإنسان، تهدف إلى فتح نقاش واسع حول إشكالية حقوق الإنسان في الفضاء الثقافي المتوسطي، وتقاسم وتبادل التجارب السينمائية، التي تتناول واقع حقوق الإنسان في المنطقة، وكذا المساهمة في تشجيع الإنتاجات السينمائية التي تنكب على معالجة هذا الموضوع. وتندرج هذه اللقاءات، حسب بلاغ للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، في إطار استراتيجية المجلس في ميدان النهوض بثقافة حقوق الإنسان، القائمة على الحضور الدائم في مختلف الفضاءات الثقافية، وتنظيم اللقاءات الفكرية والثقافية، بما يمكن من توسيع النقاش حول ثقافة وقيم حقوق الإنسان والديمقراطية. وتعد هذه التظاهرة، حسب المصدر ذاته، جسرا للتواصل والحوار بين مختلف ثقافات منطقة البحر الأبيض المتوسط، ومناسبة للنقاش بين مختلف الفاعلين في المجالين السينمائي والحقوقي. ونظرا لأهمية الأفلام المعروضة في هذه التظاهرة، سيعاد عرض مجموعة منها يوم الأحد 10 أبريل الجاري، بقاعة الفن السابع في الرباط، ومن 12 إلى 14 أبريل، بالمركز الثقافي الفرنسي بالقنيطرة. وتجدر الإشارة إلى أن المجلس الوطني لحقوق الإنسان بادر، في مجال النهوض بثقافة حقوق الإنسان، إلى بلورة "الأرضية المواطنة للنهوض بثقافة حقوق الإنسان"، التي تدمج السينما كرافعة ثقافية أساسية للنهوض بهذه الثقافة، كما وقع اتفاقية شراكة وتعاون مع المركز السينمائي المغربي، تهم تشجيع الإنتاجات السينمائية المتعلقة بحقوق الإنسان وحفظ الذاكرة وماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. وأبرم المجلس، أيضا، شراكة مع الائتلاف المغربي للثقافة والفنون، لإشراك المبدعين والفنانين في نشر ثقافة حقوق الإنسان والنهوض بها، فضلا عن توقيعه ميثاقا تعاقديا لنشر ثقافة حقوق الإنسان مع الائتلاف والرابطة المحمدية للعلماء.