كشفت دراسة ميدانية حول مرض الفصام بالمغرب أن هذا المرض يصيب حوالي 35 ألف شخص في المغرب، وأن 38 في المائة من المصابين انقطعوا عن الدراسة عند وصولهم مستوى الباكلوريا، وأن 90 في المائة يعيشون مع ذويهم، وفكر 52 في المائة منهم في الانتحار. فيما قال أحد المختصين إن المرض، الذي يسبب خللا في الدماغ ليس انفصاما للشخصية، كما بفضل الأدوية الموجودة، حاليا، والمراقبة الجيدة يمكن للمريض الاندماج داخل المجتمع. وقالت أم كلثوم الخليفي، أستاذة جامعية، في تصريح ل"المغربية"، إن مرض الفصام يصيب شخصا واحدا أو شخصين من أصل كل مائة شخص في العالم، وأن عدد المصابين في المغرب يقدر بحوالي 35 ألف مصاب، فيما قالت إن هذا المرض يصيب بعض الخلايا في الدماغ، ويحدث خللا في وظائفه، ويظهر بشكل واضح عند مرحلة الشباب، في أغلب الحالات. وأضافت الخليفي، التي أنجزت دراسة ميداينة حول معاناة أسر المصابين بالمرض، في مراكز ومستشفيات الطب النفسي بالبيضاء، وتيط مليل، والرباط، ومراكش وبرشيد، بين يناير ومارس الماضيين، أن قلة المؤسسات الخاصة برعاية هؤلاء المرضى، إلى جانب إدمان المصابين على السجائر والمخدرات، تحول دون تحسين وضعية المصاب. وأشارت الدراسة، التي قدمت نتائجها جمعية أملي، السبت الماضي بكلية الطب بالبيضاء، وتوصلت "المغربية" بنسخة منها، إلى أن 3 في المائة من المصابين بالفصام يتوفرون على عمل في القطاع الفلاحي، وأن 10 في المائة تزوجوا، فيما يعيش 90 في المائة من المرضى عالة على أسرهم. وأوضحت الدراسة أن 2 من أصل 3 أولياء هؤلاء المرضى ليست لهم أي معرفة بالمرض، ما يفيد أن المريض وأهله يواجهون صعوبات في التواصل، التي تمكن من تحسين وضعية المصاب. وذكرت الدراسة ذاتها أن ارتفاع الصعوبات في إيجاد منصب شغل، وفي تحقيق حياة زوجية مستقلة ومواصلة الدراسة، إضافة إلى المشاكل الصحية، عوامل تجعل المريض يفكر في الانتحار. وتبين أن 52 في المائة ممن شملتهم الدراسة فكروا في الانتحار، فيما أشارت المنظمة العالمية للصحة إلى أن 10 في المائة من مرضى الفصام في العالم يضعون حدا لحياتهم. ويعتمد أغلبية المصابين بالمرض على أفراد أسرهم في حياتهم اليومية، ما اعتبره المختصون خطأ في حق المرضى، لأن هذه المساعدة لا تعلمهم الاعتماد على أنفسهم، وفي حالة فقدان ذويهم، يتيهون داخل المجتمع. وتشير المنظمة العالمية للصحة إلى أن مرض الفصام يعرف بمجموعة أعراض، تتلخص في وجود هيجان نفسي، والتواء في التفكير، ووجود مشاعر لدى المريض بكونه ضحية لقوى غريبة، واضطراب إحساسي، ووجود هذيان غريب من نوعه، وعدم انسجام الحياة العاطفية، والانغلاق الذاتي . وتضيف المنظمة أن وضوح الرؤية والقدرة الذكائية تكون ضمنيا سليمة، وعوضا عن هذا، فإن خلل الشخصية يصيب الوظائف الأساسية والمسؤولة عن الإحساس بالذات والاستقلالية. ويصيب هذا المرض الأشخاص في سن ما بعد فترة النضوج، أي من 20 إلى 35 سنة، من جيل الشباب، وإمكانية ظهوره في مراحل زمنيه أخرى واردة ومحتملة.