أشرف "منتدى العشرة" بالدار البيضاء, يوم الأحد الماضي، على إنجاز مجموعة من المشاريع بساحة سيدي بوسمارة (المدينة العتيقة), بهدف تحويلها إلى فضاء ثقافي متميز لإقامة مجموعة من الأنشطة الثقافية والفنية والرياضية وغيرها. وأفاد أحد المنظمين أنه من بين المشاريع المنجزة بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وعمالة آنفا وجماعة سيدي بليوط ومندوبية وزارة الثقافة بالدار البيضاء، تخصيص فضاء الساحة المحيطة بقبة سيدي بوسمارة, بعد تهيئتها, لأنشطة الشطرنج بالنظر لاهتمام شباب وأطفال المدينة العتيقة بهذ الرياضة التي تعتبر من الرياضات النبيلة. وأضاف أن عملية تهيئة فضاء بوسمارة شملت الجوانب المتعلقة بالنظافة والإنارة والترميم, مع توفير طاولات خاصة بالشطرنج (50 طاولة) ومقاعد وكراسي ( 100 مقعد), علاوة على اقتناء الرقع (20 رقعا ) وقطع الشطرنج, وتصميم خزانة متنقلة لحفظ معدات الساحة من أدوات الشطرنج. ويضاف إلى ذلك, اقتناء كتب ومجلات متخصصة في الشطرنج, وتعزيز الساحة بأعوان دائمين طيلة الموسم الثقافي (9 أشهر). قافلة الكتاب وقالت ليلى ناسيمي، رئيسة "منتدى العشرة للتنمية الثقافية،" ل "المغربية"، جمعية سوسيو ثقافية تشتغل على الأماكن والأبحاث وكل ما هو ثقافي، وحاليا تشتغل على ساحة بوسمارة بالمدينة القديمة، وأشارت ناسيمي إلى أن من المشاريع الأخرى, التي يشرف عليها المنتدى, قافلة "منتدى العشرة للتنمية الثقافية", المنظمة في إطار برنامج الساحات الثقافية والمكتبة المتنقلة, خلال الفترة ما بين 14 فبراير و31 يوليوز المقبل، تحت شعار "أكون أو لا أكون" ويضم عدة محاور كلها تصب في خانة التشجيع على القراءة والتعاطي مع الأدب والثقافة الوطنيين على الخصوص. وأضافت أن المنتدى يهدف إلى تشجيع سكان المدينة القديمة على التعاطي مع الكتاب، موضحة أن المنتدى أجرى بحثا فتبين له أن تموقع الكتاب غير المدرسي منعدم نهائيا لدى فئات كثيرة في المدينة القديمة، فجاءت فكرة الاهتمام بتنظيم مكتبة متنقلة، الذي يهم مشروع المكتبة المتنقلة بيع وكراء الكتب وفق برنامج مضبوط وتحت متابعة ومواكبة من لجنة مختصة لتقييم التجربة، كما يهدف، على المدى القريب، إلى تشجيع استهلاك الكتاب والمنتج الثقافي المغربي وتحفيز الشباب على التعاطي مع الشأن الثقافي. من جهته، أكد العربي بناصر، مستشار اللجنة التنظيمية لجمعية قدماء التلاميذ بالدارالبيضاء، ل "المغربية" إن الجمعية تربطها علاقة شراكة مع "منتدى العشرة"، وسبق أن شاركوا في عدة مهرجانات مع المنتدى منها أيام شعرية. وقال بناصر إن الجمعية شاركت في اليوم التحسيسي الذي نظم يوم الأحد بالمدينة القديمة، والذي جرى على إثره إنجاز تقرير بيئي هم عدة ملاحظات، من قبيل التبول في الساحات الخضراء وعلى جدران المنازل بسب غياب المراحيض العمومية، ورمي الأزبال بشكل لافت للنظر وسط الأحياء، إضافة إلى انبعاث الروائح الكريهة. ومن جانبه، أكد عبد الله حارص، مدير مركز التكوين الصحفي بدرب لوبيلة بالمدينة القديمة، ل "المغربية"، أن المركز شريك في الحملة التحسيسية والتوعوية حول البيئة في المدينة القديمة من أجل تأهيل البنية التحتية من طرف جمعيات المجتمع المدني، مضيفا أن الحملة تستهدف تعويد السكان على إفراغ الأزبال والنفايات والبلاستيك في قمامات الأزبال عوض وسط الحي. وأفاد حارص أن مركز التكوين الصحفي، خلال هذه الحملة، سيتكلف بتوثيق والتصوير والمتابعة الإعلامية، بوضع صحافيين مسلحين بآلالات تسجيل متطورة جدا من أجل المواكبة الإعلامية الفورية. وقال حارص إن الجمعيات الفاعلة في المجال قررت الرجوع إلى التقاليد القديمة التي مورست في الستينيات واعتماد طريقة تجريبية بالمدينة القديمة، تهم مرور شاحنات الأزبال باستعمال المنبه الصوتي "المزمار"، من أجل سماع المواطنين صوت قدوم الشاحنة والإسراع بمد عاملي النظافة بأكياس الأزبال. ومن جانب آخر، أوضح حارص أن جمعية الوفاق ستعمل على تقديم وجبة الفطور ل 1500 طفل كمرحلة تجربية في أبريل وماي المقبلين. يشار إلى أن تفعيل مبادرة منتدى العشرة من أجل ترسيخ فكرة فضاءات الساحات الثقافية ومنذ 14 فبراير 2010، قام فريق منتدى العشرة بمعاينة ودراسة المكان بساحة سيدي بوسمارة بالمدينة العتيقة في أفق العمل في جعلها ساحة ثقافية متميزة يجري عبرها دعم ونشر ثقافة الكتب والهوايات الذهنية مثل الشطرنج والسكرابل، وكذا سعي مؤسسات المجتمع المدني بالمدينة العتيقة إلى إغناء الفضاء بكل ما من شأنه الرفع من مستوى الوعي والانخراط في عملية التنمية البشرية المستدامة التي ما فتئ جلالة الملك محمد السادس يدعو لها كل فعاليات المجتمع المدني. يذكر أن اليوم التحسيسي الأول الذي نظمه "منتدى العشرة" يوم الأحد الماضي كان من أجل بيئة وفضاء مشترك نظيف تحت شعار "أول الحضارة نظافة المكان"، ومن بين المساهمين المبادرة الوطنية للتنمية البرية وعمالة آنفا ومقاطعة سيدي بليوط وبشراكة كل من مركز التكوين الصحفي وجمعية "قدماء تلاميذ الدارالبيضاء الكبرى" وجمعية "التضامن من أجل تنمية مستدامة" ونادي "الفرس الذهبي للشطرنج "وجمعية "منظمة الكشاف الوطني".