أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، الطيب الفاسي الفهري، أول أمس الثلاثاء، بواشنطن، مباحثات مع العديد من كبار مسؤولي وزارة الخارجية الأمريكية. وأجرى الفاسي الفهري، الذي يزور واشنطن، منذ يوم الاثنين المنصرم، مباحثات مع مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية المكلف بالشؤون السياسية، وليام بيرنز، ومساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، جيفري فيلتمان، ومساعدة وزيرة الخارجية لمراقبة التسلح والأمن الدولي. وتناولت هذه المباحثات، على الخصوص، العلاقات الثنائية، والوضع في المنطقة العربية والمغرب العربي والأزمة الليبية، وقضية الصحراء. وكان الفاسي الفهري أجرى، يوم الاثنين المنصرم، مباحثات مع رئيس البنك العالمي، روبير زوليك، جرى خلالها بحث مسلسل الإصلاحات الشاملة الجارية في المغرب، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، فضلا عن مواكبة هذه الإصلاحات من قبل مؤسسة بروتن وودس. ومن المرتقب أن يجري الفاسي الفهري كذلك مباحثات مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، ويشارك في مائدة مستديرة بمعهد بروكينغ بواشنطن المتخصص في قضايا السياسة الخارجية والعلوم الاجتماعية والاقتصادية. من جهة أخرى، أكد الطيب الفاسي الفهري، أول أمس الثلاثاء، في حديث إلى قناة (سي إن إن) الأمريكية، الطابع "الشامل" للنقاش الجاري حول الإصلاحات الدستورية، التي أعلن عنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في خطابه يوم تاسع مارس. وقال الفهري، الذي يقوم حاليا بزيارة لواشنطن، إن "النقاش حول الإصلاحات الدستورية، الذي انطلق، هو شامل ويتسم بمشاركة كل القوى الحية للأمة"، مذكرا في هذا السياق بأن المغرب، الذي كرس دستوريا التعددية منذ سنة 1962، يتميز بوجود أحزاب سياسية من مختلف المشارب، ونقابات نشيطة، ومنظمات غير حكومية فعالة. وأضاف الفاسي الفهري أن المغرب بإرسائه لهذا المسلسل من الإصلاح العميق والرائد، فإن "جلالة الملك محمد السادس استجاب بالتالي لتطلعات شعبه وللأحزاب السياسية ومختلف الفاعلين بالمجتمع المدني بمن فيهم الشباب". وذكر بأن اللجنة المكلفة بمراجعة الدستور سترفع نتائج أشغالها إلى جلالة الملك في شهر يونيو المقبل، ليجري بعد ذلك عرض مشروع الدستور الجديد على استفتاء شعبي. وأوضح أنه عما قريب، ستتوفر المملكة على دستور "عصري ودينامي يضمن استقلالا تاما للسلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية"، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق "دون شك ببعد آخر للاستثناء المغربي". وكان الوزير أجرى أحاديث مماثلة مع (بي بي سي واشنطن)، و(بي بي سي أنترناشيونال)، و(واشنطن بوست)، و(أسوشيتيد بريس)، و(فوربس كوم)، وهمت أساسا الآفاق المفتوحة بفضل الإصلاح الدستوري بالمغرب، وكذا التطور الجاري في العديد من الدول العربية. في هذا الصدد، أبرز الفاسي الفهري أن الوضع في العالم العربي يختلف من بلد إلى آخر، وأنه في حال ما جرى تغيير ما، فسيجري بشكل خاص وفق واقع كل بلد. وفي هذا الإطار أشار إلى الوضع في المغرب العربي، وإلى قضية الصحراء وتطوراتها على الصعيد الإقليمي، وأيضا على مستوى الأممالمتحدة.