في سابقة نوعية للتعريف بمجموعة فنية مغربية، وبدعم من مؤسسة البنك المغربي للتجارة والصناعة.. جانب من الندوة الصحفية خلال تقديم الكتاب (سوري) أصدرت دار نشر "سينسو أونيكو"، ودار نشر "سيروكو"، كتابا فنيا حول مجموعة ناس الغيوان، "رولينغ ستون المغرب"، أو الظاهرة الفنية الفريدة، التي استطاعت، على امتداد أربعين سنة، أن تشد انتباه جميع المغاربة، وأن تصبح صوت الجماهير، المعبر عن آمالها وأحلامها، وأن تدخل تاريخ الموسيقى العالمية. وفي تقديمه لهذا الكتاب الفني الجميل، بعنوان "ناس الغيوان"، الذي يقع في 400 صفحة من الحجم الكبير، المعزز بالعديد من الصور النادرة، والصادر بالفرنسية، والإنجليزية، والعربية، قال مراد الشريف، رئيس مؤسسة البنك المغربي للتجارة والصناعة، في ندوة صحفية، نظمت صباح أمس الثلاثاء، لتقديم الكتاب بالدارالبيضاء، إن "المؤسسة لم تتردد، لما عرضت عليها الناشرتان فكرة إنجاز الكتاب، للمكانة الكبيرة، التي تحتلها مجموعة ناس الغيوان في الحياة الفنية بالمغرب، وفي قلوب المغاربة، ولأن المؤسسة تولي عناية كبيرة للشأن الثقافي والفني بالمغرب، وسبق لها أن أصدرت مجموعة من الكتب الفنية والثقافية، تؤرخ للتراث والحضارة المغربيين. وأشار الشريف إلى أن المؤسسة تهتم، أيضا، بكتب الأطفال والشباب، وتساعد دور النشر في هذا المجال، مثل "دار ينبع للكتاب"، وتزود المكتبات والمدارس الخاصة بكتب الأطفال، وتدعم الفرق الفنية، مثل فرقة الأكروبات بطنجة في عرضها الفني "ثوب". وقال إن المؤسسة ستهدي هذا الكتاب للمكتبة الوطنية للمملكة المغربية، وللمكتبات الجامعية، وللعديد من المؤسسات، ليكون كتاب ناس الغيوان الفني في متناول جميع القراء. أما الناشرتان، إيليان وكارين، فنوهتا بدعم مؤسسة البنك المغربي للتجارة والصناعة، وقالتا إنه من دون هذا الدعم، لم يكن لهذا الكتاب أن يظهر، ونوهتا بجهود عمر السيد، قيدوم مجموعة ناس الغيوان، الذي قالتا إنه خصص الكثير من وقته لهما، ولفريق العمل، الذي جاب الكثير من المدن والمناطق، المحتمل وجود شيء فيها عن ناس الغيوان. وأوضحت الناشرتان أن إنجاز الكتاب، المطبوع بإيطاليا، استغرق سنة كاملة، واستغرق البحث عن مواده التوثيقية ما يناهز السنتين، وأنه سيعرض خلال خمسة أيام للبيع بثمن 350 درهما، معتبرتين أنه ثمن معقول، نظرا لحجم الكتاب، ولقيمة الصور المدرجة فيه. أما عمر السيد، الذي حضر لوحده ندوة تقديم الكتاب، بينما غاب عنها أعضاء المجموعة، الذين ما زالوا على قيد الحياة، فتحدث بكثير من التأثر عن هذا "الكتاب الفني/ الحلم، الذي راود المجموعة منذ زمان، لكنه لم يكتب له الظهور إلا على أيدي ناشرتين فرنسيتين بالمغرب، منحتا الكثير من وقتهما لهذا العمل، حتى يخرج بهذا الشكل الفني الراقي". ويتضمن الكتاب تقديما للمخرج الأمريكي، مارتان سكورسيزي، الذي رمم فيلم "الحال"، للمخرج المغربي، أحمد المعنوني، وأنقذه من الضياع، واعترف سكورسيزي بأهمية موسيقى ناس الغيوان، التي قال إنها جعلته يكتشف العمق الإنساني. وإضافة إلى سرد عمر السيد قصة ناس الغيوان في "كنا خمسة"، يتضمن الكتاب مجموعة من المواد حول "الحال"، أو جذبة ناس الغيوان السحرية، وولاد الحي، والحي المحمدي، وبحال الواد، والجذبة، وديما غيوان، من سنة 1997 إلى الآن، وكلام الغيوان، ونايضة، أو أبناء الغيوان.