أعلن ناطق باسم الثوار الليبيين ومصدر طبي في مصراته, شرق طرابلس, أن 40 شخصا على الأقل قتلوا, أول أمس الاثنين، في المدينة وأصيب مئات آخرون بنيران القوات التابعة للعقيد معمر القذافي. وقال طبيب في المستشفى المركزي بالمدينة, في تصريح لوكالة (فرانس برس), أن "عدد القتلى بلغ 40 قتيلا, كما جرح أكثر من 300 شخص وما زلنا نستقبل المزيد". وكان ناطق باسم الثوار أكد أن "كتائب القذافي قامت تحت تهديد السلاح بجمع نحو 500 شخص من خارج المدينة واقتادتهم إلى وسط مصراته إذ أجبرتهم على التظاهر تأييدا للقذافي". وأكد أن "الآلاف من سكان المدينة خرجوا في تظاهرة مضادة, عندها قامت كتائب القذافي بإطلاق النار عليهم من خلال قناصة انتشروا على سطوح البنايات ومن دبابة" مما أدى إلى سقوط القتلى والجرحى. وأضاف الناطق أن قوات القذافي لم تسيطر على المدينة "إلا أنها تتمركز في الشارع الرئيسي فيها حيث نشرت قناصة فوق البنايات وثلاث دبابات". وقال ناطق آخر باسم الثوار إن قوات القذافي, قامت إضافة إلى إطلاق النار على المتظاهرين, "بنصب فخ للثوار من خلال رفع العلم الأخضر على قاعة الشعب في الشارع الرئيسي لمصراته قبل التظاهر بالانسحاب". وتابع الناطق "مصراته تبدو الآن كمدينة أشباح محاصرة ويتصاعد الدخان منها". من جانبه دعا التلفزيون الرسمي الليبي أهالي مصراته, إلى "الخروج من بيوتهم وإلى عودة الحياة الطبيعية إلى مجراها الطبيعي بعد تطهيرها من العصابات الإجرامية المسلحة". من جهة أخرى، صرح وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه , في بروكسيل , أن حلف الأطلسي "مستعد لدعم" تدخل التحالف الدولي في ليبيا في "غضون بضعة أيام". وقال جوبيه على هامش اجتماع في بروكسيل مع نظرائه الأوروبيين "إن النجاح الأول لتدخلنا واضح لأننا لو كنا وقفنا مكتوفي الأيدي فإن بنغازي كانت ستشهد حمام دم". وأضاف الوزير الفرنسي "لقد أنقذنا المدنيين في بنغازي". وأوضح أن "التنسيق بالنسبة لهذا التدخل يتم عبر الولاياتالمتحدة بتعاون وثيق مع فرنسا وبريطانيا", معلنا أن "حلف الأطلسي مستعد خلال أيام لتقديم الدعم" للتدخل في ليبيا. من جهة ثانية، قال محمد عبد الحكم مساعد وزير الخارجية والمصريين بالخارج أن عدد الليبيين، الذين دخلوا مصر هربا من الأحداث الجارية هناك برا وبحرا وجوا وصل لغاية أمس إلى نحو 18 ألف مواطن. وأضاف عبد الحكم , في تصريح صحفي, أن عدد الأجانب والعرب، الذين دخلوا مصر منذ يوم 20 فبراير الماضي وحتى الآن بلغ حوالي 61 ألف شخص بينما بلغ عدد المصريين والأجانب الذين دخلوا مصر خلال هذه الفترة 249 ألف شخص . وتوقع المسؤول المصري زيادة أعداد القادمين إلى مصر عبر منفذ السلوم الحدودي مع ليبيا وكذلك تدفق المصريين إلى منطقة الحدود الليبية التونسية خلال الفترة القليلة المقبلة. وأوضح أن رحلات السفن إلى الموانئ الليبية شبه متوقفة في الوقت الحالي بعد أن منعت السلطات الليبية دخول السفن المصرية وغيرها إلى المواني الليبية لنقل وإعادة الراغبين في العودة لمصر, مشيرا إلى أنه لم يعد أمام المصريين إلا الطرق البرية رغم خطورتها , داعيا المصريين في ليبيا, الذين يزيد عددهم على مليون ونصف المليون, بتوخي الحذر وعدم الخروج من المنازل إلا للضرورة القصوى.