استمرار المواجهات بين كتائب القذافي والثوار تعيش مدينة مصراته حالة تأهب وسط مخاوف من هجوم وشيك للكتائب الموالية للعقيد معمر القذافي، في حين كانت مدينتة الزاوية (40 كيلومترا غرب طرابلس) ورأس لانوف (شرق) مسرحا لقصف ومواجهات عنيفة بين الثوار والقوات الموالية للقذافي التي حاولت السيطرة على المدينتين، لكنها جوبهت بمقاومة شرسة. وأفاد المتحدث باسم شباب 17 فبراير في مصراتة عبد الباسط أبو مزيريق في اتصال مع الجزيرة صباح أمس اليوم، بأن سكان المدينة مستعدون لصد هجوم يبدو وشيكا من طرف عناصر لواء يقوده خميس نجل القذافي. وأضاف أبو مزيريق أن أهل المدينة قادرون على صد ذلك الهجوم المتوقع وذلك بفضل ما يمتلكه الثوار من أسلحة وجنود منشقين وشباب يجيدون حمل السلاح. وعن الأوضاع في مصراتة -وهي المدينة الأكثر سكانا في غرب ليبيا التي ليست تحت سيطرة القذافي- قال أبو مزيريق إن الأمور المعيشية جيدة لكن المدينة تشكو من نقص في الأدوية والمعدات الطبية. وفي وقت سابق قال أحد سكان مدينة مصراتة لوكالة رويترز إن المدينة عاشت حالة هدوء الثلاثاء بعد مغادرة عدد غير معروف من الجنود من اللواء 32 الذي يقوده خميس ويحتمل أن بعضهم تحرك شرقا باتجاه مدينة سرت مع قوات أخرى قادمة من العاصمة طرابلس. قصف ومواجهات وفي تطورات أخرى قال شهود عيان بمدينة الزاوية غربي طرابلس إن الكتائب الأمنية الموالية للقذافي قصفت أمس المدينة قصفا عشوائيا بالطائرات والدبابات التي يقود بعضها مرتزقة. وفي خضم ذلك شهدت المدينة اشتباكات عنيفة بين الثوار والكتائب التابعة للقذافي التي استخدمت راجمات الصواريخ وقصفت الثوار بالمدفعية الثقيلة. وأكد عدد من سكان المدينة أن القناصة الذين نُشروا على أسطح المباني العالية يطلقون النار على المدنيين، وأن الكتائب اقتحمت بعض المنازل وقتلت ساكنها بمن فيهم النساء. وقال الناشط السياسي عبد الجبار الزاوي من مدينة الزاوية إن كتائب القذافي فرضت «حظرا للتجول على طريقتها الخاصة» بنشر «قناصة استهدفوا كل من يخرج إلى الشوارع». وأوضح الزاوي أن وسط المدينة تعرض لقصف بقذائف الهاون من مسافات بعيدة وفق إحداثيات مضبوطة، مشيرا إلى أن قصفا أصاب مسجدا بساحة الشهداء إضافة إلى «مسح مسجد بالكامل في منطقة أولاد عمارة». وقال إن القوات الموالية للقذافي تسيطر حاليا على الطريق الساحلي الرابط بين شرق الزاوية وغربها، وهو الطريق الذي يصل طرابلس بباقي المدن الغربية. في المقابل أكد الناشط السياسي أن الثوار يسيطرون حاليا على وسط المدينة، وأنهم قتلوا أمس خلال المواجهات العميد حسين عبد الكبير ابن عم القذافي، وهو من مدينة سرت. قصف راس لانوف وفي تطورات الوضع في راس لانوف أفادت التقارير الإعلامية بأن كتائب القذافي قصفت الثوار الذين يتحصنون داخل المدينة براجمات الصواريخ. كما شن سلاح الجو الليبي غارة على المدينة عقب الغارات التي شنها صباح أمس الثلاثاء. وقال المراسل إن مواجهات أمس أسفرت عن تسعة قتلى، جرى سحب جثثهم من أرض المعركة. وأضافت أن عدد الذين جرحوا فاق الثلاثين، وأنهم نقلوا إلى مستشفيات أجدابيا وراس لانوف، موضحا أن هدوءا حذرا ساد المنطقة بعد حلول الليل. وضمن شهادات شهود عيان قال عبد السلام محمد (21 عاما) العائد إلى مرفأ راس لانوف النفطي من الجبهة «الناس يموتون هناك، قوات القذافي لديها صواريخ ودبابات». وفي وقت سابق من أمس وجهت طائرات حربية ليبية أربع ضربات إلى راس لانوف حيث تعرض حي سكني واحد على الأقل للقصف. وقال شاهد عيان آخر «أصابت ضربة جوية منزلا في منطقة سكنية في راس لانوف، توجد فتحة كبيرة في الطابق الأرضي للمنزل المؤلف من طابقين، وتصاعد عمود من الدخان والغبار فوق المنطقة جراء الهجوم وهرع الرجال إلى المنطقة مرددين الله أكبر».