شكل انعقاد الدورة السابعة عشرة للمعرض الدولي للصناعات الغذائية والمشروبات، التي انطلقت بلندن، أول أمس الأحد، وافتتحت رسميا، أمس الاثنين، مناسبة أكد فيها المغرب طموحه للتموقع كفاعل رئيسي في تصدير منتوجاته نحو الأسواق البريطانية، التي تمثل إحدى الوجهات الاستراتيجية على هذا المستوى. وقال المدير العام ل "ماروك-إكسبور"، سعد بنعبد الله، إن المغرب، الذي يعتبر خلال هذا الملتقى العالمي أول ضيف شرف بهذا المعرض، استطاع، في إطار شراكة وثيقة مع سفارة المغرب ببريطانيا، بذل جهود حثيثة، مكنت من الإقناع بأهمية العرض المغربي على مستوى الصناعات الغذائية، وبمؤهلاته وتنافسيته وتميزه. وأوضح بنعبد الله، في لقاء مع الصحافة، أن منهجية "المغرب تصدير" تقوم على ثلاثة أسس، تتعلق بالترويج، ودراسة السوق، والتواصل، مشيرا إلى أن النتائج الملموسة بدأت تبرز، وتتجسد لتظهر السمعة الجيدة لمنتوج المغرب، الذي ما فتئ ينمو على مستوى بريطانيا، وفي أسواق أخرى عديدة. وأفاد أنه، رغم الأزمة الاقتصادية العالمية، وتراجع الصادرات المغربية من منتوجات الصناعات الغذائية بما يتراوح بين 25 و26 في المائة، إلا أن المغرب نهج مقاربة منسجمة وبراغماتية، مستفيدا من مؤهلاته المهمة لاستكشاف أسواق أخرى في الدول الاستراتيجية. ولاحظ بنعبد الله أن أول مشاركة للمغرب كانت سنة 2003، بحضور ثلاثة مصدرين مغاربة فقط، أما الآن، فالحضور المغربي مجسد في 23 عارضا، إضافة إلى جمعيات كبيرة، مبرزا أن المغرب بصدد تعزيز مكانته، ما يبين أن "الشركاء المغاربة والبريطانيين والدوليين على وعي بالمؤهلات الكبرى، الواجب استغلالها". وقال إن سفارة المغرب بلندن تتوفر على برنامج منسجم، من شأنه المساعدة على رفع التحدي، وجعل المنتوج المغربي يحتل المكانة اللائقة به داخل السوق البريطانية، خاصة تعزيز تنافسيته وتسويقه. كما تطرق إلى أهمية متابعة هذا الملف، والتركيز على تكييف العرض المغربي مع الطلب البريطاني على مستوى المعايير، وتنوع (الباكاجينغ)، إلى جانب استغلال فرص جديدة، مثل الاهتمام الكبير الذي، تحظى به منتوجات، كزيت الزيتون، وزيت أركان، والكسكس المغربي. يشار هنا إلى أن لندن، انطلاقا من مطار هترو الدولي، مرورا بمركز مايفير، وباقي مناطقها، تعرف وجود ملصقات كبيرة تعرف بزيت الزيت المغربي. وقال بنعبد الله إن برنامج "المغرب تصدير" حدد في إطار الاستراتيجية الوطنية لإنعاش الصادرات "المغرب تصدير بلوس"، لمضاعفة الصادرات في أفق 2015، وبنحو ثلاث مرات في 2018، دون إغفال مكاسب مخطط المغرب في هذا السياق. ويهدف "المغرب تصدير"، في إطار مخطط عمل شرع فيه منذ سنة 2008، إلى تحقيق الصادرات المغربية ما قيمته 327 مليار درهم سنة 2018. وحددت، هذا الإطار تحديد، بريطانيا كسوق استراتيجية، وهي من الأسواق التي تمتص ما بين 60 و65 في المائة من جهود التسويق. وتوجد بريطانيا ضمن خمسة أسواق لها الأولوية في التصدير بالنسبة لقطاعات من الاقتصاد المغربي، خاصة قطاع الصناعة الغذائية. وحسب برنامج "مغرب تصدير"، فإن فضاء المغرب الخاص، هو أداة ناجعة وعملية لجلب أنظار الزائرين، للتعرف على منتوج مغربي متنوع ومبتكر، كما يعتبر فرصة لتشجيع شركاء المغرب الأجانب على اقتناء كل منتوجات الصناعة الغذائية المغربية، خصوصا الزيوت، والتوابل، والمنتوجات المصبرة، ومنتوجات البحر، والمنتوجات المجمدة. ويسعى "ماروك إكسبور"، عبر المشاركة في معرض الصناعات الغذائية بلندن، إلى تقوية موقع المغرب في الأسواق الأوروبية، والسوق البريطانية بصفة خاصة. كما يسعى إلى خلق روابط مهنية عديدة مع المستوردين، وكافة الفاعلين في قطاع التوزيع بالأسواق الكبرى ببريطانيا، خاصة تيسكو وسلفريدج. وتحتل الصناعات الغذائية ومنتوجات البحر مرتبة مهمة في الصادرات المغربية، إذ تشكل 16 في المائة من حجم المنتوج الداخلي الخام، و20 في المائة من حجم الصادرات. وحسب الأرقام الرسمية، فإن الفواكه والخضر المصنعة تشكل نسبة 72 في المائة من الصادرات المغربية نحو الاتحاد الأوروبي سنة 2009، وتشكل منتوجات البحر 50 في المائة من حجم الصادرات الموجهة نحو بلدان أوروبا في السنة نفسها. ويذكر أن "مغرب تصدير" تأسس من أجل تنمية وتطوير الصادرات المغربية. ومن بين مهام هذه المؤسسة، التعريف بصادرات المنتوجات المغربية، الصناعية، والفلاحية، ومنتوجات الصناعة التقليدية، والصناعة الغذائية. وبهدف مسايرة وتمكين تنمية المقاولات المصدرة للأسواق الأجنبية، يساعد "المغرب تصدير" المقاولات المغربية على الإطلاع على الأسواق الخارجية وتوجيهها وإرشادها في خطواتها على الصعيد الدولي. وفي هذا الإطار، يقترح عليها برنامجا ترويجيا، يغطي جميع القطاعات المصدرة والمتعلقة بأحسن الأسواق. وتتمثل مهمة "المغرب تصدير"، أيضا، في توجيه وتأطير الفاعلين الأجانب، الباحثين عن ربط علاقات عمل مع المقاولات المغربية.