أجلت الغرفة الجنحية التلبسية بالمحكمة الابتدائية (القطب الجنحي) بسطات، يوم الأربعاء المنصرم، النظر في ملف حادثة السير المميتة بسطات والتي يتابع على خلفيتها محام (م) من هيئة المحامين بالدارالبيضاء، والموجود حاليا رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن الفلاحي عين علي مومن بالمدينة، إلى 30 مارس الجاري. وخلال الجلسة، شرعت هيئة الحكم في مناقشة القضية، إذ عرفت الجلسة، التي تابعت "المغربية" أطوارها، جلوس المحامي المتهم في المكان المخصص لهيئة الدفاع بدل الوقوف أمام هيئة المحكمة، كما عرفت مطالبة المحامين، الذين قدموا من مدن الدارالبيضاء ومراكش وغيرها لمؤازرة زميلهم، من خلال مرافعاتهم، بمنح الأخير السراح المؤقت بضمان محل عمله من جهة، ونظرا لحالته المرضية المزرية من جهة أخرى، إذ أنه يعاني من كسر في ركبته اليمنى، لكن هيئة الحكم أرجأت البت في الطلب إلى حين انتهاء الجلسة، ثم قررت رفض تمتيع المحامي بالسراح المؤقت، وأجلت القضية. ويتابع المحامي المتهم من أجل جنح التسبب في حادثة سير بسبب عدم التبصر وعدم الاحتياط، وعدم مراعاة التزامات السلامة والحيطة المقررة في القانون، نتج عنها قتل عمدي وجرح ترتب عنه عجز مؤقت عن العمل لمدة تفوق 21 يوما، والسكر العلني، وسياقة مركبة في حالته تحت الكحول، وعدم احترام قواعد السير الواجبة على مستعملي الطريق السيار في الاتجاه المعاكس للسير. وكانت الغرفة نفسها، أجلت النظر في قضية المحامي، في جلسة فبراير الماضي، بعدما اعتبرت القضية جاهزة للمناقشة، ورفضت طلب دفاع المحامي المتهم، الذي التمس تمتيع موكله بالسراح المؤقت. وتعود أطوار هذه القضية إلى يوم الأحد 16 يناير الماضي، حين وقعت حادثة سير مميتة بالطريق السيار، الرابطة بين مدينتي سطاتومراكش، على مستوى مشرع بن عبو بالنقطة الكيلومترية 700+98 ، التي ذهب ضحيتها أربعة أشخاص من عائلة واحدة، إذ أصيب الأب وابنته الصغيرة بإصابات خطيرة حينما انحرفت سيارة المحامي من نوع "كيا" عن مسارها، بعدما كانت قادمة من مدينة الدارالبيضاء نحو مدينة مراكش، ثم اصطدمت بسيارة خفيفة من طراز "بيجو 309" كانت قادمة من مراكش، تقل ستة أفراد من عائلة واحدة (رب الأسرة وزوجته وأربع بنات). ولقيت الأم وثلاثة من بناتها مصرعهن بعين المكان، فيما أصيب الأب بإصابات بليغة على مستوي الرأس خضع على إثرها لتدخل جراحي، وكسر في الفخذ الأيسر، وأصيبت طفلته الرابعة بكسر في الكتف الأيسر، وإصابات في الرأس، في حين، أصيب المحامي بكسر على مستوى ركبته اليمنى، نتيجة قيادته لسيارته في حالة سكر، وتحدثه في الهاتف المحمول، ووضع الأب وابنته بقسم العناية المركزة، بعدما جرى نقلهما إلى المستشفى الجهوي الحسن الثاني، فيما نقلت الجثث الأربعة إلى مستودع الأموات بالمركز ذاته. كما نقل بعد ذلك المحامي إلى مصحة الضمان الاجتماعي بسطات، لتلقي العلاجات الضرورية، حيث بقي هناك تحت الحراسة الأمنية إلى أن جرت إحالته على أنظار وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بسطات، ليجري إيداعه السجن الفلاحي عين علي مومن بسطات.