اتسم الوضع الأمني في ليبيا بالتدهور مع اشتداد المعارك بين طرفي الأزمة المعارك تجري حول المواقع الاستراتجية (أ ف ب) ففي الوقت الذي يسعى الثوار لإحكام سيطرتهم على المناطق، التي سقطت بأيديهم, تشن القوات الموالية للزعيم الليبي، معمر القذافي، غارات عنيفة لاستعادة سيطرتها على هذه المناطق النفطية الواقعة شرق البلاد. إذ أفادت الأخبار الواردة من ليبيا بخروج مظاهرات في بنغازي مؤيدة للمجلس الوطني الانتقالي الذي شكله الثوار, وأخرى مؤيدة للعقيد، معمر القذافي، في مدينة الزاوية، التي أعلنت القوات الحكومة أنها استعادت سيطرتها عليها، بعد يومين من معارك الكر والفر بين طرفي النزاع. فعلى الصعيد الميداني, تراجع عدد كبير من الثوار على متن عشرات الآليات إلى مدينة راس لانوف النفطية، بعد تعرض مواقع لهم خارج هذه المدينة لقصف عنيف وغارات جوية. وانسحبوا من موقع لهم يقع على بعد خمسة كيلومترات غرب راس لانوف, بعد تعرضهم لقصف مدفعي عنيف من جانب القوات الموالية للقذافي وثلاث غارات جوية استهدفتهم. وكان الثوار سيطروا على رأس لانوف النفطية، الجمعة الماضي, ثم بلغوا بلدة بن جواد، التي تبعد نحو أربعين كلم إلى الغرب, لكن القوات الحكومية أخرجتهم منها الأحد الماضي. وأفاد مسؤول من المعارضة في بنغازي أن مصير البلدة لم يتضح بعد. وأسفرت مواجهات، أمس الخميس، عن سقوط ما لا يقل عن أربعين قتيلا, من بينهم مسنون ونساء وأطفال, وتفجير منشآت نفطية حيوية في شرق البلاد. من ناحية أخرى, أفاد التلفزيون الرسمي الليبي أن السلطات الليبية عرضت مكافأة مالية تبلغ نصف مليون دولار لمن يلقي القبض على مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الوطني الانتقالي ( وزير العدل الليبي السابق ) ويسلمه إلى السلطات. كما جرى رصد مكافأة مقدارها 200 ألف دينار ليبي (162 ألف دولار) "لمن يدلي بأي معلومات تؤدي إلى القبض عليه". وعلى الصعيد السياسي, وبعدما أكد العقيد القذافي في مقابلة مع تلفزيون تركي أنه لن يغادر السلطة وحذر من أن "الفوضى ستعم المنطقة بأسرها وصولا إلى إسرائيل إذا سيطر تنظيم القاعدة على ليبيا", كثف من تحركاته الدبلوماسية, حيث أوفد مبعوثا إلى القاهرة, هو اللواء عبد الرحمن الزاوي رئيس هيئة الإمداد والتموين في الجيش الليبي. ولم يعرف على الفور هدف الزيارة أو المسؤولين الذين سيلتقيهم. كما أعلن فرانكو فراتيني وزير خارجية إيطاليا أن مبعوثين حكوميين ليبيين توجهوا على ما يبدو إلى بروكسيل للحوار مع مسؤولين بالاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي عشية الاجتماع الذي سيعقدونه اليوم الجمعة حول الوضع في ليبيا. وعلى الصعيد الدبلوماسي, وفي خضم بحث المجتمع الدولي عن تسوية لهذه الأزمة, رفضت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، طلب أبرز كتل في البرلمان الأوروبي بالاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي, مؤكدة أن "أمر اتخاذ هذا القرار يعود لمجلس رؤساء دول وحكومات الاتحاد". كما أعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس، نيكولا ساركوزي، التقى، أمس الخميس، موفدين اثنين من المجلس الوطني الانتقالي. وبخصوص مسألة فرض حظر جوي على ليبيا, أكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أن اتخاذ موقف من هذه المسألة يعود للجامعة العربية, في حين أعلن المتحدث باسم الخارجية الألمانية أن "منطقة الحظر الجوي خيار بالنسبة لنا يجب بحثه ودراسته بحذر ومسؤولية". بدورها, أعلنت الرئاسة الإيطالية أنها مستعدة لتقديم مساهمة لتحديد وتطبيق بشكل أفضل للقرارات، التي تدرسها حاليا الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي. من جهة أخرى، أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي، دميتري ميدفيدف، أصدر أمس الخميس، قرارا يقضي بحظر تصدير الأسلحة إلى ليبيا. وأشار المصدر إلى أن قرار الرئيس الروسي ينسجم مع الحظر الدولي المفروض على توريد الأسلحة والمعدات الحربية إلى ليبيا وفق ما قرره مجلس الأمن الدولي في 26 فبراير المنصرم. ويشمل القرار فرض حظر التصدير ووقف التعاون العسكري التقني بين موسكو وطرابلس وتجميد تنفيذ رزمة من العقود، التي جرى إبرامها في 29 يناير 2010 لتوريد أسلحة ومعدات حربية روسية بقيمة 3 ر1 مليار اورو.