أعلنت السلطات الليبية, فجر أمس الأحد, في طرابلس استعادة بعض المواقع من أيدي المعارضة. معارك طاحنة تجري بين الموالين والمتمردين في راس لانوف (أ ف ب) وأبلغت مصادر السلطات الليبية البعثات الصحفية الأجنبية الموجودة بطرابلس استعادة القوات الموالية لقائد الثورة الليبية العقيد، معمر القذافي، لمدينتي الزاوية (60 كلم غرب) ومصراتة (200 كلم شرق). وتشهد العاصمة الليبية، منذ فجر أمس، احتفالات صاخبة بإطلاق كثيف للأعيرة النارية في الهواء ومنبهات السيارات, كما لوحظ توجه أفواج من أنصار القذافي إلى الساحة الرئيسية في طرابلس للاحتفال بهذا الإعلان. من جهة أخرى، أكد الزعيم الليبي, معمر القذافي, أن الهولنديين الثلاثة الذين كانوا يقودون مروحية في ليبيا هم أسرى لدى نظامه. وقال القذافي في حديث لصحيفة "لو جورنال دو ديمانش" الفرنسية, نشرته أمس الأحد "لقد أوقفنا مروحية هولندية هبطت في ليبيا من دون إذن". وردا على سؤال عما اذا كان يعتبر هؤلاء الهولنديين الثلاثة أسرى, أجاب القذافي "نعم وهذا طبيعي". وذكر القذافي في مقابلة مع صحيفة "لو جورنال دو ديمانش" لقد "فوجئت بعدم تفهم أي أحد أننا نخوض معركة ضد الإرهاب". وأضاف "أجهزتنا الأمنية تتعاون, وقد ساعدناكم كثيرا خلال السنوات القليلة الماضية". وتساءل الزعيم الليبي "لماذا عندما نخوض معركة ضد الإرهاب هنا في ليبيا لا يساعدنا أحد في المقابل". كما أعلن الزعيم الليبي, معمر القذافي, تأييده فكرة إرسال لجنة تحقيق "من الأممالمتحدة أو الاتحاد الإفريقي" لتقييم الوضع في ليبيا ميدانيا. وقال القذافي في حديث للأسبوعية الفرنسية "لو جورنال دو ديمانش", "أرغب في أن يتوجه فريق تحقيق من الأممالمتحدة أو الاتحاد الإفريقي إلى هنا في ليبيا". واضاف "سنسمح لهذه اللجنة بمعاينة الوضع ميدانيا من دون عقبات". وتابع القذافي "إذا كانت فرنسا ترغب في تنسيق عمل لجنة التحقيق وقيادتها, سأؤيد ذلك". وأوضح الزعيم الليبي أن "فرنسا لديها مصالح كبيرة في ليبيا, ولقد تعاوننا مع الرئيس ساركوزي في ملفات وقضايا عدة, وكان على فرنسا أن تكون أول من يرسل لجنة تحقيق, وآمل في أن تغير موقفها حيالنا". وبحسب الزعيم الليبي فإن مجلس الأمن الدولي "لا يملك صلاحية في الشؤون الداخلية لأي بلد". وقال إن المجلس "يتدخل إذا ما تواجهت دولتان لكن في هذه الحالة يتجاوز مجلس الأمن حقوقه استنادا إلى مجرد معلومات إعلامية أو شائعات". وأضاف "إذا أراد مجلس الأمن التدخل فما عليه سوى إرسال لجنة تحقيق, وأكرر لكم أنني أؤيد هذا الأمر". واعتبر القذافي أن القرار الذي تبناه أعضاء المجلس بالإجماع ضد نظامه "لاغ وباطل, طالما لم تأت لجنة تحقيق جادة ومستقلة للتثبت من الأمور ميدانيا". كما انتقد الزعيم الليبي التدخلات الأجنبية في بلاده, مشيرا إلى أنه "يعرف أن هناك جهات بريطانية وأخرى أوروبية تجري اتصالات شبه رسمية مع شخصيات من بنغازي", رابطا بين هذه التدخلات والهولنديين الثلاثة الذين جرى أسرهم. كما ذكرت صحيفة (صنداي تايمز) البريطانية أن المقاومين الليبيين تمكنوا من أسر وحدة من القوات الخاصة البريطانية شرق البلاد. وأوضحت الصحيفة أنه جرى اعتراض الفريق, المؤلف من ثمانية أفراد من القوات الخاصة البريطانية, لدى مرافقته دبلوماسيا صغيرا أثناء عبوره الأراضي التي توجد تحت سيطرة المقاومين. وتابعت أن تدخل القوات الخاصة البريطانية ربما أثار غضب المقاومين الليبيين فأمروا باحتجاز الجنود داخل قاعدة عسكرية. وقالت (الصنداي تايمز), نقلا عن مصادر ليبية, إن المقاومين اقتادوا الجنود إلى مدينة بنغازي بغية إخضاعهم للاستجواب. وفي تعليق على الحادث, ذكر بيان لوزارة الخارجية البريطانية أنها لا تستطيع "تأكيد أو نفي" الخبر.