قال مدير عمليات الطوارئ بصندوق الأممالمتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) لويس ارسينو إن هناك تفاوتا كبيرا بين القدرة على إجلاء الرعايا الأجانب إلى بلدانهم تدفق اللاجئين نحو تونس يتسبب في مشاكل عديدة (أ ف ب) وأعداد اللاجئين الذين نزحوا من ليبيا على المعبر الحدودي, رأس جدير, على الحدود مع تونس, واصفا الوضع في المنطقة الحدودية ب "المقلقة". وأكد أرسينو في لقاء صحفي , أمس الأحد، بالعاصمة التونسية , استعداد اليونيسيف لمواجهة تطورات الأوضاع في ليبيا وعلى الحدود التونسية-الليبية, مشيرا إلى أن هذه المنظمة الدولية تجد نفسها أمام خيارين إزاء الوضع الراهن في ليبيا, يتمثل الأول في مساعدة تونس على استقبال اللاجئين بمن فيهم الليبيون الذين قد يضطرون لمغادرة بلادهم, فيما يتمثل الخيار الثاني في الاستعداد لدخول الأراضي الليبية عبر معبر إنساني آمن مباشر مع طرابلس, لتقديم الخدمات الطبية والنفسية للأطفال بكافة الجهات الغربية لليبيا وضمان حمايتهم. وأضاف أن فريقا تابعا للمنظمة تمكن من تجاوز الحدود الشرقية لليبيا وقام برصد الأوضاع والتدخل ميدانيا, في حين ما زالت الأمور في المنطقة الغربية غامضة خاصة مع وقوع تفجيرات وأعمال عنف. وأوضح أن هناك نحو20 أسرة رفقة أطفال تعبر يوميا إلى الأراضي التونسية, عبر رأس جدير , حيث يجري إيواء أفرادها داخل خيام خاصة ومحمية مع توفير كل احتياجاتهم بما في ذلك الرعاية النفسية والاجتماعية والصحية, وإعطائهم الأولوية في عمليات الإجلاء. من جهتها،أعلنت الأممالمتحدة أن أكثر من191 ألف شخص فروا حاليا من أعمال العنف في ليبيا ,فيما يتجه حوالي عشرة آلاف نازح حاليا إلى الحدود المصرية. وأفاد مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تقرير له أن حوالي "191 ألفا و754 شخصا معظمهم عمال أجانب غادروا ليبيا حتى اليوم", استنادا إلى أرقام المنظمة الدولية للهجرة. وأوضح مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في التقرير الذي يحمل تاريخ الجمعة ويحصي حركة الهجرة حتى الخميس الماضي أن 104 آلاف و275 شخصا لجأوا إلى تونس و85 ألفا وصلوا إلى مصر وأربعة آلاف إلى الجزائر. لكنه حذر من أن سيطرة القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي على المعابر الحدودية بين ليبيا وتونس أبطأت تدفق اللاجئين. وأشار إلى أن حوالي 12 ألفا و500 شخص ما زالوا ينتظرون إجلاءهم من تونس بينهم عشرة آلاف مواطن من بنغلادش, استنادا إلى أرقام المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة. كما حذر المكتب من أن عشرة آلاف شخص داخل ليبيا يحاولون الوصول إلى معبر السلوم على الحدود المصرية حيث يتوقع وصولهم "في غضون يومين أو ثلاثة أيام". كما أعربت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين عن قلقها البالغ من كون الوضع الأمني في ليبيا يمنع الأشخاص من الفرار إلى تونس, مشيرة إلى أن الحدود على الجانب الليبي تقع تحت حراسة مشددة من قبل القوات الموالية للقذافي. ونقل مركز أنباء الأممالمتحدة عن المتحدثة باسم المفوضية, مليسا فليمنغ, قولها "أنهى أولئك الذين استطاعوا عبور الحدود, إلى علمنا أنه جرت مصادرة الهواتف المحمولة والكاميرات".