تقديرا لمبادرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس إزاء النازحين من مختلف الجنسيات من ليبيا فوق التراب التونسي. وعقب الالتفاتة التضامنية، التي خصهم بها جلالته، التمس المفوض السامي لشؤون اللاجئين، والمدير العام للمنظمة الدولية للهجرة، وكذا كاتب الدولة التونسي للشؤون الخارجية، أول أمس الأربعاء، من سفير المغرب لدى مكتب الأممالمتحدة بجنيف نقل عرفان النازحين وامتنانهم لجلالة الملك والحكومة المغربية. وعبر المسؤولان الأمميان وكاتب الدولة التونسي، خلال اجتماع طارئ، عقد بجنيف حول الوضع بليبيا، عن تشكراتهم للمملكة المغربية، المعروفة بانخراطها في القضايا الإنسانية، من أجل تضامنها مع النازحين من مختلف الجنسيات، على الحدود الليبية التونسية. وأعلن السفير الممثل الدائم للمغرب لدى مكتب الأممالمتحدة بجنيف، عمر هلال، بجنيف أمام هذا الاجتماع عن قرار جلالة الملك بإرسال مساعدة إنسانية استعجالية لفائدة آلاف اللاجئين الفارين من أعمال العنف بليبيا، الموجودين حاليا برأس جدير، على الحدود التونسية الليبية. وأطلع هلال المشاركين في هذا الاجتماع، المنظم بشراكة مع المفوض السامي لشؤون اللاجئين، والمدير العام للمنظمة الدولية للهجرة، بحضور كاتب الدولة التونسي للشؤون الخارجية، والممثل الدائم لمصر، أن المساعدة المغربية الاستعجالية، التي شرع في نقلها جوا، أول أمس الأربعاء، تتضمن كميات مهمة من الأدوية، و20 طبيبا متخصصا، وهيئة شبه طبية، تتكون من 20 شخصا، إضافة إلى تجهيزات طبية واستشفائية، تستجيب للحاجيات الخاصة والطارئة لضحايا الوضع الإنساني الكارثي بليبيا. وأضاف الدبلوماسي المغربي أن هذه المساعدات الاستعجالية تندرج في نطاق الرؤية التضامنية الثابتة لجلالة الملك، من جهة، وحرص جلالته، من جهة أخرى، على دعم الأشقاء في تونس، وتخفيف العبء عن السلطات التونسية في هذا الظرف العصيب، لمواجهة التداعيات والانعكاسات المقلقة لعمليات النزوح المتزايدة من الأراضي الليبية نحو هذه المنطقة الحدودية . يذكر أن العديد من البلدان الأخرى، سيما الولاياتالمتحدة، وألمانيا، وفرنسا، وأستراليا، والمملكة المتحدة، واللوكسومبورغ، وبلجيكا، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، أعلنت عن إرسال مساعدات استعجالية إلى تونس. وكانت ثلاث طائرات مغربية وصلت، مساء أول أمس الأربعاء، إلى مطار جربة بالجنوبالتونسي، محملة بكميات مهمة من المساعدات الإنسانية لفائدة النازحين على الحدود التونسية الليبية. وتتضمن هذه المساعدات أزيد من 22 طنا من الأدوية والمستلزمات الطبية والاستشفائية، والمعدات الخاصة بمستشفى ميداني، وسيارة إسعاف. كما وصل على متن إحدى الطائرات 20 طبيبا متخصصا، و20 من الممرضين والفنيين المساعدين. وستنقل هذه المساعدات والمعدات، التي تستجيب للحاجيات الخاصة والملحة للأشخاص النازحين، إلى منطقة بن قردان، قرب نقطة العبور رأس جدير، على الحدود التونسية الليبية (560 كلم جنوب شرق العاصمة)، حيث سيقيم الطاقم الطبي المغربي مستشفى ميدانيا لتقديم الإسعافات اللازمة للنازحين. وكانت أول طائرة مغربية حطت، عشية أول أمس الأربعاء، بمطار جربة (510 جنوب شرق العاصمة)، ضمن الطائرات الأخرى، التي وصلت تباعا، محملة بكميات مهمة من المساعدات الإنسانية لفائدة النازحين على الحدود التونسية الليبية. وكان في استقبال الطائرة سفير المغرب بتونس، نجيب زروالي وارثي، والقنصل العام للمملكة بتونس، خالد الناصري، والملحق العسكري لدى السفارة، العقيد أحمد حامد، بالإضافة إلى وزيرة الصحة التونسية، حبيبة بن رمضان، وعدد من المسؤولين المحليين. يذكر أن بلاغا لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، كان أعلن أنه تقرر، بأمر من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، إرسال مساعدات إنسانية عاجلة لفائدة آلاف النازحين من ليبيا، الموجودين على الحدود التونسية الليبية. وذكر البلاغ أن هذه المبادرة الملكية الإنسانية الكريمة تندرج في نطاق الرؤية التضامنية الثابتة لجلالة الملك، وحرص جلالته على دعم الأشقاء في تونس، وتخفيف العبء عن السلطات التونسية في هذا الظرف العصيب. وكان الجيش التونسي أقام، بتعاون مع المنظمات الإنسانية الدولية، مخيما ضخما لاستقبال عشرات الآلاف من الوافدين قرب نقطة العبور. ويتواصل توافد أفواج من أفراد الجالية المغربية المقيمة بليبيا على الأراضي التونسية، في طريق عودتهم إلى أرض الوطن، إذ غادر مطار قرطاج الدولي بالعاصمة التونسية، أول أمس الأربعاء، 124 شخصا، على دفعتين، في طريقهم إلى الدارالبيضاء، بواسطة رحلتين للخطوط الملكية المغربية. وذكرت مصادر مكتب الناقلة الوطنية بتونس أن عدد المغاربة العائدين من ليبيا، الذين نقلتهم الخطوط المغربية، من مطار تونس إلى الدارالبيضاء، بلغ، في حينه، 639 شخصا، سواء عبر رحلات منتظمة أو خاصة. ويتوجه أغلب أفراد الجالية المغربية، الفارين من الأوضاع الأمنية المتدهورة في ليبيا، خاصة الذين يقيمون في المناطق الغربية لهذا البلد، إلى نقط الحدود رأس جدير على الحدود التونسية الليبية (520 كلم جنوب شرق العاصمة)، ومنها ينقلون بواسطة الحافلات إلى العاصمة التونسية، من أجل العودة إلى أرض الوطن.