قال امحند العنصر، الأمين العام للحركة الشعبية، في افتتاح لقاء مناقشة حول موضوع "المغرب السياسي بين المسؤولية والجرأة"، أول أمس الثلاثاء، بالرباط، إن "المطالب المعبر عنها في مظاهرات 20 فبراير الماضي، هي نفسها، التي ترفعها جميع الأحزاب السياسية المغربية". نقاش حول 'المغرب السياسي بين المسؤولية والجرأة' أول أمس الثلاثاء بالرباط (كرتوش) وأنها "كانت مطروحة على الطاولة، لكن المشكل كان في الجدولة الزمنية لأجرأة تلك المطالب"، مبرزا أن الحكومة "تحكمها أجندة مبنية على الانتخابات التشريعية المقبلة، في حين أن للشارع أجندة مطلبية مستعجلة، ويجب على الهيئات السياسية أخذها بالاعتبار". وأضاف العنصر أن "كل تلك المطالب يجب أن تدخل في أجندات الأحزاب السياسية، ومطلب الإصلاح الدستوري يستوجب تحديدا دقيقا لما يجب تعديله فيه"، داعيا "كل الفاعلين السياسيين إلى التعبير عن استعدادهم لبناء جسور الثقة مع المجتمع، خاصة الشباب، وإلى ضرورة الإنصات إلى مطالبهم، المتعلقة بمعالجة بطالة الشباب، وإشراك وإدماج الشباب في العمل السياسي، وإدماج الشباب في فضاءات التعبير السياسي عن مواقفه". من جهته، شن محمد أوجار، عضو المكتب التنفيذي لحزب التجمع الوطني للأحرار، هجوما شديدا على حزب الاتحاد الاشتراكي لموقف مجلسه الوطني الأخير، الذي لوح بتقديم وزرائه "استقالتهم من الحكومة، في حالة عدم التعجيل بإصلاحات سياسية". وقال أوجار "هناك جبن سياسي يعتري بعض الأحزاب، واللي بغا يمشي من الحكومة غير يمشي"، في إشارة إلى الاتحاد الاشتراكي، معتبرا أنه "من باب المسؤولية، على الأحزاب المشكلة للأغلبية الحكومية الإقرار بفشلها في محاربة الرشوة وأشكال الفساد، من أجل إعادة الاعتبار للعمل السياسي، والعمل على استيعاب مطالب وهموم الشباب، وليس الركوب عليها". ولم تتمكن دعوة أوجار إلى "الوضوح السياسي"، من إنهاء مسلسل الجدل بين حزبي العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة، إذ استغل لحسن الداودي، عضو المكتب السياسي للعدالة والتنمية، مناسبة اللقاء، ليلقي باللوم على الأصالة والمعاصرة، مشيرا إلى أن "الأحزاب في أمس الحاجة إلى قانون انتخابات يرقى إلى طموحاتها ويقطع مع الممارسات السابقة". ورد محمد بنحمو، عضو المكتب الوطني للأصالة والمعاصرة، على هجوم الداودي بالدعوة إلى "إعادة النظر في التصور العام، الذي يؤطر الفاعل السياسي والمسؤولية السياسية"، معتبرا أن "المحطة الحالية تستوجب التعامل معها بكل جدية، من خلال استحضار الذاكرة، والإنصات للشباب، الذي يسعى إلى تحقيق ذاته والتعبير عن مواطنته بشكل جديد". وقال بنحمو إن "المغرب دخل، منذ تسعينيات القرن الماضي، في مشروع أساسي، يمكن اعتباره انطلاقة حقيقية للمسلسل الديمقراطي، ما جعل المغرب رائدا بالمنطقة العربية"، لافتا أن "هذه التجربة لم تبلغ ذروة المنتهى، بل مازال الطريق طويلا". وحثت أرضية لقاء المناقشة، التي نظمتها الحركة الشعبية، الأحزاب على "التعامل مع التحديات المطروحة باسم المسؤولية السياسية"، معتبرة أن ما يبدو من احتشام في مواقف الأحزاب في بعض القضايا، "ينظر له من طرف الشباب، وعموم المواطنين، كانعدام للالتزام وعدم الاكتراث غير المقبول". وطرحت أرضية النقاش على المشاركين سؤال: "هل يعني ذلك أن المشهد السياسي يعاني نقصا في الجرأة السياسية؟".