ندد آلاف الفلسطينيين, ب(الفيتو) الأمريكي الذي صادر, الجمعة المنصرم, مشروع قرار فلسطيني في مجلس الأمن يدين الاستيطان الإسرائيلي بالأراضي الفلسطينية. أوباما وعباس في لقاء سابق (أ ف ب) وطافت بشوارع رام الله مسيرة شارك فيها آلاف الفلسطينيين بدعوة من النقابات المهنية ونقابة الموظفين. وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمود العالول, في كلمة للمتظاهرين الذين تجمعوا في دوار المنارة وسط رام الله, " إنkا نعتبر هذا القرار ضد الشعب الفلسطيني وحريته ومساندة للظلم والقهر والاحتلال الإسرائيلي وممارساته واستيطانه". وأضاف العالول "نقول لأوباما نحن شعب لا نركع لأحد, ويجب أن لا يكون لديكم أوهام أن التهديد وقطع المساعدات يمكن أن يدفعنا للتخلي عن مواقفنا الوطنية". من جهته, قال أمين سر منظمة فتح في رام الله رائد رضوان إن "قرار القيادة الفلسطينية بالتوجه إلى مجلس الأمن رغم الضغوطات والتهديدات يؤكد أن قرار منظمة التحرير الفلسطينية قرار مستقل لا يخضع لأحد, وإنما ينبع من مصالح الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية". واستمرت المسيرة رغم المطر في رام الله وسط هتافات "الشعب يريد إنهاء الانقسام", و"صامدون صامدون يا أوباما.. صامدون .. احنا شعب الجبارين". وكانت الولاياتالمتحدة استخدمت, الجمعة الماضي, حق النقض بمجلس الأمن ضد مشروع قرار للمجموعة العربية, يدين الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة, في حين صوت أعضاء المجلس 14 الآخرون جميعا لصالح القرار. من جهة أخرى، أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي, حاجز بيت إكسا العسكري شمال غرب القدس, الذي يربط القرية بمحافظة رام الله والبيرة مما أدى إلى احتجاز عشرات العربات ومنعها من الدخول إلى القرية أو الخروج منها . ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن شهود عيان قولهم إن قوات الاحتلال أغلقت الحاجز بشكل فجائي, واحتجزت عشرات المركبات ومنعتها من الدخول أو الخروج من القرية. من جهة أخرى, قال مزارعون فلسطينيون, إن مستوطنين إسرائيليين اقتلعوا 250 شجرة زيتون شمال الضفة الغربية. وقال رئيس المجلس البلدي لقرية قصرة هاني ابو رديدي, " قام مستوطنون من مستوطنة ايلي باقتلاع 200 شجرة زيتون صغيرة وقطعوا بالمنشار50 شجرة كبيرة", مضيفا أنه من الواضح أن عملية الاقتلاع جرت مساء السبت المنصرم. ويشتكي الفلسطينيون بانتظام من قيام متطرفين من المستوطنين اليهود الثلاثمائة ألف المقيمين في مستوطنات بالضفة الغربية، التي يعتبرها المجتمع الدولي غير شرعية, بإتلاف بساتين الزيتون التي يملكونها خصوصا أثناء موسم القطاف أواخر الخريف. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس, قال إن الولاياتالمتحدة "اتخذت خطوة إحباطية", باستخدامها لحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن, ضد مشروع القرار العربي الخاص بالاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأكد الرئيس عباس, في تصريح لوكالة الأنباء الأردنية (بترا), عقب لقاء جمعه بعمان مع رئيس الوزراء الأردني معروف البخيت, أن الجانب الفلسطيني متشبث بعملية السلام ومستعد للذهاب إلى المفاوضات على أساس المبادىء، التي "اتفقنا عليها", ومنها وقف الاستيطان والاعتراف بحدود1967, إضافة إلى موضوع الأمن. وأضاف أنه "رغم ما حصل نحن لا نريد القطيعة مع الولاياتالمتحدة, وإنما نريد منها دعم عملية السلام" . كما أكد على مواصلة التنسيق بين الأردن والسلطة الوطنية الفلسطينية, في مختلف القضايا, مبرزا أن لقائه مع البخيت يأتي في إطار هذا التنسيق القائم بين الجانبين, والخطوات الواجب اتخاذها إثر عدم اعتماد مشروع القرار العربي الخاص بوقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية . من جهته، أعرب البخيت عن أسف حكومة بلاده لعدم اعتماد مشروع القرار العربي, مشيرا إلى أن هذا الموقف "سيطلق العنان للإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب في الضفة الغربيةالمحتلة, بما فيها القدسالشرقية, ويشجع الحكومة الإسرائيلية على التصلب في مواقفها التي تنتهك القانون الدولي والشرعية الدولية". وأكد أن القرار الأمريكي باستخدام حق النقض, سيزيد العراقيل أمام جهود انجاز حل الدولتين وتحقيق السلام الشامل, طبقا للمرجعيات الدولية المعتمدة ومبادرة السلام العربية . وحسب المصدر ذاته, جرى خلال هذا اللقاء, الذي حضره وزير الخارجية الأردني ناصر جودة, استعراض التطورات المتعلقة بعملية السلام ودعم الجهود المبذولة لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.