تدخلت الضابطة القضائية لدى مصلحة المداومة بالجديدة، ليلة الأربعاء الماضي، واعتقلت شخصا، اعتدى بالسلاح الأبيض على عامل بناء، وصفت حالته بالخطيرة وجرى نقله على وجه السرعة إلى مستشفى ابن رشد بالدارالبيضاء، لإخضاعه لعملية جراحية معقدة. وعلمت "المغربية" أن الضحية، عامل البناء، كان يوجد داخل منزل في طور البناء بعاصمة دكالة، يتوفر على مفاتيحه لقضاء الليل على أرضيته المتربة، بعد أن جلب معه ما يحتاجه من طعام. وفي حدود الساعة الثامنة مساء من الليلة نفسها، سمع طرقات على الباب الخارجي، وهرع لمعرفة من القادم، ولم يكن سوى عامل آخر، يشتغل بدوره لدى مقاول للبناء، يعرفه حق المعرفة. واستأذن في الدخول، ولم يمانع عامل البناء الأول. وبعد تجاذب أطراف الحديث، طلب الأول، الذي كان يغتسل، من ضيفه مساعدته في صب الماء على شعره، الأمر الذي استجاب إليه الأخير بكل لباقة، غير أنه استل سكينا من الحجم المتوسط، من تحت ملابسه، في غفلة من مضيفه، الذي كان يدير ظهره، وسدد إليه طعنة غادرة وغائرة، أصابته في كتفه الأيمن، وانطلق من ثمة كالسهم إلى بهو المنزل، وحاول الاستيلاء على دراجة نارية، تعود ملكيتها للضحية، الذي تحمل آلام الإصابة، ولم يستسلم، ولاحق المعتدي إلى الشارع، ودخل معه في عراك بالأيدي، لاذ المهاجم على إثره بالفرار إلى وجهة مجهولة. وحاول العامل الضحية أن يستل السكين من ظهره، الشيء الذي لم يتأت كليا، بعد أن أزال قبضة السلاح الأبيض، فيما ظل الجزء الحديدي مغروسا في ظهره، ومستقرا داخل قفصه الصدري. تجمهر المواطنون والفضوليون حول المعتدى عليه، الذي كان مضرجا في دمائه، وانهارت قواه، وربطوا الاتصال بشرطة الإغاثة لدى قاعة المواصلات المركزية بأمن الجديدة، التي عممت برقية، عبر الجهاز اللاسلكي، تفيد بضرورة تدخل دوريات الشرطة الراكبة، والانتقال إلى مسرح الجريمة. وهرعت عناصر الضابطة القضائية لدى الدائرة الأمنية الثانية بالجديدة، التي كانت تؤمن مهام المداومة الليلية، وباشرت المعاينة على الضحية، والتحريات الميدانية، واستعانت بسيارة للإسعاف تابعة للوقاية المدنية، التي نقلت الضحية، على وجه السرعة، إلى المركز الاستشفائي الإقليمي، الذي أحاله بدوره على مصلحة المستعجلات، حيث تلقى الإسعافات الأولية. وبالموازاة مع ذلك، باشر المحققون بحثا في الحادث، أسفر عن تحديد هوية الفاعل، الذي جرى إيقافه في حينه، واقتياده إلى المصلحة الأمنية، حيث وضعته الضابطة القضائية تحت تدبير الحراسة النظرية، من أجل البحث والتقديم. ونظرا للحالة الصحية الخطيرة للضحية، واستحالة إجراء عملية جراحية دقيقة له، لاستئصال ما تبقى من سلاح الجريمة، الذي أفاد مصدر طبي، أنه انغرس بشكل عميق في الجزء الأيمن من رئته، فقد أحالته السلطات الصحية على مستشفى ابن رشد، بالدارالبيضاء، الذي يتوفر على أطباء أخصائيين في هذا النوع من التدخلات الجراحية المعقدة.