قال عميد كلية الدراسات الاجنبية بجامعة الاقتصاد والتجارة الدولية ببكين يانغ يان هونغ إن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين بكين والرباط عرفت قفزة "نوعية" خلال العقدين الاخيرين. وأوضح الخبير الصيني، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن "العلاقات الاقتصادية بين بكين والرباط عرفت تطورا نوعيا خلال العقدين الاخيرين كما يدل على ذلك حجم المبادلات التجارية التي انتقلت من نحو مليار دولار في 1990 إلى حوالي ثلاثة ملايير في 2010". وحسب آخر الاحصاءات للادارة الصينية للجمارك، فإن المبادلات التجارية بين المغرب والصين ارتفعت ب1ر17 في المائة في 2010، حيث سجلت 93 ر2 مليار دولار مقابل 5ر2 مليار دولار في 2009 . وحافظت الصين على موقعها كثالث مزود للمغرب بحجم صادرات نحو المملكة بلغ 48ر2 مليار درهم في 2010 مقابل 12ر2 مليار في 2009 بينما صدرت المملكة نحو الصين خلال السنة الماضية نحو 46ر449 مليون دولار مقابل 375 مليون دولار في 2009 وفق المصدر ذاته. وأضاف المسؤول الصيني أن "نمو هذه المبادلات التجارية يعد نتيجة الجهود المبذولة من الطرفين، اللذين ضاعفا المبادرات الهادفة إلى تعزيز التجارة بينهما"، مشيرا إلى وجود آفاق شاسعة لانعاش المبادلات الثنائية. وأشار الخبير الصيني، وهو أيضا رئيس معهد الدراسات الإقليمية ومدير مركز دراسات غرب آسيا وإفريقيا بالجامعة المذكورة، إلى أن رجال الاعمال الصينيين استثمروا نحو 200 مليون دولار في المملكة التي "تتوفر على مؤهلات كبيرة خاصة في مجال السياحة". ولاحظ مع ذلك أن الاستثمارات الصينية بالمملكة تبقى الحلقة الأضعف في العلاقات الاقتصادية المغربية الصينية، وأرجع ذلك بالخصوص إلى عدم معرفة رجال الاعمال الصينيين بمناخ الاستثمار بالمغرب. وأشاد الخبير الصيني بالاصلاحات الاقتصادية التي قام بها المغرب، خاصة في مجال الاستثمار، مستعرضا مؤهلات المملكة خاصة موقعها الجغرافي ومواردها البشرية واتفاقيات التبادل الحر التي وقعتها مع عدة دول. وفي هذا الصدد، دعا رجال الاعمال الصينيين إلى الاستفادة من هذه المؤهلات والاستثمار في السوق المغربي الذي يتوفر على المقومات لان يصبح قبلة لافريقيا وأوروبا والذي يوفر سوقا بأكثر من مليار مستهلك. كما شدد على أهمية القطاع السياحي بالمملكة، مشيرا إلى أن المغرب يتوفر على مؤهلات كبيرة في هذا المجال، ولاسيما ثراء موروثه الثقافي ومناخه وحفاوة شعبه. وأعرب عن أسفه مع ذلك للعدد الضئيل من السياح الصينيين الذين يزورون المغرب، معتبرا أن ذلك يعود لبعد المسافة الجغرافية بين البلدين وعدم وجود خطوط جوية مباشرة بينهما. وقال الخبير الصيني إن تطوير النقل بين البلدين سيشكل عاملا أساسيا لانعاش ليس فقط التدفقات السياحية في اتجاه المغرب، لكن أيضا العلاقات الاقتصادية والتجارية. وعند تطرقه إلى عجز الميزان التجاري لفائدة الصين، سجل الخبير الاقتصادي أن الطرفين مطالبان بالعمل من أجل توازن المبادلات، داعيا رجال الاعمال المغاربة إلى تسريع وتيرة الصادرات نحو السوق الصيني العملاق الذي يبحث دائما عن منتوجات جديدة. كما شدد على الأهمية بالنسبة للمملكة لانعاش صادرات موادها الأساسية مثل الفوسفاط ومشتقاته والمنتوجات البحرية. ومن جهة أخرى، كان موضوع سبل تطوير المبادلات التجارية والاستثمارات في البلدين أمس واليوم محور لقاءات وزير التجارة الصيني السيد شمانغ مع المسؤولين المغاربة. ويقوم الوزير الصيني بزيارة للمغرب على رأس وفد هام، حيث ترأس اليوم إلى جانب وزير الاقتصاد والمالية السيد صلاح الدين مزوار حفل التوقيع على مذكرة تفاهم لتمويل مشروع الطريق السيار برشيد-بني ملال بمبلغ 248 مليون دولار (ملياري دراهم).