اتهمت مجموعة من المحتجزين في تندوف قادة البوليساريو وجنرالات الجزائر بممارسة إبادة جماعية ضد المحتجزين فوق التراب الجزائري وبالتهجير الجماعي للصحراويين من العيون، والسمارة، وبوجدور في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، وباستعمالهم ورقة ضغط يلوحون بها لابتزاز المغرب والمنتظم الدولي. وأعلنت المجموعة، التي تضم عددا كبيرا من المحتجزين بتندوف، في نداء، حصلت "المغربية" على نسخة منه، أن الصحراويين المحتجزين فوق التراب الجزائري "تحملوا، طيلة عقود، قساوة العيش بالمخيمات، وكلهم أمل في معانقة أبناء عمومتهم في المغرب". وأكدت المجموعة أن أغلب الصحراويين المحتجزين بتندوف يريدون العودة إلى الوطن الأم، إلا أنهم لا يستطيعون ذلك، بسبب الحراسة المشددة المضروبة عليهم داخل خيام تندوف، وأن "من يركب مغامرة العودة إلى الوطن يكون إما زار المغرب، في إطار تبادل الزيارات واكتشف الحقيقة، أو تمكن من الفرار بأعجوبة من مخيمات أشبه بالجحيم". وأعلن النداء، أن عددا من الصحراويين أصبحوا على اطلاع أكثر بالتطور، الذي يشهده المغرب، وأنهم تمكنوا، بمساعدة أنصار "رابطة مؤيدي الحكم الذاتي بتندوف"، من استيعاب مشروع مقترح الحكم الذاتي، ما ساعدهم على الخروج من هيمنة الفكر الوحيد والإيديولوجيا الوحيدة، مشيرا إلى أن الصحراويين ملوا واقع العيش المزري بالمخيمات، وملوا سماع خطب التحريض على العداء، والحقد، والكراهية، حتى اختنقت أنفاسهم. وجاء في النداء إن "ما يفعلونه بنا لا يمكن تصديقه ولا تصوره، وهو أقل ما يمكن تسميته بإرهاب وحصار فكري، قبل أن يكون احتجازا جسديا بالمخيمات لمدة 35 سنة، كلها معاناة". من جهتهم، دعا قياديون في رابطة مؤيدي الحكم الذاتي بتندوف إلى فك الحصار الفكري والإعلامي المضروب على المحتجزين بتندوف من طرف قيادة البوليساريو وجنرالات الجزائر. وقال سيدي سلمى الإدريسي، رئيس الرابطة، في تصريح ل"المغربية"، إن أعضاء وأنصار الرابطة، الذين يوجدون حاليا بتندوف، لهم مطلب واحد، يتمثل في تدخل المنتظم الدولي للضغط على قادة البوليساريو والجزائر، ليتخلصوا من الاحتجاز القسري فوق التراب الجزائري، مشيرا إلى أن المحتجزين بتندوف يعيشون في مخيمات تحت خيام مهترئة، وفي عزلة شاملة عن العالم ومتغيراته، وأنهم ممنوعون حتى من تتبع أخبار العالم، وما يعرفه من تحولات. وأوضح سلمى الإدريسي أن المحتجزين يعيشون ظروفا صعبة، تحت حصار يومي، وأن "أصعب قرار يمكن أن يتخذه الإنسان بالمخيمات، هو العودة إلى المغرب، أمام الحصار الفكري والأمني المضروب عليهم من طرف البوليساريو".