اعتقلت عناصر الشرطة القضائية بأمن البرنوصي زناتة، الخميس الماضي، العقل المدبر لعملية السطو الفاشلة على ثلاث وكالات بنكية، إضافة إلى وكالة بريدية، في حي البرنوصي، بالبيضاء. سجلت يقظة أمنية في التعامل مع محاولات سرقات البنوك بالمغرب (خاص) ويأتي هذا الاعتقال، بعد مرور أزيد من 3 أسابيع على التحقيق، الذي باشرته عناصر الشرطة القضائية بأمن البرنوصي زناتة، وتوج بإلقاء القبض على المتهم، الذي أعاد تمثيل جرائمه، صباح الجمعة الماضي، قبل إيداعه رهن الاعتقال الاحتياطي بسجن عكاشة. وتعود فصول القضية، حسب مصادر "المغربية"، إلى أن مجهولا مقنعا حاول تنفيذ عمليات سرقة متسلسلة، انطلقت بمحاولة سرقة مقر وكالة تابعة للبنك المغربي للتجارة الخارجية، بالبرنوصي، في الرابعة صباحا، إذ كسر واجهتها الزجاجية، لكن جهاز الإنذار الموجود بالوكالة أحبط المحاولة. وأضافت المصادر أن المجهول انتقل، في حدود الخامسة صباحا، إلى إحدى وكالات بريد المغرب، الموجودة في شارع أبي ذر الغفاري بالمنطقة نفسها، وبعثر أوراقها ومحتوياتها، ولاذ بالفرار، بعدما لم يعثر على أي شيء. وأشارت المصادر إلى أن مسلسل السطو استمر، إذ أن مجهولا، يرجح أنه الشخص نفسه، الذي حاول تنفيذ العمليات الأولى، أو شخص آخر، ربطت الصدفة بين عملياته، انتقل في حدود السادسة صباحا إلى وكالة تابعة للبنك الشعبي، في طريق الخير، بحي القدس، في البرنوصي، وكسر واجهتها الزجاجية، ثم غادر الوكالة بسرعة، دون أن يعثر على أي شيء يمكن سرقته، وامتدت العملية إلى وكالة بنكية رابعة بالمنطقة. ولم تتمكن الكاميرات المثبتة داخل الوكالات المستهدفة من تحديد هويات المجهول، الذي كان يضع قناعا يخفي ملامح وجهه. وانطلق التحقيق في هذه العمليات المتتالية، صباح يوم تنفيذها من طرف عناصر الشرطة القضائية بأمن البرنوصي زناتة، التي انتقلت إلى مسرح الجرائم، ورفعت البصمات من أجل تحليلها، علها تقود إلى فك لغز هذه الجرائم. وتأتي هذه العمليات، بعد فشل مراقب عام سابق بإحدى شركات صنع السيارات، قبل بضعة أيام، في محاولة سطو مسلح على وكالة لتحويل الأموال، بشارع صهيب الرومي، بالبرنوصي، اقتحم الوكالة بسيف، واضعا قناعا على وجهه. وذكرت مصادر "المغربية" أن المتهم ارتبك، بعد صراخ إحدى الموظفات، ولاذ بالفرار، لكن الكاميرا المثبتة بالوكالة كانت الشاهد الوحيد على هوية المتهم. وبعد فحص الشريط، استطاعت عناصر الشرطة القضائية تحديد هوية المتهم، وألقت القبض عليه في ظرف قياسي وأحالته على العدالة، لمحاكمته بالتهم المنسوبة إليه. يذكر أن عناصر الشرطة نفسها تواصل تعميق البحث في قضية السطو على رواتب عمال قدرت ب 70 مليون سنتيم. وأشارت مصادرنا إلى أن عناصر الشرطة، تعرفت على المتهمين الأربعة، الذين يتحدرون من الدواوير المجاورة للحي الصناعي البرنوصي، والذين لاذوا بالفرار، عقب اقتراف جريمتهم. وأضافت المصادر نفسها، أنه جرى نصب حراسات سرية على جميع الأماكن، التي يتردد عليها المتهمون، وكذا نشر عدد من المخبرين لجمع المعلومات حول الأماكن التي يمكن للمتهمين ارتيادها، وانتقلت عناصر الشرطة إلى مدينة مراكش، لكنها لم تعثر على أي أثر للسارقين.