أعلن المتحدث باسم مفوضية الاستفتاء، جورج ماكير، أمس الأحد، أن كل مراكز الاقتراع في جنوب السودان فتحت أبوابها أمام المشاركين في الاستفتاء لتقرير مصير الجنوب، وأن المفوضية لم تبلغ بأي شكاوى. رايات الانفصال ترفع في جنوب السودان وقال ماكير، في اتصال مع وكالة فرانس برس، "فتحت كل مراكز الاقتراع في جنوب السودان وشماله ولم نبلغ بأي شكوى". وأضاف أن "الإقبال على الاقتراع كان كثيفا جدا في الجنوب". وكانت مراكز الاقتراع فتحت أبوابها في الساعة الثامنة (الخامسة تغ) من أمس الأحد، في حين شوهد جنوبيون وهم يقفون في صفوف طويلة في جوبا عاصمة الجنوب منذ ساعات الصباح الأولى بانتظار دورهم للاقتراع. وكان رئيس حكومة الجنوب، سالفا كير، أول المشاركين في الاقتراع في مركز يقع على مقربة من ضريح الزعيم التاريخي لجنوبيين السودان، جون قرنق. ومن المقرر أن تتواصل عمليات الاقتراع لمدة أسبوع، ويمكن أن تمدد في حال ما إذا دعت الحاجة إلى ذلك، كما سبق وأعلنت مفوضية الاستفتاء. ويختار جنوبيو السودان عبر هذا الاستفتاء، بين البقاء في إطار دولة السودان الموحدة أو الانفصال. وحرص سالفا كير على القيام شخصيا بإطلاق عمليات الاقتراع في الاستفتاء حول مستقبل الجنوب السوداني، مشيدا ب"اللحظة التاريخية"، التي يمثلها هذا الاستفتاء. وحضر الزعيم الجنوبي في الساعة الثامنة (الخامسة تغ) إلى مركز اقتراع يقع إلى جانب ضريح الزعيم التاريخي لجنوبيي السودان جون قرنق، حيث أدلى بصوته، والى جانبه السناتور الأميركي جون كيري. قال كير وهو يرفع أصبعه وعلامة الحبر عليه، بعد أن شارك في الاقتراع، "إنها اللحظة التاريخية، التي طالما انتظرها شعب جنوب السودان". وأضاف "أقول للدكتور جون (قرنق) ولكل الذين قتلوا معه أن جهودهم لم تذهب سدى". وكان قرنق وقع اتفاق السلام في 2005، الذي فتح الباب أمام إجراء هذا الاستفتاء قبل أن يقتل في حادثة تحطم مروحية كانت تقله من أوغندا إلى جنوب السودان. من جهته، قال السناتور كيري، الذي شارك في اتصالات واسعة مع المسؤولين في الشمال والجنوب لإنجاح الاستفتاء، "إنها بداية فصل جديد في تاريخ السودان وهو فصل مهم جدا". وأضاف كيري "إنه لأمر رائع أن نرى سالفا كير يقترع. إن هذا العمل جاء نتيجة عمليات تفاوض طويلة وبعد إزالة الكثير من العقبات". كما قال الموفد الأميركي الخاص إلى السودان، سكوت غريشون، الذي كان حاضرا، أيضا، في مركز الاقتراع في جوبا، "في حال ما إذا، أصبح الجنوب مستقلا ستكون هناك حاجة للقيام بالكثير مع ولادة دولة جديدة. بإمكان الشمال والجنوب الاعتماد على دعمنا". وإذا كان الجنوبيون اصطفوا في طوابير طويلة، منذ ساعات الصباح الأولى في جنوب السودان بانتظار دورهم للمشاركة في الاقتراع فإن العديد من مراكز الاقتراع في الخرطوم كانت خالية بعيد الساعة الثامنة موعد بدء الاستفتاء، حسب ما أفاد مراسلو فرانس برس. وكان نحو 115 ألف جنوبي سجلوا أسماءهم في شمال السودان للمشاركة في الاستفتاء. وقال الجنوبي ويلسون سانتينو، وهو ينتظر دوره في جوبا للاقتراع، "إنه يوم جديد بالنسبة إلينا لأننا نقترع من أجل حريتنا. قاتلنا سنوات طويلة وهذا التصويت اليوم ليس للانفصال فحسب بل أيضا للسلام. الشمس ستشرق قريبا على جنوب سودان حر". كما قال الجنوبي الآخر ديفيد كول، الذي وصل إلى مركز الاقتراع قرب ضريح قرنق منذ الساعة الواحدة (00 ،22 تغ) "أخيرا جاء اليوم، الذي انتظرناه طويلا. نقف في الطابور الذي سيوصلنا إلى الاستقلال". وبلغ عدد المسجلين للمشاركة في الاستفتاء ثلاثة ملايين و930 ألفا في السودان والشتات بينهم ثلاثة ملايين و754 ألفا في الجنوب السوداني. ولا بد من مشاركة 60 في المائة على الأقل من المسجلين في الاستفتاء لتعتمد نتيجته. وفي رسالة طمأنة إلى الجنوبيين، أكد رئيس حكومة الجنوب السوداني، سالفا كير، أول أمس السبت، تمسكه بالتعايش السلمي بين الشمال والجنوب في السودان. وأعلن كير من مقر الرئاسة "لا بديل عن التعايش السلمي" بين الشمال والجنوب.