على وقع الأحداث الإرهابية المؤسفة، التي وقعت في كنيسة القديسين بمنطقة سيدي بشر بمدينة الإسكندرية المصرية، يكرم صالون غازي الثقافي العربي بالقاهرة، خمس شخصيات عربية، ساهمت بأعمالها في خلق الحوار والتعايش بين الأديان والثقافات برعاية من الهيئة العامة لقصور الثقافة، يوم 10 يناير الجاري، في قصر الثقافة بالقاهرة، ويتعلق الأمر بكل من المخرج والمنتج وكاتب السيناريو المغربي عبد الله المصباحي، والإعلاميين عاطف عبد العزيز، وأيمن عدلي، والصحافي على سالم إبراهيم. كما سينظم الصالون محاضرة بعنوان "مستقبل الحوار والتعايش بين الأديان والثقافات في القرن الحادي والعشرين"، يشارك فيها عدد من المفكرين المتخصصين في مجال علم الأديان، مثل الأنبا بسنتي، وعلي السمان، ومحمود العزب، والأب جوزيف كاتولين، وفوزيه شفيق الصدر، وأسامة محمد نبيل، الذي سيقوم بإدارة الندوة. وقال المنظمون في بيان توصلت "المغربية" بنسخة منه، إنهم اختاروا تكريم عبد الله المصباحي، لما قدمه للسينما العربية من أفلام مهمة تناولت قضية حوار الحضارات، وعالجت إشكالية التعايش بين الديانات، خصوصا في فيلمه الشهير "أين تخبئون الشمس". من جهته عبر المصباحي عن سعادته بهذا التكريم، الذي اعتبره بمثابة بداية فك الحصار والتهميش والإقصاء و التناسي والنكران، المضروب عليه من طرف منظمي التظاهرات السينمائية ببلادنا، و من بعض وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة أيضا، مما جعل الجيل الجديد يجهل الكثير مما قدمه للسينما والتلفزيون والمسرح بالمغرب، ومختلف الأقطار العربية والأوروبية. وقال المصباحي إنه لن يستطيع السفر إلى القاهرة لحضور التكريم، لأسباب صحية، مشيرا إلى أنه تعرض لوعكة صحية مفاجئة في الآونة الأخيرة اضطر على إثرها إلى الخضوع لعملية جراحية بأحد مستشفيات البيضاء. وأكد المصباحي أن حالته لا تدعو للقلق، وأنه سيعود قريبا لاستكمال بعض الأعمال السينمائية الجديدة، موضحا أنه سيشارك في المهرجان الوطني للفيلم الذي سينظم بطنجة من 21 إلى 30 يناير الجاري، بفيلم "القدس باب المغاربة"، الذي وظفت فيه عدة لقطات واقعية تعيد إلى الأذهان فظاعة جرائم الإسرائيليين المرتكبة في حق الأبرياء الفلسطينيين من مختلف الأعمار. كما سيعرض في فبراير المقبل، فيلمه السينمائي الجديد "تيندوف جرائم ضد الإنسانية"، المأخوذ عن كتابه"اغتصاب في مخيمات العار" الصادر عن مطبعة النجاح بالدارالبيضاء سنة 1999. ويتناول الفيلم، الذي سيقدمه المصباحي في جولة فنية ستشمل حوالي 30 مدينة مغربية، قضية الصحراء المغربية والوحدة الترابية الوطنية، حسب المصباحي، الذي اعتبرها قضية كل المغاربة، مشيرا إلى أن الفيلم يفضح أكاذيب الانفصاليين وعملائهم، ويكشف عن معاناة المواطنين المغاربة المحتجزين في جحيم بتندوف. ويعد المخرج والسيناريست والمنتج المغربي، عبد الله المصباحي، من رواد السينما المغربية، تخرج سنة 1956 من المدرسة العليا للدراسات السينمائية بباريس، وهو في سن العشرين، واشتغل إلى جانب المسرحي الفرنسي المشهور جان فيلار في فرقة المسرح الوطني الفرنسي، وكان من بين أعضاء لجنة التحكيم لمهرجان برلين الألماني مع المخرج الأميركي الكبير كينغ بيدور، وكان رئيسا للاتحاد السينمائي العربي بالقاهرة، و مديرا لمركز التعاون العربي الدولي في الميدان الثقافي بدبي، وعضوا في الأمانة العامة الدائمة لرابطة العالم الإسلامي بمكة، ورئيسا لمصلحة السينما ورئيسا للجنة رقابة الأفلام بوزارة الأنباء، ومديرا بالنيابة للمركز السينمائي المغربي في بداية الستينيات. أنجز عبد الله المصباحي 21 فيلما طويلا من بينها "أحبائي الأعزاء"، و"بكاء الملائكة"، و"أين تخبئون الشمس؟"، و"سأكتب إسمك على الرمال"، و"طارق ابن زياد"، و"أفغانستان الله وأعداؤه"، و"أرض التحدي"، و"غدا لن تتبدل الأرض"، و"الصمت اتجاه ممنوع"، وغيرها من الأفلام التي تجاوزت حدود المغرب وشاركت في إنتاجها عدة بلدان عربية وإسلامية من بينها مصر، وليبيا ، وتونس، والإمارات العربية، والعربية السعودية و الكويت. كان عبد الله المصباحي صديقا لجل المخرجين المصريين عامة، كما كانت له صداقة أكثر حميمية مع المخرج الكبير الراحل يوسف شاهين، الذي أعاره طاقمه التقني بكامله لإنجاز أفلام "أين تخبئون الشمس"، و"أفغانستان الله وأعداؤه"، و"سأكتب إسمك على الرمال"، هذه الأفلام التي جمع من خلالها بين عدد كبير من ألمع النجوم المغاربة أمثال عبد الوهاب الدكالي، وعبد الهادي بلخياط، وسميرة بنسعيد، وبديعة ريان، وعبد اللطيف هلال، ومحمد حسن الجندي، وحبيبة المذكوري، وأمينة رشيد...) و نظرائهم المشارقة أمثال (سعاد حسني، ونادية لطفي، ومريم فخر الدين، وأمينة رزق، ونور الشريف، وعادل أدهم، وعبد الله غيت، ومحمود المليجي، وعزت العلايلي...). كما وظف في أفلامه أيضا، نجوما عالميين مثل الممثل الإيطالي جيليانو جيما والممثلة الشهيرة إيرين باباس والممثل العالمي مارسيل بوزوفي. وتنوعت مواضيع أفلامه مع اهتمام خاص بالقضايا الوطنية والإسلامية وقضية فلسطين وجرائم الاحتلال الإسرائيلي.