قالت مصادر أمنية مصرية إنه تم اعتقال 17 شخصا يشتبه في تورطهم في التفجير الذي استهدف كنيسة بمدينة الإسكندرية مع الساعات الأولى للعام الميلادي الجديد، وأوقع 21 قتيلا ، وما يقرب من مائة جريح بينهم عدد من المسلمين. ورجح مصدر في وزارة الداخلية المصرية أن يكون التفجير ناتجا عن عمل «انتحاري»، مشيرا إلى أن فحص المعمل الجنائي أكد أن العبوة الانفجارية المستخدمة محلية الصنع ، وتحتوي على قطع معدنية تهدف لإحداث أكبر عدد من الإصابات. وأضاف المصدر أن «ملابسات الحادث في ظل الأساليب السائدة حاليا للأنشطة الإرهابية على مستوى العالم والمنطقة ، تشير بوضوح إلى أن عناصر خارجية قد قامت بالتخطيط ومتابعة التنفيذ». ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير، الذي يأتي بعد شهرين من تهديدات وجهها الفرع العراقي لتنظيم القاعدة ضد المسيحيين في مصر، وذلك على خلفية اختفاء امرأتين مسيحيتين بعد رواج أنباء واسعة عن اعتناقهما الإسلام ، حيث قيل إن السلطات سلمتهما للكنيسة. وقد وقعت اشتباكات بين مسيحيين ومسلمين، في حين استخدمت قوات الأمن خراطيم المياه وأطلقت أعيرة الغاز المسيل للدموع ، في محاولة لتفريق الحشود الغاضبة التي استخدمت الحجارة والعصي في مواجهة رجال الأمن. وشارك نحو 5000 شخص في تشييع ضحايا التفجير ، حيث أقيمت مراسم التشييع في دير مارمينا ، قرب مدينة كينغ مريوط التي تبعد نحو 30 كلم عن الإسكندرية، وذلك بحضور عدد من الوزراء وكبار المسؤولين. وكان الرئيس المصري حسني مبارك قد أدان الاعتداء بشدة ، وقال إنه «عملية إرهابية تحمل في طياتها تورط أصابع خارجية»، مؤكدا أن «دماء أبنائنا لن تضيع هدرا، وسنقطع يد الإرهاب المتربصة بنا». وسبقت التشييع أجواء من التوتر في محيط الكنيسة ، حيث رشق مئات الشبان الموزعين ضمن مجموعات صغيرة قوات الأمن المنتشرة في المنطقة بالحجارة وعبوات المياه، وهو ما استدعى إطلاق عناصر الأمن قنابل مدمعة وطلقات مطاطية. من جانبه، طالب البابا شنودة بسرعة القبض على مرتكبي الحادث، ورفض توجيه الاتهام لأي جهة بالوقوف خلفه، معتبرا أن التفجير وراءه قوى لا تريد الخير لمصر. وفي الوقت نفسه، اعتبر بيان لقساوسة الإسكندرية الحادث تصعيدا لما أسموها الأحداث الطائفية الموجهة إلى الأقباط، «والافتراءات الكاذبة التي كثرت ضد الكنيسة ورموزها في مدينة الإسكندرية». وقد أدانت أحزاب المعارضة والقوى السياسية المصرية الاعتداء على كنيسة القديسين، وقررت في اجتماع عقد بمقر »حزب الوفد« تنظيم وقفات تضامنية، مع اعتبار يوم السابع من يناير عيدا للوحدة الوطنية. كما استنكرت »جماعة الإخوان المسلمين« الهجوم ووصفته ب»الإجرامي والآثم»، وأكدت في بيان لها أن الإخوان «يرفضون كل أشكال العنف وتهديد وترويع الآمنين من المسيحيين والمسلمين»، ودعت «أبناء الوطن إلى توحيد الجهود من أجل النهوض بمصر، والتصدي للهجمة الغريبة الإجرامية». كما لقي الحادث إدانات عربية ودولية واسعة، في حين دعا البابا بنديكت السادس عشر في قداس رأس السنة بكاتدرائية القديس بطرس إلى «حماية المسيحيين».