نظمت المديرية الجهوية للفلاحة بمراكش - تانسيفت الحوز، أخيرا، بمقر عمالة إقليم شيشاوة، لقاء تواصليا مع مجموعة من الفلاحين يمثلون جماعات مجاط، وامزوضة، وأسيف المال، لتحسيسهم بأهمية مشروع الإعداد الهيدرو - فلاحي للدائرة السقوية أسيف المال. ويهدف هذا المشروع، الذي يدخل في إطار "مخطط المغرب الأخضر"، إلى توفير 20 مليون متر مكعب من مياه السقي وتعميمها على جميع المستفيدين، وإعادة هيكلة السواقي التقليدية، إضافة إلى الرفع من المساحة المسقية بكيفية مستدامة، والوقاية من الفيضانات، وتثمين المياه المنظمة بواسطة سد "تاسكورت". كما يهدف المشروع إلى تكثيف الإنتاج النباتي المتمركز حول الأشجار المثمرة، والخضراوات، والأعلاف، وتكثيف الإنتاج الحيواني، والرفع من دخل الفلاحين وتنظيم المستفيدين، في إطار جمعيات فلاحية. بهذه المناسبة قال عامل الإقليم، عبد الفتاح البجيوي، إن المشروع "سيكون له وقع إيجابي على الفلاحين، إذ سيساهم في توفير مياه السقي، ودعم الفرشة المائية في الإقليم، وتأهيل السواقي"، مشيرا إلى أن المشروع سيمكن، كذلك، الفلاحين من تطوير إنتاجهم الفلاحي، وتحسين ظروفهم المعيشية. ودعا البجيوي المستفيدين إلى الانخراط الفعلي في المشروع، من خلال تنظيمهم في شكل جمعيات فلاحية، وتجاوز كل ما سيعرقل سيره، قصد ضمان النجاح الكامل لمخطط التحكم في الدورة المائية، وعملية السقي في الإقليم، مذكرا، في هذا الصدد، بالمؤهلات الفلاحية، التي يتوفر عليها الإقليم، الذي يمتد على مساحة 6872 كيلومترا مربعا، ضمنها 4733 هكتارا صالحة للزراعة، وتستفيد من السقي. من جانبه، أوضح محمد الهراس، المدير الجهوي للفلاحة بمراكش، أن الهدف من المشروع هو دعم التنمية الفلاحية، من خلال تثمين الموارد المائية، وتحسين الاستثمار، ودعم المنتوج الفلاحي، مضيفا أن المشروع يأخذ في الاعتبار مصلحة المستفيدين، عبر الحفاظ على الحقوق المائية المكتسبة، من جهة، وتثمين الموارد المائية المتوفرة في الدائرة السقوية، مع تأهيل شبكة السقي. وأضاف الهراس أن هذه الخيارات ستمكن، أيضا، من تثمين المنتوج الفلاحي في المنطقة، معتبرا أن نجاح هذا المشروع رهين بتضافر جهود كل المتدخلين المعنيين، خاصة الفلاحين، من خلال العمل، في إطار تنظيمات مهنية وجمعيات السقي، بهدف الوصول إلى تدبير عقلاني وفعال لشبكة الري، التي ستتحسن وستجري إعادة هيكلتها. من جانبهم قال متدخلون إن تقدم أشغال سد تاسكورت بلغت نسبتها 95 في المائة، ومن المقرر أن يبدأ العمل به شهر يناير المقبل. ويبلغ حجم مياه السقي 20 مليون متر مكعب، وحجم المياه الصالحة للشرب 6 ملايين متر مكعب في الساعة. موازاة مع المشروع ستشرف مصلحة المياه والغابات ومحاربة التصحر على عملية تخليف المنظومة الغابوية، والرفع من المستوى المعيشي للسكان المحليين، ومحاربة التعرية المائية، والحد من توحل السد، فضلا عن إحداث محطة لمعالجة مياه السد من طرف المديرية الإقليمية للماء الصالح للشرب، لتزويد مختلف الجماعات القروية بماء الشرب. خلال اللقاء، الذي تميز بحضور مختلف الشركاء المعنيين بالمشروع، عبر الفلاحون المستفيدون من عن استعدادهم الكامل لبذل المزيد من الجهود، وتنظيمهم في إطار جمعيات فلاحية، لضمان النجاح الكامل له، وتطوير الإنتاج الفلاحي في المنطقة.