أصيب فلسطينيان، ليل أمس الثلاثاء، في عدة غارات شنتها المقاتلات الحربية الإسرائيلية على عدة أهداف في قطاع غزة، حسب مصادر طبية فلسطينية وشهود عيان. وقال أدهم أبو سلمية، المتحدث باسم الخدمات الطبية "أصيب مواطنان أحدهما إصابته خطيرة والآخر طفيفة في غارة إسرائيلية على مدينة خان يونس" جنوب القطاع. وحسب أحد شهود العيان، استهدفت الغارة موقعا للتدريب تابعا لكتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة حماس. وأضاف أبو سلمية أن "طائرات الاحتلال شنت غارتين أخريين إحداهما شرق خان يونس، والأخرى على مدينة أصداء الإعلامية". وفي شمال قطاع غزة، شنت "طائرات الاحتلال غارة على أرض فارغة في بلدة بيت لاهيا"، وفقا لشهود العيان. وعلى الصعيد السياسي، أمرت إسرائيل ممثليها في الخارج ب"التصدي بصورة عاجلة" للمبادرات، التي يقوم بها الفلسطينيون بهدف الاعتراف الدولي بدولتهم المستقبلية، كما ذكرت صحيفة هآرتس على موقعها الإلكتروني، أول أمس الاثنين. ونقلت الصحيفة برقية للمدير العام لوزارة الخارجية، رافائيل باراك، تدعو ممثلي الدولة العبرية في الخارج إلى البدء "بحملة دفاعية شاملة" بغية عرقلة الجهود الدبلوماسية الفلسطينية. وردا على سؤال، لوكالة فرانس برس، اكتفى المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية، ييغال بالمور، بالقول إن "الدبلوماسيين الإسرائيليين يتلقون باستمرار تعليمات لترويج وعرض وجهة النظر الإسرائيلية حول هذه المسألة أو تلك". وأمام تجميد عملية السلام، ينوي الفلسطينيون تكثيف جهودهم "في الأيام المقبلة" للحصول على اعتراف بدولتهم بحدود يونيو1967، في أعقاب تعهدات من عدد من دول أميركا اللاتينية. واعترفت البرازيل والأرجنتين وبوليفيا بالدولة الفلسطينية وأعلنت الأوروغواي نيتها في أن تحذو حذوها قريبا. وستعلن دول أخرى اعترافها لاحقا. وعلى الصعيد الأوروبي، تقوم السلطة الفلسطينية بحملة لرفع مستوى ممثلياتها الدبلوماسية، كما فعلت فرنسا وإسبانيا والبرتغال والنرويج حتى الآن. من جهة أخرى، أعلن الفلسطينيون نيتهم التقدم من مجلس الأمن الدولي في محاولة لاستصدار قرار منه يقضي بوقف الاستيطان اليهودي. مع العلم أن المجتمع الدولي لا يعترف بهذا الاستيطان. والمفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، التي استؤنفت في الثاني من سبتمبر الماضي، في واشنطن توقفت، منذ انتهاء سريان مفعول قرار بتجميد جزئي للاستيطان في 26 سبتمبرالماضي. ورفضت إسرائيل تمديد العمل به، لكن الفلسطينيين أبلغوا الولاياتالمتحدة بدعم من الجامعة العربية، أن استئناف المفاوضات مع إسرائيل لن يحصل دون تجميد الاستيطان ممارسين بذلك الضغوط على واشنطن لتقديم "عرض جدي". من جهته، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أول أمس الاثنين، بالعمل على إطلاق سراح الجاسوس اليهودي الأميركي، جوناثان بولارد، المحبوس، منذ 25 عاما في الولاياتالمتحدة بتهمة التجسس لحساب إسرائيل. وقال نتانياهو حسب بيان لمكتبه إن "بولارد أرسل من إسرائيل (...) ولقد أثرت القضية مرات عدة، خلال الأشهر الماضية أمام الرئيس (باراك أوباما) ووزيرة الخارجية (هيلاري كلينتون) وأعدكم بمواصلة ذلك". وجاء كلام نتانياهو أمام استير بولارد زوجة الجاسوس جوناثان وعدد من أقاربه. وذكر نتانياهو بأنه خلال توليه رئاسة الحكومة في المرة السابقة (1996-99)، كثف الجهود لإطلاق سراح بولارد. وبولارد هو محلل في سلاح البحرية الأميركية، حكم عليه القضاء الأميركي بالسجن مدى الحياة، عام 1987، بتهمة تزويد إسرائيل من ماي 1984، وحتى اعتقاله في نوفمبر 1985 بآلاف الوثائق المصنفة من "الأسرار الدفاعية" حول نشاطات التجسس الأميركية، خصوصا في الدول العربية.