وصف زعيم المعارضة الهولندية وضع المسلمين حاليا، في هولندا بأنه شبيه بالأوضاع، التي عاشها اليهود قبل الحرب العالمية الثانية. وقال يوب كوهين، في حوار مع مجلة هولندية واسعة الانتشار، إن الوسائل، التي حصل بها استبعاد اليهود إبان الحرب العالمية الثانية وقبلها، هي نفسها التي يستبعد بها المسلمون من قبل حزب الحرية لخيرت فيلدرس، مقارنا بين المسلمين الآن واليهود في تلك الفترة. وأضاف كوهين، زعيم حزب العمل، أكبر أحزاب المعارضة، قوله "تحدث مع الناس، وستسمع هذه الحقيقة بنفسك، وقلت هذا عندما كنت حاكما لأمستردام، ومنذ ذلك الحين، ما زال الوضع قائما". وحسب كوهين، اليهودي الأصل، فإنه لا يمكن تحميل الإسلام تهمة التطرف، وأن هنالك كثيرا من المسلمين يريدون أن يعيشوا حياتهم عادية، وبما أن خيرت فيلدرس، يضيف كوهين، يمثل الآن جزءا من السلطة (في إشارة إلى الاتفاق الحكومي بينه وبين اللبراليين والمسيحيين الديموقراطيين)، فقد أصيب المسلمون بالخوف. وفي سياق هذا الخوف، الناتج عن وصول اليمين المتطرف إلى الحكم، والبرامج العنصرية، التي تنوي الحكومة تنفيذها، تعبأت قوى الجالية المغربية بهولندا ضد هذا الاحتقان والرعب، الذي أخذ ينتشر في المغاربة والمسلمين، وشكلوا وفدا، ضم عددا من الفاعلين المدنيين والجمعويين وأئمة المساجد، اجتمع مع سفير المغرب بلاهاي، الذي أبلغه تخوف المغاربة والمسلمين، وغضبهم من الاستهداف المباشر لوجودهم ولمقدساتهم من قبل خيرلت فيلدرس، بعد وصوله إلى الحكم . وعرض الوفد أمام السفير بنود الاتفاق الحكومي ومجموعة من الحقائق والوثائق والتصريحات، تؤكد خطورة سياسة هذه الحكومة، ملتمسين من السفير إبلاغ قلق الجالية المغربية بهولندا للسلطات العليا في المغرب. وأشار الوفد إلى أن سياسة العداء هذه، ستدفع أبناء الجالية المغربية إلى التقوقع والتهميش والبطالة، مما سيحولهم الى متطرفين وقنابل موقوتة. وعقد أعضاء الوفد المذكور اجتماعا مماثلا مع السكرتير الأول بالسفارة السعودية في لاهاي، لشرح الموقف والدفع بالسلك الدبلوماسي العربي والإسلامي إلى استصدار بيان حول القلق وعدم الارتياح إزاء وضعية المسلمين في هولندا، معتبرين أن من شأن ذلك أن يبعث إشارة رمزية إلى الحكومة الهولندية الحالية ولأنصار اليمين المتطرف، الذين لا يؤمنون إلا بلغة المصالح.