استقبل رئيس مجلس المستشارين، محمد الشيخ بيد الله، أمس الاثنين، بالرياض، من طرف صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، في إطار زيارته للمملكة العربية السعودية على رأس وفد برلماني مغربي. وجرى بهذه المناسبة التطرق إلى العلاقات المتميزة القائمة بين المملكتين المغربية والسعودية، تحت القيادة النيرة والحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وخادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز. ونوه أمير منطقة الرياض، خلال هذه المقابلة التي حضرها رئيس مجلس الشورى السعودي، الشيخ عبد الله بن محمد آل الشيخ، والوفد البرلماني المغربي المرافق لبيد الله، والقائم بأعمال سفارة المملكة المغربية بالسعودية، المصطفى بلحاج، بمتانة العلاقات الأخوية الراسخة القائمة بين المملكتين. وأبرز رئيس مجلس المستشارين بهذه المناسبة، الأهمية التي يكتسيها تطوير العلاقات مع مجلس الشورى السعودي، الذي قال عنه إنه انتقل إلى لغة العصر، من خلال استخدامه للوسائل التقنية المتطورة. وعبر عن رغبة مجلس المستشارين في الاستفادة من الخبرة التي اكتسبها مجلس الشورى السعودي على المستوى التقني والإداري، واستخدامه وتوظيفه الأمثل للتقنيات الحديثة. كما كان هذا اللقاء مناسبة تطرق فيها بيد الله إلى الظرفية الدولية وما تعيشه الأمة العربية والإسلامية من تحديات، وما يستلزمه ذلك من تضافر للجهود، والتنسيق والتعاون لمواجهة هذه التحديات. وأشاد بيد الله من جهة أخرى، بالتطور العمراني الذي شهدته العاصمة السعودية الرياض، التي أضحت تضاهي أكبر العواصم العالمية، من خلال ما شهدته من منجزات تنموية مهمة، في مختلف المجالات، وما تعرفه من مشاريع تجهيزية كبرى. وكان بيد الله والوفد البرلماني المرافق له قاموا، عشية أول أمس الأحد، بزيارة مجموعة من المعالم الأثرية والتاريخية بالرياض، شملت مركز الملك عبد العزيز التاريخي، وقصر المصمك، والسوق القديم بوسط العاصمة السعودية، في إطار زيارة الوفد للمملكة العربية السعودية. وفضح محمد الشيخ بيد الله رئيس مجلس المستشارين خلال الزيارة التي قام بها للسعودية على رأس وفد برلماني مغربي، والتي اختتمت، أمس الاثنين، الدعاية الكاذبة والافتراءات المضللة لبعض الجهات، بشأن الأحداث التي شهدتها مدينة العيون، أخيرا، مؤكدا أن المغرب يعول على أصوات الحكمة والتبصر، لكي تنتصر الحقيقة. وقال بيد الله في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنه أطلع في هذا السياق، رئيس مجلس الشورى السعودي، الشيخ عبد الله بن محمد آل الشيخ، خلال محادثات جرت بينهما، أول أمس الأحد، بمقر مجلس الشورى السعودي، بحضور عدد من أعضاء المجلس على "تطورات الوحدة الترابية للمملكة بأبعادها المختلفة، بناء على خلفيات أحداث العيون، وموقف البرلمان الأوروبي، والبرلمان الإسباني، من هذه الأحداث تحت تأثير مغالطات الحزب الشعبي الإسباني وأحزاب الخضر". وأبرز رئيس مجلس المستشارين أن تلك المواقف المبنية على المغالطات والافتراءات لم تأخذ بالاعتبار لا المعطيات المصورة والموثقة عن أحداث العيون الأخيرة ولا شهادات منظمات حقوق الإنسان الوطنية والدولية من قبيل منظمة العفو الدولية، وهيومن رايتس ووتش، والفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان وغيرها من المنظمات. وأضاف أن تلك الجهات لم تأخذ، أيضا، بعين الاعتبار، الطريقة الهمجية التي جرى بها ذبح شهداء الواجب الوطني في أحداث العيون، مذكرا بما قامت به بعض وسائل الإعلام الإسبانية من توظيف للدعاية الكاذبة وتزييف للحقائق بشأن تلك الأحداث، من خلال نشرها صورا مزورة تهم أطفالا بغزة وجريمة سابقة وقعت بالدارالبيضاء للتأثير على الرأي العام الأوروبي. وأشار بيد الله إلى أنه ذكر، خلال مباحثاته مع رئيس مجلس الشورى السعودي، بالتصرفات المشبوهة لبعض الجهات، التي وقعت تحت تأثير الدعاية المغرضة والمضللة للدعاية الجزائرية وصنيعتها البوليساريو، والتي كانت تبحث بشكل محموم عن جثث لضحايا لا يوجدون إلا في مخيلتهم قد يكونوا راحوا ضحية تلك الأحداث، مؤكدا أن "المغرب يعول على أصوات الحكمة والتبصر لكي تنتصر الحقيقة". وأشار رئيس مجلس المستشارين إلى أنه بحث مع رئيس مجلس الشورى السعودي، أيضا، سبل تعزيز وتوطيد أواصر العلاقات القائمة بين المجلسين، والتنسيق بينهما في المحافل البرلمانية والدولية، بما يخدم مصالح المملكتين المغربية والسعودية، ويقوي وشائج الأخوة والتعاون بين الجانبين. غادر الوفد البرلماني المغربي، برئاسة رئيس مجلس المستشارين الرياض، نهاية صباح أمس الاثنين، في ختام زيارة رسمية للمملكة العربية السعودية، استمرت ثلاثة أيام. يذكر أن الوفد البرلماني المغربي ضم، بالإضافة إلى بيد الله، لحسن بيجديكن، وعبد الرحمان اشن، على التوالي، الخليفة الثالث والخليفة الخامس لرئيس المجلس، وعابد شكيل، محاسب المجلس، ولحسن حداد، أستاذ جامعي مستشار رئيس مجلس المستشارين، ومصطفى عنترة، مكلف بالإعلام.