عاش سكان مدينة الدارالبيضاء، ليلة أول أمس، الاثنين الثلاثاء، حالة رعب وذعر، خاصة سكان سيدي معروف، ومقاطعة عين الشق، الذين قضوا ليلة استثنائية بسبب التساقطات المطرية، التي هطلت على مدى 24 ساعة، خصوصا بعد أن بلغهم أن المياه التي اجتاحت منازلهم كانت بسبب تدفق مياه واد بوسكورة. وأكدت مصادر "المغربية" أن لجنة تشكلت من شركة "لديك" ومصالح الشرطة بولاية الدارالبيضاء، أعلنت حالة طوارئ من أجل تغيير مسار الواد في اتجاه طريق الجديدة وبوسيجور. وأضافت المصادر أنه، لو استمرت الأمطار أربع ساعات أخرى، كانت كارثة ستقع بالبيضاء، بسبب واد بوسكورة، الذي يشكل خطرا يهدد البيضاويين. وأكدت المصادر أن مياه واد بوسكورة فاضت، أول أمس الثلاثاء في الحادية عشرة والنصف، ما استدعى تشكيل لجنة بين شركة "ليدك" ومصالح الشرطة بالبيضاء، خوفا من وقوع كارثة. واستنادا إلى مصادر أخرى، فإن فيضان واد بوسكورة يهدد درب غلف والمعاريف وشارع الجيش الملكي، مؤكدة أن الواد المذكور لم "يحمل" (يفض) منذ 70 سنة. وكان البيضاويون تنفسوا الصعداء، بعد أن تولت شركة "ليدك" تدبير عملية التطهير بالبيضاء، إلا أنهم فوجئوا، بعد مرور ست سنوات من التدبير، أنه لم يجر وضع قناة صرف كبيرة لتحويل مجرى مياه الواد نحو بوسيجور، لتدفقه في البحر. واعتبرت المصادر أن الأمطار، التي تتساقط بالبيضاء، ليست هي التي تهدد سكان المدينة، بقدر ما يأتي التهديد من التساقطات المطرية في إقليمي سطات وبرشيد، التي تملأ واد بوسكورة، الذي يتدفق في البيضاء، ويهدد كلا من الحي الصناعي في بوسكورة، وموقع تكنوبارك، وشارع الروداني بالمعاريف، وشارع الحسن الثاني، والميناء. من جهته، قال مصطفى رهين، عضو مجلس مدينة الدارالبيضاء ل "المغربية"، إن تفادي خطر واد بوسكورة يتطلب إنشاء مشروع "تسير كولكتور أويست"، وهي قناة لصرف المياه بحجم كبير، من أجل تجميع مياه الأمطار الآتية من الشاوية، والتي تهدد سكان البيضاء. وأوضح رهين أن المياه، التي ستجمع بقناة الصرف المذكورة يمكن تصريفها إلى البحر للحد من الخطر، مشيرا إلى أن ليدك لم تلتزم بهذا المشروع، رغم مرور 7 سنوات على تحملها مسؤولية تدبير قطاع الماء والكهرباء. وأضاف أن مجلس المدينة وضع صندوقا باسم "صندوق الأشغال"، توضع فيه مئات الملايير من مداخيل المجلس، لتستثمر في البنية التحتية، لكنه يضيف أن " لديك ماعمرها درات شي مشروع". وحمل عضو مجلس المدينة الشركة مسؤولية الخسائر والوفيات، المترتبة عن التساقطات المطرية الأخيرة، بسبب "عدم تدخلها الآني، وعدم اتخاذ الإجراءات الوقائية قبل هطول الأمطار، من قبيل تجفيف قنوات الصرف، وإزالة الأزبال والأوحال". وحسب مسؤول في مجلس المدينة، فإن توحدت الرؤى حول ضرورة استباق الزمن لتأمين السكان البيضاويين، وجميع الممتلكات من خطر الفيضانات وتداعياتها، من خلال البحث الفوري عن حل دائم للحد من تداعيات تدفقات واد بوسكورة، وتفادي مخاطر الفيضانات المحتملة مستقبلا، وأسندت مهمة إنجاز القناة المجمعة الغربية الكبرى إلى شركة "ليدك"، المفوض إليها تدبير قطاعات الماء والكهرباء والتطهير السائل والإنارة العمومية في جهة الدارالبيضاء الكبرى، بغلاف مالي يصل إلى 600 مليون درهم. وأكد عضو بمجلس المدينة، رفض ذكر اسمه، أن مشروع واد بوسكورة متوقف، لأنه في حاجة لكلفة مالية باهظة، موضحا أن "ليدك" وضعت المشروع ومستعدة لإنجازه في أقرب الآجال، لكنها تنتظر أمر مجلس المدينة.وللمزيد من المعلومات، اتصلت "المغربية" بالمصلحة المتخصصة بالوديان بشركة ليدك، لكن تعذر علينا ذلك واكتفينا ببلاغ "ليدك" حول الإجراءات، التي اتخذتها منذ أول أمس الثلاثاء.