أحالت مصلحة الشرطة القضائية بمفوضية سيدي بنور، الاثنين الماضي، شخصا مبحوثا عنه، في حالة اعتقال، على الوكيل العام لدى محكمة الدرجة الثانية بالجديدة، من أجل جناية الاغتصاب، وهتك عرض بالعنف، والسرقة، والضرب والجرح. وكان المشتبه به تورط في جناية القتل العمد مع المشاركة، قضى بسببها 5 سنوات سجنا نافذا، وكان البحث جاريا في حقه، بموجب مذكرة بحث، ومسطرة مرجعية، صادرتين عن القسم القضائي لدى المفوضية الجهوية للشرطة بسيدي بنور، وكذا، برقية بحث على الصعيد الوطني، كانت أصدرتها في حقه مديرية الشرطة القضائية لدى المديرية العامة للأمن الوطني. وحسب وقائع النازلة، فإن فتاة تدعى (ف) كانت تقدمت، ليلة الأربعاء 23 دجنبر 2009، إلى المصالح الأمنية بمفوضية سيدي بنور، وسجلت لدى الضابطة القضائية شكاية في شأن تعرضها للاغتصاب، وهتك عرضها بالعنف، والسرقة، والضرب والجرح. وبدلالة من الضحية، انتقل رجال الشرطة وقتئذ، إلى منزل الفاعل، الكائن بدوار القرية المتاخم لسيدي بنور، وكان لاذ بالفرار في اتجاه مدينة الرباط، بعد أن علم بقدوم رجال الأمن لاعتقاله. وظل متواريا عن الأنظار، في حالة فرار، دامت زهاء 11 شهرا، إلى أن أوقفته عناصر فرقة الأبحاث والتحريات، السبت 20 نونبر الماضي، في الشارع العام، ليجري تسليمه إلى رئيس الديمومة، الذي باشر التنقيط بالمحفوظات المحلية والناظمة الإلكترونية، ليتبين أن المشتبه به يشكل موضوع بحث. من جهته، أشعر الضابط المداوم بوقائع وحيثيات النازلة، نائبة الوكيل العام باستئنافية الجديدة، التي أعطت تعليماتها بوضع المشتبه به تحت تدبير الحراسة النظرية، من أجل البحث والتقديم. وأبانت التحريات أن المشتبه به في عقده الخامس، متزوج وأب لابنة واحدة، مهنته عامل، يقطن بدوار القرية، قضى عقوبة سالبة للحرية مدتها 5 سنوات، عقب ارتكابه جريمة قتل عمد مع المشاركة. وإثر إخضاعه للاستنطاق، اعترف جملة وتفصيلا بالأفعال الإجرامية المنسوبة إليه. وأفاد، حسب تصريحاته المدونة في محضر استماعه القانوني، أنه أواخر دجنبر 2009، كان متوجها إلى منزله الكائن بدوار القرية، بعد أن احتسى كمية من الخمر، وبمحاذاة قنطرة على مشارف التجمع السكني العشوائي، أبصر فتاة تتحدث إلى امرأة، ومر بقربهما، وسمعها تسأل عن الطريق التي تؤدي إلى محل إقامة أحد معارفها، يقطن بدوار القرية، فأدلتها على الطريق، وما إن انصرفت الفتاة، حتى لحق بها، بعد أن علم أنها غريبة عن المنطقة، وأبدى استعداده لمساعدتها وإيصالها إلى الوجهة التي تقصدها. استغل خلو المكان المظلم من المارة، وانتزع المنديل، الذي كانت تلف به رأسها، وكمم به فمها، وشرع في تسديد اللكمات إليها، إلى أن أسقطها أرضا، ثم اعتدى عليها جنسيا، وبعد ذلك، أمرها بمرافقته، تحت التهديد، إلى منزله الكائن بالجوار، واستولى على كيس بلاستيكي، كانت معها، به مبلغ 900 درهم. وبوصولهما إلى البيت، أخرج من جيبه مفتاحا، وشرع في فتح قفل الباب الخارجي، وهي اللحظة التي استغلتها الضحية، وفرت منه، ودخلت إلى منزل بالجوار، احتمت بداخله، ولم يطاردها أو يتعقبها، مخافة أن يفتضح أمره، ويتعرف عليه الجيران، وفورعلمه بالتحاق المعتدى عليها جنسيا وبالضرب والجرح، بمصلحة المداومة، لاذ بالفرار إلى مدينة الرباط. يشار إلى أن دوار القرية، الذي أصبح أخيرا خاضعا للنفوذ الترابي للجماعة الحضرية سيدي بنور، عبارة عن تجمع سكني عشوائي، يناهز تعداد سكانه 20 ألف نسمة، ويتخذ منه المنحرفون والمبحوث عنهم، وتجار المخدرات، ملاذا آمنا، نظرا لوعورة دروبه، ومحاذاته للحقول الفلاحية، ما بات يستدعي تدخل عامل الإقليم، والتفكير بجدية في إحداث، على الأقل، دائرتين أمنيتين بسيدي بنور، وتعزيز الوجود الأمني بالمدينة، إثر محدودية الأطر الأمنية العاملة بالمفوضية، وهزالة التجهيزات والدعم اللوجستيكي.