"خرجنا اليوم لنقول الصحراء مغربية"، و"نعم للوحدة الترابية"، و"لا للحكرة والظلم"، عبارات رددتها نساء قبل انطلاق المسيرة الشعبية، التي نظمت في الحادية عشرة والنصف من صباح أمس الأحد، بشارع محمد السادس بالبيضاء. تقول زهرة زروال (55 سنة)، من البيضاء، إنها تشعر كأنها تشارك في مسيرة بقلب الصحراء، بكت زهرة ورددت "كنطالب بمسيرة في العيون ونحمل الشعارات ونتجندوا باش نرهبوا العدو". أما الحاجة طامو (64 سنة)، من مقاطعة درب السلطان، رغم كبر سنها أبت إلا أن تترك فراشها وتشارك في المسيرة الشعبية، زفرت زفرتين وقالت بصوت حنق "والله حتى اليوم فكرني بالمسيرة الخضراء، اليوم راه عيد عند المغاربة". ليس البيضاويون وحدهم من شاركوا في المسيرة المليونية، بل إن عشرات المواطنين حجوا إلى مدينة الدارالبيضاء من طنجة إلى الكويرة، منهم من امتطوا حافلات للركاب وآخرون طائرات، والبعض منهم فضل المجيء على متن سياراتهم الخاصة. نجية برابو، رئيسة تعاونية الكسكس والعجائن بكلميم، أبت إلا أن تقطع مسافة حوالي 1500 كيلومتر لتشارك في المسيرة الشعبية، وتعبر عن وطنيتها، إذ تقول، وهي تخفي شعرها الحريري في الملحفة، "جئنا لنقول إن الصحراء مغربية، ونستنكر ما قاله الحزب الشعبي الإسباني، ونندد بما جرى في مخيم "أكديم أزيك"، الشيء ذاته زكته ليلى عنطاكي، رئيسة تعاونية واحة أسرير لتربية الدواجن بكلميم، مؤكدة "الصحراء مغربية أبى من شاء أو كره من كره". من جهته، قال أحمد زبيلا، متقاعد في صفوف القوات المساعدة، "نحن أحرار أبا عن جد، ونحن جنود مجندون وراء جلالة الملك محمد السادس". حوالي 17 حافلة لنقل الركاب أتت من مدينة أسا الزاك، وكل حافلة تقل 50 مواطنا، أي ما يناهز 1000 مشارك، نصفهن نساء، يحملون اللافتات المنددة بما جرى في مخيم أكديم والمطالبة بالوحدة الترابية والحكم الذاتي. أكد حمان إيغيش، فاعل جمعوي بأسا الزاك، "نحن مع الحكم الذاتي، كبارا وصغارا". أما من مدينة انزكان، فشارك حوالي 800 مواطن، جاؤوا على متن 10 حافلات للركاب ومنهم من استقلوا سياراتهم الخاصة، إذ أكد سعيد الناصري، مستشار جماعي بجهة سوس ماسة درعة، أنه من بعد المشاركة الأولى في المسيرة الخضراء في عهد الراحل الملك الحسن الثاني فإنهم اليوم يشاركون في مسيرة ثانية في عهد محمد السادس. من جهته عبر عزيز العلاوي، الكاتب المحلي للشبيبة الدستورية، عن إدانة الشعب المغربي للتآمر الإسباني والجزائري على قضية وحدتنا الترابية، مرددا بصوت مرتفع "الحسن الثاني دعا إلى المسيرة الخضراء واليوم نظمت مسيرة ثانية في عهد جلالة الملك محمد السادس". وقال العلاوي " نحن مجندون وراء جلالة الملك وسنضحي بالغالي والنفيس من أجل وحدتنا الترابية ونحن مع الحكم الذاتي". أما أغلب سكان وممثلي مدينة العيون جاؤوا عبر ثلاث طائرات من أجل التعبير عن وطنيتهم، والوحدة الترابية. كانت النكهة الشمالية ظاهرة خلال ترديد الشعارات، إذ شارك في المسيرة مواطنون من تطوان ومارتيل وطنجة، وأكد طارق الشعرة، ممثل نادي الصحافة بتطوان، أن عشرات الحافلات امتلأت عن آخرها، لكنها وجدت صعوبة في نقل جميع الشباب الذين كانت لديهم رغبة في حضور المسيرة. وقال الشعرة إن بعض الشباب ناموا تحت الحافلات ومنعوها من التحرك في إشارة إلى رغبتهم في التوجه إلى البيضاء للمشاركة في المسيرة المليونية. كان شغار ولد علي من جماعة الربع الفوقي بتازة يردد شعارات بعصبية، مؤكدا أن ما فعلته الجزائر والحزب الشعبي يتطلب بذل مجهود من أجل الحفاظ على وحدتنا الترابية، بينما أكد أحمد الراشدي من جرسيف أن 800 مواطن شاركوا في هذه المسيرة، وأنهم غادروا جرسيف في الثالثة ظهرا . ومن جهته عبر محمد نافع من طاطا، عن حبه لبلده المغرب وكرهه لكل أعداء الوحدة الترابية، الشيء نفسه أكده رفيع من جرادة، مشيرا إلى أن جاء رفقة زوجته وأطفاله من أجل المشاركة في المسيرة الشعبية. الحاجة راضية من أزيلال، تحمل الراية المغربية وتردد "نعم للوحدة الترابية، لا للجزائر واسبانيا". كانت الفرحة تعلو محيا أنطونيو وزوجته، وهما مواطنان إسبانيان، اللذان قدما من إسبانيا للمشاركة في المسيرة الشعبية بالدارالبيضاء، المنددة بموقف الحزب الشعبي تجاه المغرب، وأكدا أنهما ضد ما أكده الحزب الشعبي، والإعلام الإسباني ضد المغرب. أما يادسنان من إسبانيا فقال "نحن هنا من أجل القول إننا ضد ما صرحت به بعض وسائل الإعلام الإسبانية بخصوص الأخبار الزائفة، ونحن مع الشعب المغربي لا فرق بين إسبانيا والمغرب. الغالية بوعسرية، والمحجوب الأنصاري، المواطنان اللذان سبق للإعلام الإسباني أن أكد وفاتهما خلال أحداث مخيم "أكديم أزيك" جاءا ليقولا "للعالم نحن مازلنا أحياء" ومن أجل المشاركة في المسيرة الشعبية للتعبير عن حبهما لوطنهما المغرب وللإيمان بقضية الوحدة الترابية. فجأة اختلطت الصفوف والتقى سكان الجنوب والشمال والشرق والغرب وتصافحوا وعبروا عن وطنيتهم ومغربيتهم، ورددوا " المغاربة شعب واحد".