تصدرت المسيرة الوطنية التي نظمت أمس الأحد بالدارالبيضاء أهم عناوين الصحف الصادرة اليوم الإثنين حيث أكدت أن هذه المسيرة الشعبية التي شارك فيها أزيد من ثلاثة ملايين مواطن تعتبر رسالة واضحة لأعداء الوحدة الترابية للمملكة. وهكذا عنونت صحيفة الاتحاد الاشتراكي "مسيرة الألفية الثالثة..اشهد يا عالم" تغطيتها لهذه المسيرة، معتبرة أن هذه الحدث يعد رسالة من الشعب المغربي كافة إلى من يعنيهم الأمر، ومفاده أن المغرب حافظ منذ قرون على وحدته وكرامته، و لن يسمح بالتطاول عليه ومحاولة المس بأي شبر من ترابه. وأكدت الصحيفة أن هذه المسيرة الشعبية الكبرى شكلت اشارة قوية إلى إسبانيا للتأكيد على تشبث كافة المغاربة بالوحدة الترابية للمملكة، وإدانة كبيرة لبعض الأوساط التي تحن في علاقتها مع المغرب الى المرحلة الاستعمارية. كما أبرزت أن المغرب يعطي بهذه المسيرة الحاشدة الدليل الواضح على رغبته الأكيدة في بناء علاقات استراتيجية مع جارته اسبانيا، ويعبر من جديد عن إدانته لكل المحاولات اليائسة والتضليلية التي ما فتئ يقوم بها الحزب الشعبي الاسباني. وكتبت جريدة (العلم) على صدر صفحتها الأولى تحت عنوان "مسيرة خضراء ثانية في الدارالبيضاء الصامدة : أكثر من ثلاثة ملايين مواطن يعبرون باسم الشعب المغربي عن الوحدة والتعبئة"، أن هذه المسيرة الحاشدة تعتبر رسالة موجهة الى "الحزب الشعبي الاسباني، هذا الحزب المتطرف الذي له حنين للماضي وللمرحلة الاستعمارية، الى حد أنه بدأ يقول إن الصحراء إسبانية". وأوضحت الجريدة، بهذه المناسبة، أن المسيرة "رسالة الى خصوم وحدتنا الترابية خاصة جارتنا الجزائر، التي تعاكس المغرب بقوة وعنف وتعبئة منذ المسيرة الخضراء، في الوقت الذي يتعين فيه أن تعتبر التنمية الاقتصادية والاجتماعية هي قضيتها الأولى". من جانبها، كتبت جريدة (الصباح) في افتتاحيتها أن "النجاح الباهر لمسيرة الغضب الشعبية التي شهدتها الدارالبيضاء أمس الأحد يؤكد بجلاء مدى تشبث المغاربة بثوابت المملكة حيث تحتل الوحدة الترابية للوطن وسلامة اراضيه مكانة متميزة". وأضافت أن "حلم (البوليساريو) والجزائر هو تسميم العلاقات بين الرباط ومدريد، الا ان الغاء قرار الاضراب داخل المقاولات الاسبانية وحكمة تنظيم مسيرة سلمية دليل على أن المغرب لا يحب خلط الأوراق ولا يسقط في فخ المزايدات"، داعية إلى "وضع مقاربة استباقية حازمة مع الرأي العام الاسباني بشأن الصورة والمصالح المشتركة". من جانبها اعتبرت جريدة (المساء) أن "الحشود الغفيرة التي شاركت فاقت كل التوقعات وحددها المشاركون في 3 ملايين مشارك، وتحول معها شارع محمد السادس إلى كتلة بشرية وجسد واحد، توحد للتنديد بالحزب الشعبي وبوسائل الإعلام الإسبانيين". ومن جهتها، ذكرت (أخبار اليوم المغربية)، في افتتاحيتها بعنوان "الجوار الصعب"، أن المسيرة "رسالة رمزية وسياسية إلى الجارة إسبانيا.. تلك المسيرة الغاضبة التي خرجت أمس بالدر البيضاء تحمل الأعلام الوطنية ولافتات الاحتجاج على الحزب الشعبي الإسباني، الذي لعب دورا قذرا في البرلمان الأوروبي من أجل دفعه إلى إدانة المغرب والتنديد بأسلوب تدبيره لأزمة مخيم العيون، دون الالتفات إلى الحقائق الموضوعية التي وقفت عليها المنظمات الحقوقية الدولية قبل غيرها". وأبرزت صحيفة (الأحداث المغربية) من جانبها أن "الشعب المغربي قال كلمته أمس في البيضاء بخصوص موضوع الصحراء، وأخرس الأفواه التي اعتقدت أن الوهن تسلل إلى شعبنا بخصوص قضيته الأولى والمصيرية"، معتبرة أن "الدارالبيضاء لم تسر وحدها، بل سارت معها كل المدن المغربية التي أتت منذ الساعات الأخيرة من ليلة السبت والساعات الأولى من صباح الأحد لكي تقول بالصوت الواحد إن هذا الموضوع لدينا خط أحمر". بدورها قالت صحيفة (التجديد) إن "الشعب المغربي سجل بمسيرة الدارالبيضاء التاريخية وقفة بطولية مشهودة في مواجهة المؤامرة الاستعمارية الجديدة ضد المغرب، معبرا عن وعي دقيق بخطورة المرحلة وشراسة الحرب المفتوحة ضد بلادنا". وأضافت أن "المسيرة الوطنية كشفت بجلاء أن قضية الصحراء هي قضية حياة أو موت بالنسبة للمغرب وأن المؤامرة الانفصالية الأخيرة وجدت شعبا قويا وموحدا ومؤمنا بقضيته المصيرية والوجودية، ورسالة المسيرة واضحة هي أنه قد آن أوان القطع مع منطق التردد والارتهان لأساليب الابتزاز الداخلي والخارجي في مساومة المغرب على قضيته الوطنية". واعتبرت (رسالة الأمة)، من جهتها، أن التلاحم بين جميع مكونات الشعب المغربي "قد تجسد في المسيرة الشعبية لأمس الأحد، وأعطى من خلاله درسا بليغا لخصومه وأعدائه وخاصة لهذا الحزب الإسباني المسمى الحزب الشعبي، حزب اعتمد أساليب الافتراء والتشويش والضغط على الحكومة الحالية محاولة منه لاسترجاع +مصداقيته+ المفقودة لدى الشعب الإسباني". وفي السياق ذاته، أبرزت يومية (الحركة) " الإجماع الوطني حول قضية الصحراء ثم الإجماع السياسي حول إدانة أحداث الشغب بالعيون " مؤكدة أن مسيرة أمس الأحد جسدت بالملموس هذا الالتفاف والإجماع الوطني. واعتبرت جريدة (المنعطف) أن الشعب المغربي "معبأ لدحر كل من تسول له نفسه المساس بمصالحه العليا، وفي مقدمتها قضية الوحدة الترابية" مؤكدة أن "المسيرة انصهرت فيها كل مشاعر المغاربة المنددة بمناورات أعداء الوحدة الترابية". من جهتها، خصصت (الصحراء المغربية) ملفا خاصة بالمسيرة التي اعتبرتها "انتفاضة عفوية للدفاع عن السيادة الوطنية من معقل أحياء الشهداء والمقاومين"، وهي مسيرة، تؤكد الجريدة، أنها "تختزل وحدة المغاربة ضد المتآمرين على الوحدة الترابية"، مبرزة أن أمس الأحد "كان يوما استثنائيا بكل المقاييس، حيث خصص للتعبير بوضوح وإجماع عن مواقف ثابتة من الوحدة الترابية". وفي ذات السياق، أكدت جريدة (لوماتان الصحراء والمغرب العربي) أنه إذا كان لزاما إظهار تشبث المغاربة من طنجة الى لكويرة بالوحدة الترابية للمملكة، فإن المسيرة المهيبة للدار البيضاء تظهر ذلك بجلاء. وأضافت أن مئات الالاف من المواطنين لبوا نداء الأمة والوطن، ذاك الذي اطلقته الاحزاب السياسية التي تركت اختلافاتها جانبا وعبرت بصوت واحد ومتناغم عن تشبثها بالقضية الوطنية. من جهتها، كتبت جريدة (اوجوردوي لو ماروك) أن قدوم ازيد من ثلاثة ملايين مواطن للاحتجاج على اعداء الوحدة الترابية للمملكة هو تذكير بأن قضية الصحراء بالنسبة للمغاربة تعد خطا احمرا لا يحق لأحد تجاوزه، كما أن أية مجازفة للتدخل في هذه القضية المقدسة لمحاولة تغيير مسار تاريخ الأمة المغربية هي بمثابة لعبة خطيرة ستنقلب على مدبريها. من جهة أخرى، كتبت جريدة (لوبينيون) في افتتاحيتها أن الشعب المغربي سار أمس الأحد في مسيرة الدارالبيضاء ليقول "لا لظلم" الحزب الشعبي الاسباني والبرلمان الاوربي الذي اتخذ قرارا متسرعا ومنحازا تحت تأثير هذا الحزب. كما كتبت جريدة (ليبيراسيون) أن المغاربة، وبعد مضي 35 عاما على المسيرة الخضراء، تعبؤوا بذات الحماسة والعزم للتنديد بالمناورات الدنيئة للذين يختلقون الذرائع ويناصبون العداء للمغرب. وأشارت في مقال تحت عنوان "مسيرة بلد بأكمله " أن صور مسيرة الدارالبيضاء ستدفع أعضاء البرلمان الأوروبي إلى مراجعة أنفسهم، الذين كانوا مجبرين لمجاراة الحزب الشعبي في تجاوزاته، مضيفة أن الرسالة كانت جدا قوية. وفي السياق ذاته، أكدت جريدة (ليكونوميست) في افتتاحية لها تحت عنوان " الثوابت " أن الحزب الشعبي الإسباني يتبنى خطابا ديماغوجيا يتعارض ومصالح إسبانيا نفسها، والذي يجب على المغرب أن يعارضه بشدة. وأضافت أن حلم "البوليساريو" والجزائر هو التشويش على الأجواء بين الرباط ومدريد مشددة على الحذر بعدم السقوط في هذا الفخ، والمبادرة إلى القيام بخطوات استباقية اتجاه الرأي العام الإسباني. واعتبرت جريدة (البيان) أن مسيرة خضراء ثانية شهدتها أمس مدينة الدارالبيضاء، رفع فيها المغاربة شعارات حملت رسالة واضحة وهي الانخراط الجماعي من أجل الدفاع عن الوحدة الوطنية، مشيرة إلى أن هذه الرسالة موجهة أيضا للبرلمان الأوروبي الذي انساق مع أطروحات الحزب الشعبي الإسباني والانفصاليين على الرغم من مواقف منظمات حقوقية ذات مصداقية. وسجلت جريدة (لوسوار إيكو) أنه من بين القضايا التي تفرض نفسها، تلك المرتبطة بأهداف الحزب الشعبي الذي يستعد للعودة للحكم ، حيث يضع نفسه في موقف منغلق سيكون من الصعب عليه الخروج منه مستقبلا، أما القضية الأخرى فتتعلق بالموقف الذي ينبغي اتخاذه اتجاه جارنا الشمالي وكيفية التوفيق بين جهود المغرب في بناء فضاء للتعايش والتبادل والإرادة الهدامة التي تحرك الحزب الشعبي وأتباعه. وخصصت اليوميات الوطنية صفحات كاملة لربورطاجات مصورة لهذه المسيرة الشعبية، تؤرخ الحظات قوية التي ميزت هذه التظاهرة وتبرز المشاركين الرئيسيين، وهم ممثلين عن الأحزاب السياسية، والنقابات المركزية، ومنظمات الدفاع عن حقوق الإنسان، إلى جانب فاعلين في المجتمع المدني وفنانيين ورياضيين.