ثلاثة ملايين من المغاربة في مسيرة شعبية حاشدة بالدارالبيضاء ملحمة حقيقية تهتف بالوطن وتستنكر انحياز الحزب الشعبي الإسباني والابتزاز الجزائري شهدت مدينة الدارالبيضاء، يوم أمس الأحد مسيرة وطنية، كبرى شاركت فيها أحزاب سياسية ومركزيات نقابية ومنظمات حقوقية وشبابية ونسائية وفاعلون جمعويون وفنانون ورياضيون ومثقفون وإعلاميون وعدد كبير من المواطنات المواطنين من بينهم وأطفال وشيوخ، تقاطروا مند الصباح الباكر فرادى وجماعات من مختلف مدن ومناطق المغرب للمشاركة في هذه المحطة الوطنية الهامة في إطار وحدوي زاخر بدلالات ومعاني اللحمة الداخلية والإجماع الوطني حول الوحدة الترابية للمملكة، ليعبروا عن إدانتهم القوية وتصديهم للمواقف العدائية لبعض الأوساط الإسبانية وفي مقدمتها الحزب الشعبي الإسباني ضد المصالح العليا للمملكة. وانطلقت المسيرة الجماهيرية الحاشدة من التقاطع الطرقي بين شارعي محمد السادس وبوشعيب الدكالي، حيث جموع المتظاهرين الذين تراوح عددهم ما بين مليونين ونصف، حسب مصادر أمنية، وثلاثة ملايين، حسب المنظمين، يحملون الأعلام الوطنية وصور جلالة الملك محمد السادس، وصور المسيرة الخضراء التاريخية وعددا من اللافتات كتبت عليها عبارات بالبنط العريض تؤكد مغربية الصحراء كجزء لا يتجزأ من ربوع الوطن. وجابت هذه المسيرة الحاشدة التي دعت إليها الأحزاب الوطنية من أجل التنديد بقرار البرلمان الأوروبي حول أحداث العيون والماس بالوحدة الوطنية، شارع محمد السادس واتجهت نحو كراج علال. مؤكدةً من خلال الشعارات الوطنية المدوية استعداد المغاربة قاطبة للدفاع عن حوزة الوطن كجنود مجندة وراء عاهل البلاد، ولحمايته من المكائد التي تستهدفة من طرف خصوم وحدته، دعاة الفتن والتخريب والفوضى ودعاة التجزئة والانفصال. وأكد المتظاهرون وقوفهم وقفة رجل واحد وفاء للشهداء من الحركة الوطنية وتضحياتهم الجسام في سبيل مغرب واحد وموحد بكل أبنائه من طنجة إلى الكويرة. كما ردد المشاركون في هذه المسيرة شعارات وطنية مدوية هتفت بالتشبث بالعرش ووحدة البلاد وصون منجزاتها من أجل غذ أفضل للمغرب والمغاربة. وبالصوت الواحد, رفع المشاركون شعارات تقول «الشعب المغربي والإسباني يدا في يد» و»لا للمواقف العدائية للحزب الشعبي الإسباني المناهضة لمصالح إسبانيا والمغرب». شعارات يفضح فيها المشاركون في هذه المسيرة الشعبية الأكاذيب التي ما فتئت تروج لها بعض المنابر الصحفية التي لم تتوقف عن الخروج عن أخلاقيات المهنة في انحياز تام للروايات المنافية للواقع والماسة بعدالة القضية الأولى للشعب المغربي. وضاق شارع محمد السادس خلال هذه المسيرة الوطنية الحاشدة، وضاقت جنباته والشوارع المتفرعة عنه بجموع المتظاهرين الذين كانوا يسيرون في صفوف متراصة، وهم يرددون بصوت واحد شعارات تستنكر بشدة الأصوات النشاز التي تسعى لزعزعة استقرار المغرب ونشر ثقافة الكراهية بين أبنائه، وتدين الحملة المغرضة التي قام ويقوم بها الحزب الشعبي الإسباني ضد مصلحة البلاد. وهو الحزب الذي يسيء للعلاقة المغربية الإسبانية، والذي عمل على استصدار قرار مجحف وغير منصف في حق المغرب من البرلمان الأوروبي بخصوص أعمال العنف التي شهدتها مدينة العيون، ونددوا بهذا القرار غير العادل والمنحاز لخصوم وحدته الترابية، ويحاول المساس بسيادته الوطنية على أقاليمه الجنوبية. وهي رسالة التقطها بعض المواطنين الإسبان الذين شاركوا في مسيرة الدارالبيضاء صباح أمس. والذين لم يخفوا دهشتهم أمام هذه الحشود من المواطنين المغاربة الذين تعبأوا للمشاركة في المسيرة، كما لم يخفوا استغرابهم من المواقف العدائية للحزب الشعبي اليميني الإسباني وبعض صحف بلدهم، واستنكر المحتجون محاولة تسييس المطالب الاجتماعية لسكان مدينة العيون من قبل انفصاليي الداخل أذناب البوليساريو، وتحامل بعض المؤسسات الإعلامية الدولية، الإسبانية منها بالخصوص، في تعاطيها مع أحداث العيون بتشويه الحقائق وتزييفها ضد المغرب. وحمل المحتجون خلال هذه المسيرة الوطنية، نعوشا رمزية تكريما لشهداء الواجب الوطني من صفوف القوات العمومية الذين سقطوا في أحداث العيون الأخيرة، دفاعا عن الوطن والمواطنين، وذلك من أجل التعبير عن التضامن مع أسر هؤلاء الضحايا في هذه المحنة التي ألمت بهم وبالشعب المغربي قاطبة. وثارت ثائرة جموع من المحتجين بشارع للا الياقوت، بعد أن استرعى انتباهها وجود علمين للجزائر وإسبانيا من بين مجموعة أعلام دولية فوق بناية أحد الفنادق، حيث توقفت بالقرب من بوابة هذا الفندق وعبرت عن غضبها من الحملة المغرضة لبعض المنابر الإعلامية الأسبانية التي تسعى للنيل من سمعة المغرب والتأثير على مساره في المفاوضات، ومن المكائد التي مافتئت الجزائر تصنعها لعرقلة الوحدة الوطنية، مما اضطر مسؤولو الفندق لإزالة هذين العلمين وليواصل هؤلاء المحتجون بعد ذلك طريقهم إلى وسط المدينة.. وتهدف هذه المسيرة الوطنية، إلى إثارة انتباه الرأي العام الدولي إلى التضليل الإعلامي الذي تمارسه بعض وسائل الإعلام الأجنبية وخاصة الإسبانية منها في معالجتها لأحداث العيون من أجل المس بصورة المغرب وخدمة مخططات الجزائر وصنيعتها «البوليساريو». كما تأتي هذه المسيرة الشعبية تعبيرا عن الإجماع الوطني حول قضية الصحراء المغربية, وعن إدانة الشعب المغربي للقرار المنحاز وغير العادل وغير المتزن للبرلمان الأوروبي حول أحداث العيون.