توعد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بشن مزيد من الهجمات الصغيرة التي لا تكلفه سوى آلاف الدولارات ضد الولاياتالمتحدة، بغية إحداث خسائر اقتصادية تقدر بمليارات الدولارات. وقال تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، إن تكلفة إرسال طردين ناسفين من اليمن إلى الولاياتالمتحدة الشهر الماضي لم تتعد 4200 دولار. وعثر على الطردين في بريطانيا ودبي ما أدى إلى حالة استنفار أمني في أنحاء العالم. وقال جناح تنظيم القاعدة، الذي يتخذ من اليمن مقرا في مجلة انسباير الصادرة بالانجليزية على الانترنت "إنها صفقة رابحة بالنسبة لنا أن نبث الخوف بين صفوف العدو ونجعله مستنفرا مقابل أشهر معدودة من العمل وبضعة الاف من الدولارات." وأضافت "نعرض على عدونا خطتنا مقدما، لأننا سبق أن قلنا إن هدفنا ليس القتل الجماعي، بل إحداث (خسائر) في قطاع الطيران.. وهو قطاع حيوي للغاية للتجارة والنقل بين الولاياتالمتحدة وأوروبا". واعتبر رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الأميرال، مايكل مولن، تهديد تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب بشن مزيد من الهجمات على الولاياتالمتحدة، أمرا جديا للغاية. وقال مولن في رد فعل على بيان التنظيم، الذي هدد بحرب استنزاف ضد الولاياتالمتحدة، إن القاعدة عززت صفوفها وأن على بلاده التركيز على الوضع في اليمن. وفي سياق متصل أكدت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، أن المسؤولين الأميركيين يسعون لأن تكون التدابير الجديدة في المطارات كالفحص بالأشعة، ذات تأثيرات سلبية أقل على المسافرين. ونقلت عنها أسوشيتد برس قولها إن أغلبية من يستقلون الطائرات مواطنون يحترمون القانون ويرغبون فقط في التنقل من مكان إلى آخر، "لكن يجب ألا نخدع أنفسنا.. الإرهابيون قادرون على التكيف". وأضاف مولن لقناة (سي.ان.ان)التلفزيونية "ذراع تنظيم القاعدة هذا فتاك للغاية وأنا أصدق ما يقولونه(أنهم يسعون لمهاجمة الولاياتالمتحدة)". وكانت الولاياتالمتحدة كثفت بالفعل إجراءات الأمن على طائرات الركاب بعد أن حاول نيجيري تفجير عبوة ناسفة خبأها في ملابسه الداخلية على متن طائرة ركاب أمريكية كانت متجهة من أمستردام إلى ديترويت في ديسمبر الماضي. وأعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مسؤوليته عن هذه المحاولة. وزادت الولاياتالمتحدة أيضا مساعدتها لليمن من اجل مكافحة الإرهاب إلى 155 مليون دولار في السنة المالية 2010 من 6 ر4 ملايين دولار فقط في عام 2006 . ويبحث مسؤولون أمريكيون أيضا سبلا إضافية للضغط على المتشددين بما في ذلك زيادة تدريب القوات اليمنية. وذكرت مجلة انسباير وفقا لترجمة بن فنزكي خبير إصدارات المتشددين والرئيس التنفيذي لمركز انتل سنتر "هذه الاستراتيجية لمهاجمة العدو بعمليات اصغر لكن أكثر تكرارا هي ما قد يشير له البعض باستراتيجية الضربات الالف. "الهدف هو أن ينزف العدو حتى يموت." وقال التنظيم إن تكلفة تنفيذ عملية الطردين الناسفين الفاشلة في الشهر الماضي كانت بسيطة. وفي هذه العملية جرى وضع مواد ناسفة في طابعتي جهاز كمبيوتر بغرض إرسالهما من العاصمة اليمنية صنعاء إلى معبدين يهوديين في شيكاجو. وأضاف التنظيم في مجلته "هاتفا نوكيا.. سعر كل منهما 150 دولارا وطابعتي كمبيوتر من نوع اتش.بي سعر كل منهما 300 دولار.. إلى جانب مصاريف الشحن والنقل وغيرها من النثريات ليصل إجمالي التكلفة إلى 4200 دولار... سنستمر بشن عمليات مماثلة ولا نمانع على الإطلاق في هذه المرحلة أن يجري اعتراضها". ومضى يقول "حتى نسقط أمريكا لسنا في حاجة لضربات كبرى". وعقب اكتشاف الطردين الناسفين أعلن التنظيم أيضا مسؤوليته عن حادث تحطم طائرة شحن تابعة لشركة يو.بي.اس في دبي لكن مسؤولين أمريكيين قالوا انه لا توجد مؤشرات على أن الطائرة تحطمت بفعل هجوم متعمد.