جرى، أخيرا، في الرباط، توقيع اتفاقية يمنح بموجبها البنك الأوروبي للاستثمار قرضا للمغرب بقيمة 220 مليون أورو (2.420 مليار درهم)، من أجل تمويل إنجاز الطريق السيار برشيد - بني ملال. وتهدف الاتفاقية، التي وقعها كل من المدير العام للشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب، عثمان الفاسي الفهري، ونائب رئيس البنك الأوروبي للاستثمار، فيليب دو فونتين فيف، إلى توسيع شبكة الطرق السيارة بالجهة الوسطى للمملكة، الغنية بمواردها ومؤهلات التنمية. وسيمكن هذا المشروع من تقريب هذه الجهة من الأقطاب الاقتصادية الرئيسية، وربطها من خلال بنية طرقية حديثة، تساعد على تنمية كافة المناطق، التي يعبرها هذا المشروع، خاصة سهول تادلة، وجبال الأطلس الكبير(أزيلال)، والأطلس المتوسط (خنيفرة). وأكد وزير التجهيز والنقل، كريم غلاب، في كلمة ألقاها، خلال حفل التوقيع على الاتفاقية، أهمية هذه الأخيرة الرامية إلى استكمال إنجاز الطريق السيار برشيدبني ملال، مبرزا أن هذا المشروع، الذي يعد الأول من نوعه، في إطار البرنامج التكميلي للطرق السيارة، سيعزز المؤهلات التي تزخر بها جهة تادلة أزيلال، في الميدانين الفلاحي والسياحي. وبعد أن أعرب عن ارتياحه إزاء المستوى الجيد للشراكة مع البنك الأوروبي للاستثمار، أكد غلاب أن هذه المؤسسة البنكية تعد شريكا أساسيا في تمويل مشاريع الطرق السيارة بالمغرب، إلى جانب شركاء آخرين، مثل الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، مبرزا أن المغرب يواصل تنفيذ عدة مشاريع تهم، إضافة إلى الطرق السيارة، المطارات، وشبكة من الطرق القروية، التي تكتسي طابعا اجتماعيا، من خلال فك العزلة عن السكان القرويين. أما نائب رئيس البنك الأوروبي للاستثمار، فيليب دو فونتين فيف، فتطرق إلى اتفاقيات التمويل، التي سبق للبنك أن أبرمها مع الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب، لإنجاز مشاريع تهم الطرق السيارة. وعبر نائب رئيس البنك، في معرض إبرازه لأهمية هذه المشاريع في تدعيم التنمية وتهيئة عدة مناطق بالمملكة، عن ارتياحه لاستمرار التعاون والشراكة المالية المتميزة بين هذه المؤسسة والمغرب. ويندرج إنجاز الطريق السيار برشيد - بني ملال، الذي أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس انطلاقته، في 12 أبريل الماضي، في إطار البرنامج الجديد للطرق السيارة، التي يصل طولها إلى 384 كيلومترا، التي ينبغي إنجاها في أفق 2015. وخصص غلاف مالي يبلغ 6 ملايير درهم، دون احتساب الضرائب، لإنجاز الطريق السيار برشيد - بني ملال، الذي يبلغ طوله 172 كيلومترا، وجرى تقسيم إنجاز هذا الطريق إلى خمسة مقاطع. ويتعلق الأمر بمقطع برشيد - ابن احمد (38.5 كيلومترا)، التعاقد بشأنه مع مقاولة صينية، ومقطع ابن احمد - خريبكة (38.5 كيلومترا)، جرى التعاقد بشأنه مع مجموعة مقاولات مغربية، ومقطع خريبكة - وادي زم (33 كيلومتر)، جرى التعاقد بشأنه مع مجموعة مقاولات مغربية، ومقطع وادي زم قصبة تادلة (40)، جرى التعاقد حوله مع مقاولة مغربية، ومقطع قصبة تادلة بني ملال (22)، جرى التعاقد بشأنه مع مقاولة صينية. وانطلقت الأشغال بمجموع هذه المقاطع، من أجل الشروع في استغلال هذا الطريق، خلال سنة 2013. ويوجد البنك الأوروبي للاستثمار، ضمن الممولين الأوائل، الذين يواكبون مشاريع الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب، منذ مشاركته في تمويل الطريق السيار الرباط – فاس، سنة 1995. ويشارك البنك في عدد من مشاريع الطرق السيارة، خاصة الرابطة بين العرائش - سيدي اليمني، وأصيلة - طنجة، والدارالبيضاء - الجديدة، وسطات - مراكش، وفاس - وجدة، والمشروع الرامي إلى تدعيم الطريق السيار الرباط - الدارالبيضاء. ويصل مجموع الغلاف المالي المخصص من قبل البنك لهذه المشاريع مجتمعة إلى 1070 مليون أورو، أي ما يعادل 11.77 مليار درهم. ويساهم في تمويل هذه المشاريع، أيضا، الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، بغلاف مالي يصل إلى 55 مليون دينار كويتي، أي ما يعادل 1.540 مليار درهم، والحكومة الصينية، عن طريق البنك الصيني (إكسيمبنك)، بغلاف مالي قدره 248 مليون دولار أميركي (2 مليار درهم).