غادر والد وشقيق مصطفى سلمى ولد سيدي مولود مطار الجزائر العاصمة، صباح أمس الاثنين، في اتجاه إسبانيا، بعد أن قضيا حوالي 24 ساعة تحت الحصار في المطار من طرف الاستخبارات الجزائرية، التي جردتهما من جوازي سفرهما. وقال مصدر مطلع ل"المغربية" إن والد مصطفى وشقيقه وصلا إلى مطار الجزائر العاصمة في الساعة الواحدة والنصف، أول أمس الاثنين، وبعد أن سلما لشرطة المطار جوازي سفرهما خضعا لجملة من الاستنطاقات عن سبب قدومهما إلى الجزائر، وعن هدف الزيارة، ليتركا، بعد ذلك عرضة للإهمال والانتظار، دون مبرر، أكثر من أربع ساعات. وحين كانا يطلبان من شرطة المطار أن تشرح لهما سبب الانتظار، وما إذا كان الأمر يتعلق باحتجازهما من طرف السلطات الجزائرية، لا يتوصلان بأي جواب مقنع. ويهدف والد مصطفى سلمى وشقيقه، من سفرهما إلى الجزائر، التوجه إلى مخيمات المحتجزين بتندوف، لزيارة زوجة وأبناء مصطفى سلمى، المختطف من طرف مليشيات بوليساريو، بدعم من الاستخبارات الجزائرية. ويطالب والد مصطفى سلمى ولد سيدي مولود بإطلاق سراح ابنه، الذي عوقب على استعمال حقه في التعبير، بعد أن أعلن دعمه لمبادرة الحكم الذاتي، داعيا حكومات العالم والمنظمات غير الحكومية، المهتمة بحقوق الإنسان، إلى مساعدته في كشف مصير ابنه المفقود. من جهته، أكد محمد الشيخ، رئيس "لجنة العمل من أجل إطلاق سراح مصطفى سلمى ولد سيدي مولود"، في اتصال مع "المغربية"، أمس الثلاثاء، أن اللجنة تطالب بإطلاق سراح جميع المواطنين، الذين تحتجزهم ميليشيات البوليساريو بتندوف منذ أزيد من ثلاثين سنة، والعمل على وضع حد لمعاناتهم، داعيا كل أحرار العالم للتدخل والضغط على الجزائر من أجل وقف تعسفاتها على حقوق الصحراويين الوحدويين. وأشار محمد الشيخ إلى أن والده أصابه العياء من شدة الانتظار وسوء المعاملة من طرف شرطة المطار، وأكد أن مصير شقيقه ما زال مجهولا، وأن الأخبار الواردة من تندوف تؤكد أن صحته تتدهور يوما بعد يوم، وأن حياته باتت في خطر، بعد إصابته خلال ملاحقته من طرف مليشيات البوليساريو، التي أطلقت النار عليه، مناشدا جميع الضمائر الحية للعمل من أجل إجبار الجزائر والبوليساريو على إطلاق سراح مصطفى سلمى، والسماح لعائلته بالاتصال به هاتفيا، وزيارته في مكان احتجازه. يشار إلى أن قضية مصطفى سلمى أضحت تحظى بتأييد العديد من منظمات المجتمع المدني في العالم، التي تطالب بإطلاق سراحه، منذ أن تعرض للاختطاف، يوم 21 شتنبر الماضي، من طرف مليشيات البوليساريو، وهو في طريق عودته إلى مخيمات تندوف، من أجل الالتحاق بعائلته، بعد أن عبر عن دعمه لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، خلال زيارته لعائلته في مدينة السمارة، في غشت الماضي.