تحت رئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للا مريم، رئيسة المرصد الوطني لحقوق الطفل، أعطت وزارة الصحة، الجمعة الماضي، من المركز الصحي "القواس"، في حي يعقوب المنصور بالرباط، انطلاقة عملية التلقيح ضد التعفنات الناتجة عن جرثومة البنوموكود وضد فيروس الروتا. وقالت ياسمينة بادو، وزيرة الصحة، في تصريح للصحافة، إن هذه العملية تندرج في إطار المخطط الوطني لوزارة الصحة، مشيرة إلى أن إدخال هذين اللقاحين الجديدين يهدف إلى تقليص عدد وفيات الأطفال، الناتجة عن جرثومة البنوموكود وفيروس الروتا، من 50 في المائة إلى 67 في المائة، وأيضا للوصول إلى الهدف الرابع من أهداف الألفية، من أجل التنمية. وأوضحت الوزيرة أن اللقاح ضد البنوموكود يعطى عن طريق الحقن، ويستفيد منه الأطفال عند الشهر الثاني والرابع والثاني عشر، وأنه سيساهم في تقليص حالات التعفنات الرئوية الناتجة عن البنوموكود بنسبة 90 في المائة، وحالات التهاب السحايا بنسبة 95 في المائة، وتقليص حالات تعفنات الأذن الوسطى، وحالات مرضية أخرى مرتبطة بالبنوموكود. وسيساهم اللقاح الثاني، ضد فيروس الروتا، حسب الوزيرة، في تقليص حالات الإسهال، خصوصا الحالات الخطيرة، بنسبة 85 في المائة، التي تؤدي إلى الاجتفاف والموت، في حالة غياب التكفل بالطفل في أسرع وقت. ويعطي هذا اللقاح في جرعتين عن طريق الفم، الأولى عند الشهر الثاني، والثانية عند الشهر الثالث. وتحتل التعفنات الرئوية عند الأطفال بالمغرب، حسب تقارير وإحصاءات الصحة السكانية، المركز الأول في أسباب وفيات الأطفال في سن 5 سنوات، بمعدل 36 في المائة. وتعتبر جرثومة البنوموكود سببا رئيسيا في التعفنات الرئوية عند الأطفال والرضع، كما أنها مسؤولة عن أمراض أخرى، مثل التهاب السحايا والتهاب الأذن الوسطى، ويؤدي التأخر في تشخيص وعلاج هذه التعفنات إلى مضاعفات خطيرة، كالإعاقات الجسدية والذهنية، وفقدان السمع، والتأخر في الكلام، أو صعوبة التعلم. ووفقا لخطة عمل الوزارة، يقدم هذا اللقاح الجديد مجانا في جدول التلقيح الوطني للفئة المستهدفة، وتوجد هذه اللقاحات بالمجان، على الصعيد الوطني، في المرافق الصحية الثابتة للمناطق الحضرية والريفية، وكذلك من خلال فرق متنقلة في المناطق صعبة الوصول. وفي ما يتعلق بفيروس الروتا، يعتبر من أهم أسباب الإسهال، خاصة الأطفال والرضع في العالم، وتكمن خطورة الإصابة بهذا النوع من الإسهال، حسب وزارة الصحة، في ارتفاع نسبة حدوث حالات الاجتفاف، خاصة عند الطفل دون السنتين، وفي غياب العلاج المبكر يؤدي الاجتفاف إلى آلاف الوفيات سنويا. وينتقل فيروس الروتا عن طريق الفم، ليدخل الجهاز الهضمي، ثم يطرح في البراز لتستمر دورة العدوى. وللوقاية منه، هناك طرق عديدة، منها الرضاعة الطبيعية، والتلقيح، والنظافة، خاصة نظافة اليدين والأطعمة. ويحتل الإسهال في المغرب المركز الثاني في أسباب وفيات الأطفال دون سن الخامسة (33 في المائة).