شهد حي المسيرة الهاشمي بمدينة الجديدة، السبت الماضي، جريمة قتل بشعة، ارتكبها شقيق في حق شقيقه.وتعتبر النازلة، الثانية من نوعها في أقل من أسبوع، بعد جريمة الدم، التي راحت ضحيتها، مساء الاثنين ما قبل الماضي، امرأة عجوز، عثر عليها داخل بيتها، جثة هامدة، مكبلة الأيدي، وعنقها مشدود بمنديل، ووسادة على رأسها. وعلمت "المغربية" أن الضحية، في عقده الثالث، عاطل عن العمل، كان عقد قرانه، صباح السبت الماضي، على خطيبته، وكان يعتزم الإقامة بمعيتها، تحت سقف منزل أسرته، الكائن بحي المسيرة الهامشي، الذي يوجد بمحاذاة السجن المحلي سيدي موسى بالجديدة، الأمر الذي اعترض عليه شقيقه، الذي يصغره بأربع سنوات، ليدخل الاثنان، مساء السبت الماضي، في نقاش، تطور إلى تبادل للسب والشتم، ثم إلى عراك. وعلمت "المغربية" من مصادر مقربة، أن الأخ الأكبر قرر مغادرة البيت إلى غير رجعة، والاستقرار بعيدا عن الأسرة، بمعية زوجته في غرفة، كان ينوي اكتراءها بمبلغ 200 درهم للشهر، وهو يجر خيبة أمله، كان الأخ غير المرغوب فيه، يلوح بكأس زجاجي، كان يحمله في يده، ما أثار حفيظة شقيقه الأصغر، الذي التحق به، وسدد إليه طعنة غادرة وغائرة، أصابته في قلبه، وسقط على إثرها، جثة هامدة، ثم لاذ بالفرار إلى وجهة مجهولة، قبل تدخل الضابطة القضائية لدى مصلحة المداومة، وتقنيي مصلحة الشرطة العلمية، والفرقة الجنائية. وباشر المحققون التحريات الميدانية، وأودعوا جثة الضحية في مستودع الأموات، بالمركز الاستشفائي الإقليمي بالجديدة. وعقب ذلك، شنت مختلف الفرق والأقسام القضائية، عملية تمشيط واسعة النطاق بمدينة الجديدة، بحثا عن المتهم الفار. وعلم لدى مصدر أمني، أن الضابطة القضائية تمكنت من اعتقال الأخير، في ساعة متأخرة من ليلة ارتكاب الجريمة، وكان لجأ لتوه إلى دوار، يبعد بأزيد من 100 كيلومتر عن عاصمة دكالة. وتسنى تحديد مكان اختبائه، بإرشاد من أحد أقاربه، الذي علم بالوجهة التي قصدها، بعد أن اتصل به على هاتفه المحمول، للاطمئنان على أخيه، ولم يكن يعلم وقتها أنه فارق الحياة. وأخبر القريب، المتهم أن صحة الضحية، مستقرة، وأنه يخضع للعلاج والعناية المركزة بالمستشفى، ما سهل عملية إيقافه، واستقدامه إلى المصلحة الأمنية، على متن سيارة رئيس المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية، ووضعه المحققون تحت تدبير الحراسة النظرية.