أحال قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بآسفي، على غرفة الجنايات، الأسبوع الماضي، المسمى محمد "ج"، المزداد سنة 1957 بتهمة القتل العمد في حق شقيقه حسن المزداد سنة 1977الذي خلف وراءه زوجة وابنا، بعد أن لف حبلا حول عنقه، إثر شجار نشب بينهما، بعد أن كان الهالك قصد شقيقه محمد لنهيه عن التحرش الدائم بزوجته، مستغلا تنقله بين الأسواق الأسبوعية لبيع الماء. وكانت مصالح الدرك الملكي بتمنار بإقليم الصويرة، تلقت إخبارا يفيد أن شخصا وضع حدا لحياته شنقا بمنزله بدوار تكواوت التابع لجماعة الزاويت، إذ عثرت على جثة الهالك ممددة على الأرض، يلف عنقها حبل طويل مخصص لنشر الغسيل، إذ أسفرت التحقيقات الأولية بموقع الحادث، عن تأكيد المتهم أن شقيقه كان يعاني خللا عقليا، وأصبح في الآونة الأخيرة تراوده حالات هستيرية أرغمت معها زوجته على مغادرة بيت الزوجية، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن يوم الحادث سمع صراخا منبعثا من منزله شقيقه، وبعد أن قصده، ووجد بابه مغلقا، عمد إلى تسلق سور المنزل، ليفاجأ بوجود شقيقه جثة هامدة، مربوطا بحبل حول عنقه. وبعد أن راودت عناصر الدرك الملكي شكوك، إثر المعاينات التي جرى القيام بها بموقع الحادث، فضلا عن أن الوضعية التي كانت عليها جثة الهالك بعد العثور عليها ممدة بمنزله أثارت هي الأخرى مزيدا من الشكوك، اصطحبت المتهم إلى مركز الدرك الملكي لتعميق البحث، إذ فوجئ المحققون بوجود أثار دم بالجهة العليا لقميص المتهم، ووجود جرح حديث العهد بإبهامه الأيسر، وبعد أن أمر بخلع جلباب كان يرتديه، فوجئ المحققون للمرة الثانية بوجود بقع أخرى من الدم، وأثار تمزيق بالواجهة الأمامية للقميص، وآثار عض بالساعدين، فشكلت هذه المعطيات المؤشرات الأولى لجريمة قتل محمد لشقيقه، وما إن ووجه من طرف المحققين بسيل من الاستفسارات حول بقع الدم التي عثر عليها بملابسه، حتى انهار وشرع في سرد التفاصيل الحقيقية لجريمة قتله شقيقه، التي انطلقت فصولها، مباشرة بعد أن قصده شقيقه الهالك، مستفسرا إياه عن سبب تحرشه الدائم بزوجته، ومحاولا الانقضاض عليه وخنقه بواسطة حبل لنشر الغسيل كان ممدا بفناء المنزل، ونظرا لقوته الجسمانية، سارع محمد إلى الشد بخناق شقيقه ولف الحبل حول عنقه، قبل أن يعمد إلى خنقه وتركه هناك جثة هامدة، والشروع في الصراخ، متعللا بعثوره على شقيقه منتحرا. من جهتها، أكدت زوجة الهالك، أنها وقبل يوم من الحادث، كانت أخبرت زوجها بتحرش شقيقه الدائم بها، فثارت ثائرته وتوعد بالانتقام لشرفه، وبعد أن فوجئت به يبادر إلى القيام بإحراق عدد من الملابس بفناء المنزل وهو في حالة هستيرية، بادرت إلى الاستنجاد بالجيران، قبل أن يحضر شقيقه، حيث دخلا في شجار يتعلق بحقيقة التحرش الجنسي بها، وخوفا من تطور الموقف، وبعد أن فض النزاع بين الشقيقين من طرف بعض أقاربهما، بادرت الزوجة إلى مغادرة بين الزوجية، إلى أن تلقت خبر مقتل زوجها.