تنطلق، صباح غد الجمعة، بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط، أشغال الاحتفال بالذكرى المائوية لرحيل الشيخ ماء العينين، تحت شعار "الشيخ ماء العينين ..الرمز الشامخ في ترسيخ وحدة الأمة".احتفاء بمرور مائة عام على وفاة هذا العلامة، الذي وصفه جلالة الملك محمد السادس ب"الرمز الشامخ"، ومنه استلهمت الجهة المنظمة، "منتدى السمارة لحوار الحضارات"، شعار هذه الذكرى، التي تؤرخ لمسار رجل علم ودين وجهاد في سبيل سيادة ووحدة الوطن، من طنجة إلى الكويرة. ويفتتح عباس الجراري، مستشار جلالة الملك، حسب بلاغ ل"منتدى السمارة لحوار الحضارات"، توصلت "المغربية" بنسخة منه، أشغال فعاليات الذكرى المائوية لرحيل مؤسس مدينة السمارة، التي ستتواصل يوم السبت بالرباط، وستختتم بقراءة البيان الختامي و"إعلان السمارة لحوار الحضارات" من العاصمة الرباط، بدل زاوية الشيخ ماء العينين بمدينة السمارة، كما كان مقررا سابقا. وخلال الحفل الافتتاحي للذكرى، سيلقي مسؤولون وشخصيات فكرية وأكاديمية كلمات في الجلسة الافتتاحية، وفي مقدمتهم لطيفة أخرباش، كاتبة الدولة في الشؤون الخارجية والتعاون، وفتح الله ولعلو، رئيس مجلس مدينة الرباط، وعبد الكبير العلوي المدغري، المدير العام لوكالة بيت مال القدس، ومصطفى الكثيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وأحمد العبادي، الأمين العام للرابطة، والشيخ عكرمة صبري، مفتي القدس والديار الفلسطينية، والشيخ يوسف سلامة، النائب الأول لرئيس الهيئة الإسلامية العليا وإمام المسجد الأقصى، وحنا عيسى، مسؤول الشؤون المسيحية في السلطة الوطنية الفلسطينية، وحسن خاطر، الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية، وفرانك ريل، رئيس جامعة سانت لوي في الولاياتالمتحدة، وعدد من الخبراء والباحثين من مختلف الديانات، من أوروبا والعالم العربي وأميركا. وسيقف المشاركون في الندوة، المنظمة بشراكة مع وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية، وبتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، والمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، ووكالة بيت مال القدس، والرابطة المحمدية للعلماء، عند أبرز إبداعات العلامة الشيخ ماء العينين واجتهاداته الدينية والعلمية والأدبية، ودوره التاريخي في تثبيت وحدة وسيادة الأمة، ونشر ثقافة الحوار بين الحضارات والأديان. وتهدف هذه الندوة، حسب بلاغ للجهة المنظمة، إلى إبراز الدور التاريخي والحضاري والعلمي والديني للشيخ ماء العينين، والدفاع عن الارتباط الوثيق بين شيوخ قبائل الصحراء والعرش العلوي، والدفاع عن مغربية الصحراء، ثم رد الاعتبار لمدينة السمارة، بإعلانها عاصمة لحوار الحضارات على صعيد المملكة المغربية، حتى تكون فضاء للحوار الثقافي والروحي والفكري بين ممثلي الأديان والحضارات. وتنقسم أشغال الندوة إلى أربعة محاور رئيسية في مجالات التاريخ، تتناول سيرة الشيخ ماء العينين، رمز مدينة السمارة، التي اتخذها مقرا للجهاد، ومركزا لمكافحة المستعمر الفرنسي والإسباني، وتفاعله مع محيطه المغربي والعربي والإفريقي والإسلامي، وعلاقاته بملوكه وأمرائه وأعيانه وعلمائه، وصلاته بمختلف مكونات المجتمع المغربي. أما المحور العلمي، فيتناول إسهاماته العلمية في مجال التصوف والفقه والأصول والأدب، مع النظر في موقفه من قضايا عصره، مثل "قضايا الوحدة والسيادة والوطن والمرأة والتربية والتعليم واللغة العربية"، في حين، يركز المحور السياسي على الإسهامات الوحدوية للعلامة، ودوره في خدمة ثوابت الأمة وترسيخ البيعة. كما سيتطرق المشاركون، في محور حوار الحضارات، للأبعاد الحضارية لإنشاء زاوية العلامة الشيخ ماء العينين في السمارة، ودورها في نشر ثقافة الحوار. للإشارة، فالشيخ ماء العينين، الذي توفي سنة 1910 ودفن بمدينة تزنيت، ظل لعقود رمزا للمقاومة بالجنوب، إذ ربطته علاقات قوية بملوك المغرب، الذين كان يجدد البيعة لهم باستمرار، وظل، طيلة نصف قرن، يتردد عليهم لتجديد البيعة والتشاور معهم في مختلف القضايا، التي تهم الوطن، وبلغت زياراته لهم أربعة عشرة زيارة، ثمان زيارات جرت في مراكش، وثلاث زيارات بفاس، وزيارتان بمكناس. يذكر أن منتدى السمارة لحوار الحضارات هيئة مدنية مستقلة تعنى بالشأن الثقافي والفكري وحوار الحضارات، أنشئت بهدف التقريب بين الحضارات والثقافات والأديان، ومواجهة أفكار التطرف والانفصال والإرهاب.