أعفت وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي النائب الإقليمي بنيابة مكناس من مهامه، إضافة إلى مسؤولين آخرين.ووجهت إنذارات لبعض الموظفين، إثر تحريات أنجزتها لجنة مركزية، أوفدتها الوزارة للبحث والتقصي، في حادث تسمم 61 تلميذا، ومعلمي داخلية وحارس أمن، الجمعة الماضي، في داخلية الثانوية الإعدادية الزهراوي، بسبب تناولهم وجبة دجاج "فاسدة". وأوضحت وزارة التربية الوطنية أن اللجنة، بعد أن اطمأنت على حالة المصابين، الذين نقلوا إلى مستشفى محمد الخامس بمكناس، وغادروه، بعد تلقيهم العلاجات الضرورية، بحثت في الأسباب، التي أدت إلى التسمم الجماعي، وأعدت تقريرا في الموضوع، يحدد مسؤولية جميع المتدخلين في عملية الإطعام، مقترحة مجموعة من الإجراءات، التي يتعين اتخاذها، لتفادي تكرار مثل هذا الحادث مستقبلا. وأضافت الوزارة في بلاغ لها، توصلت "المغربية"، بنسخة منه، أنه، بناء على خلاصات ونتائج هذا التقرير، اتخذت الوزارة القرارات التأديبية اللازمة في حق المسؤولين الإداريين المخلين بواجباتهم، إن على مستوى الإعدادية، أو على مستوى النيابة، كما قررت القيام بالمتابعات القضائية في حق كل من أخل بالتزاماته في إطار الصفقة الإطار. وحسب مصادر مطلعة، فإنه تقرر إعفاء النائب من مهامه، وإلحاقه بالأكاديمية الجهوية للتعليم، لأن اللجنة وقفت، خلال تحقيقاتها، على أن النائب لم يتخذ أي إجراء لحماية صحة التلاميذ، رغم توصله، خلال أبريل وماي من الموسم الدراسي الماضي، وكذا خلال بداية الموسم الدراسي الحالي، بمراسلات من عدد من مدراء الثانويات الإعدادية بالنيابة، بينهم المؤسسة التي وقع فيها الحادث، تنبهه إلى أن الممون المتعاقد معه يزود المؤسسات بعدد من المواد الفاسدة، وتطالبه باتخاذ الإجراءات اللازمة في حقه. وذكرت المصادر ذاتها أن النائب "لم يكترث للمراسلات، ولم يتخذ الإجراءات اللازمة لحماية صحة التلاميذ، بفسخ العقدة مع الممون المذكور"، مشيرة إلى أن اللجنة وقفت، أيضا، على "عدم قيام النيابة بتوزيع التجهيزات والمعدات، التي توصلت بها النيابة من الوزارة العام الماضي (أغطية، أواني المطبخ، أسرة)، رغم أن التلاميذ في حاجة إليها، وظلت قابعة في رفوف المستودع". وقالت المصادر ذاتها إنه، بناء على تحقيقات اللجنة، وجهت الوزارة إنذارا إلى مسؤولين بالنيابة، وهم المسؤول عن قسم التجهيزات، ورئيس مصلحة الميزانية، ورئيس مصلحة التجهيزات، إضافة إلى إنذار للحارس العام بداخلية الثانوية الإعدادية. وأضافت المصادر نفسها أنه تقرر إعفاء مدير الثانوية الإعدادية ب"صفته المسؤول الأول عن صحة التلاميذ"، وكذا مقتصد الثانوية الإعدادية، لرصد عدد من "التجاوزات في تدبير مرافق الداخلية". وأبرزت المصادر أن تحقيقات الشرطة القضائية في الحادث ما زالت متواصلة، وأن الشرطة العلمية أخذت عينات من الوجبة، التي تناولها التلاميذ، لمعرفة إن كانت هناك نية إجرامية وراء الحادث، إضافة إلى عينات أخرى أخذتها مصلحة زجر الغش، مشيرة إلى أنه، بناء على نتائج التحاليل المخبرية، ستجري متابعة المتسببين في التسمم الجماعي قضائيا.