أصيب حوالي 42 تلميذا يقطنون بداخلية ثانوية إعدادية الزهراوي بمكناس بتسمم غذائي وصف بالحاد، زوال يوم الجمعة الماضي، استدعت نقلهم على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس. وإلى جانب هؤلاء التلاميذ، فإن نفس الوجبة أصابت ثلاثة موظفين وحارس أمن بهذه المؤسسة بالتسمم وتم نقلهم مع التلاميذ إلى المستشفى. وتكونت الوجبة، التي تناولها هؤلاء المصابون، من الدجاج ومرقه المطبوخ بالجزر، بالإضافة إلى مشروبات غازية. وشهد المستشفى الإقليمي حالة استنفار بسبب هذا الحادث. وحضر إلى عين المكان والي جهة مكناس، إلى جانب عدد من المسؤولين الإداريين والأمنيين المحليين. وأجريت فحوصات أولية لهؤلاء التلاميذ، قبل أن تتم عملية توزيعهم على قسم جراحة الأطفال وقسم العظام وقسم جراحة الأعصاب وقسم الجراحة «ب». وقدمت لهم مضادات حيوية قوية ومضادات للسموم والبكتيريا. وقال النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية، في تصريحات صحفية، إن جميع الحالات تماثلت للشفاء ولا تستدعي القلق. وسلمت عينات من المواد الغذائية والماء التي أدت إلى هذا التسمم لمختبر الأوبئة بمندوبية مكناس. كما أرسلت عينات أخرى مع قيء التلاميذ إلى قسم محاربة السموم بالرباط التابع للمعهد الوطني للصحة. وفتحت الشرطة العلمية، بتنسيق مع الشرطة القضائية، تحقيقا في الموضوع. ويتحدر أغلب هؤلاء التلاميذ من عائلات ذات أوضاع اجتماعية هشة ب«نزالة الرداية» و«عين كرمة» و«عين جمعة» و«البريدية» وقرى مولاي إدريس زرهون بضواحي مكناس. وسبق للمؤسسة ذاتها أن عاشت حالة تسمم مشابهة في السنة الماضية بعدما قدمت لهم وجبة تضم «ياغورت» منتهي الصلاحية وبيضا فاسدا. واشتكى التلاميذ للأطقم الطبية التي قدمت لهم العلاجات من تدني وجبات الأكل بهذه المؤسسة التابعة لأكاديمية جهة مكناس، والتي تصل الميزانية السنوية المرصودة لها إلى حوالي 70 مليار سنتيم. وتحدث النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بمكناس عن أن المصابين في حادث التسمم كانوا ضمن 126 تلميذا استفادوا من نفس الوجبة الغدائية بمطعم الداخلية. وأشار إلى أن جميع داخليات مكناس تتلقى تموينا من نفس الممون وتستفيد من نفس المواد الغذائية، إلا أن حالات التسمم سجلت فقط في هذه الثانوية الإعدادية.