اختتمت، مساء أول أمس الأحد، في مدينة سرت الليبية، القمة العربية الإفريقية الثانية باعتماد إستراتيجية شراكة ثنائيةالقادة العرب والأفارقة الذين حضروا قمة سرت (أ ف ب) وبالتأكيد على وحدة أراضي السودان وضرورة تقوية جهود السلام فيه، وإنجاح استفتاء تقرير مصير الجنوب المقرر في يناير المقبل. وأصدرت القمة قرارا بدعم جهود السلام في السودان أكدت فيه على احترام وسيادة واستقلال هذا البلد ووحدة أراضيه، ودعم المساعي الرامية إلى تحقيق السلام في ربوعه، وأكدت ضرورة الالتزام بتنفيذ كافة بنود اتفاقية السلام الشامل. وأعربت القمة في قرارها عن الدعم الكامل لكافة الجهود والمساعي المبذولة لتحقيق السلام في إقليم دارفور غرب السودان، وحثت الحركات المسلحة هناك على الانضمام الفوري إلى المفاوضات الجارية في العاصمة القطرية الدوحة. كما أقرت القمة خطة خمسية لمشروع عمل مشترك بين العرب والأفارقة، واتفق المشاركون فيها على إنشاء صندوق إفريقي عربي مشترك للحد من آثار الكوارث، التي تتعرض لها الدول العربية والأفريقية. وتداولت القمة في عدد من القضايا، التي تهم الجانبين العربي والإفريقي، وخاصة في الجوانب المتعلقة بموارد المياه والطاقة والبنية التحتية والتجارة والأمن العام والأمن الغذائي والزراعة ومحاربة ما يسمى "الإرهاب" والتنسيق في الشؤون الدولية. وتدعو هذه الإستراتيجية المجتمع الدولي ومجموعة الثمانية إلى الوفاء بتعهداتها بشأن الإصلاح المالي والنقدي العالمي وتحسين شروط التجارة الدولية وتخفيف عبء المديونية. وفي افتتاح القمة التي شارك فيها ستون زعيما عربيا وإفريقيا، دعا الرئيس المصري حسني مبارك -رئيس القمة السابقة- إلى وضع أسس الشراكة بين أفريقيا والعالم العربي في مسارها الصحيح. ثم سلم مبارك رئاسة القمة إلى الزعيم الليبي معمر القذافي الذي دعا في كلمته أمام القمة القادة العرب والأفارقة إلى تنظيم قمم دورية تعقد كل ثلاث سنوات، واعتذر عما أسماها "ممارسات الرق المخجلة، التي أقدم عليها بعض الأثرياء العرب بحق الأفارقة". وتحدث في الجلسة رئيس الغابون علي بونغو نيابة عن رئيس الاتحاد الإفريقي، حيث شدد على وجوب كتابة وثيقة جديدة للتعاون العربي الإفريقي. ودعا بونغو إلى جهود ملموسة من أجل خلق شراكة أكبر بين العرب والأفارقة، معلنا عن تضامن القارة بكاملها مع القضية الفلسطينية. من جانبه، دعا رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي جان بينغ في كلمته، الدول العربية الغنية إلى الاستثمار في القارة السمراء، وبالتالي المساهمة في إخراجها من "التهميش الاقتصادي" الذي تعاني منه، معتبرا أن التجاور الجغرافي بين الدول الإفريقية والعربية يمثل "فرصة أكيدة".