كشفت مصادر من شغيلة التعليم بالدارالبيضاء أن حدة الاكتظاظ بعدد من المؤسسات العمومية حالت دون استقبال التلاميذ الجدد الملتحقين بها(سوري) بعد استكمال المستوى الابتدائي والإعدادي بالتعليم الخاص، وبلغ عدد المسجلين في بعض الثانويات بالمدينة، 60 فردا في القسم، على مستوى الجدع المشترك علوم، في الأسبوع الأول من الدراسة، غير أنه انخفض تدريجيا، بسبب المغادرة، إلى أن وصل 46 تلميذ في القسم الواحد، في نهاية شهر شتنبر الجاري. أوضحت مصادر تعليمية أن بعض المؤسسات بالدارالبيضاء، لا يمكنها، بسبب صغر مساحتها ومحدودية حجراتها، استقبال الموجهين إليها من التعليم الخاص، مشيرة إلى ضرورة إحداث بنايات جديدة، لامتصاص عدد المتدرسين، خاصة على صعيد نيابة الحي الحسني، حيث مازالت الأحياء مؤهلة للتوسع العمراني. وقالت رقية، أم تلميذ بالدارالبيضاء، ل"المغربية"، أنها ترددت على إحدى الثانويات بعين الحي المحمدي مدة 15 يوما، بحثا عن مقعد شاغر لابنها، الذي كان يتابع دراسته بخريبكة، والتحق بأسرته، التي استقرت بالدارالبيضاء أواسط السنة الماضية، مشيرة إلى أن مدير المؤسسة طلب منها الانتظار، ليتمكن من وضع اللوائح النهائية، معللا ضرورة انتظارها بالضغط المسجل بمؤسسته في بداية الموسم الدراسي، خاصة على مستوى الجدع المشترك العلمي. والمشكل نفسه عناه ولي أمر أحد التلاميذ، الذي تردد على إحدى الثانويات بعين السبع، ما يزيد عن أسبوعين وطلب منه مسؤول إداري الانتظار إلى غاية نهاية الشهر الجاري، للنظر في طلبه، وقال ل"المغربية" إن الثانوية التي وجه إليها ابنه بعيدة عن منزله، ويحتاج لأزيد من ساعة للالتحاق بها، ما يفيد استحالة عودته للمنزل عند نهاية الفترة الصباحية. وتحدث مصدر من إدارة المؤسسة نفسها عن ارتفاع عدد التلاميذ هذه السنة في مستوى الجدع المشترك علمي إلى 60 تلميذ في القسم الواحد، وهذا العدد مرشح للانخفاض، في نهاية الشهر الجاري، لأنه لا يمكن الحديث عن لوائح قارة إلا بعد مرور حوالي شهر على بداية الدراسة. وبدوره، أكد مسؤول من ثانوية بن العوام، بعين السبع، في توضيح ل"المغربية"، أنه لا يمكن الحديث عن الاكتظاظ بالنسبة للمؤسسة، لأن الظاهرة تسجل في بداية السنة فقط، ويجري التغلب عليها، بسبب المغادرة والتوجه إلى مؤسسات تعليمية أخرى. وذكر المصدر نفسه أن ارتفاع عدد الموجهين عبر الإدماج من النيابة يعرقل عملية التسجيل في بداية الموسم الدراسي، إذ يحتاج الراغبون في الالتحاق من مؤسسات خارج النيابة الانتظار وضع اللوائح النهائية لمعرفة المقاعد الشاغرة. وتساءل المصدر نفسه عن سبب تراجع التسجيل بالتعليم الخاص هذه السنة، خاصة في الأقسام الثانوية، لأن العدد المرتفع الموجه من مؤسسات التعليم الخاص إلى مؤسسات التعليم العمومي ساهم في تفاقم اكتظاظ الأقسام في بعض الثانويات، خاصة في النيابات التي تقل فيها المؤسسات الحرة. وتشير إحصائيات خاصة بثانوية بن العوام بعين السبع بالدارالبيضاء إلى أن عدد المسجلين في 16 شتنبر بلغ 1902 تلميذ ليتراجع يوم 18 من الشهر نفسه إلى 1883 تلميذ، والعدد مرشح للانخفاض، حسب مصدر من المؤسسة نفسها. عزوف عن الإسبانية والألماني وعاينت "المغربية" خلال زيارتها للمؤسسة نفسها، عزوف التلاميذ وأوليائهم عن التسجيل بالأقسام، التي تُدرس بها الإسبانية أو الألمانية كلغة أجنبية ثانية، إذ اقترح عدد من الآباء البحث عن مؤسسات تعليمية أخرى لتدريس أبنائهملغة "شكسبير"، لأنهم يرونها أكثر تداولا بين دول العالم. وأفاد مسؤول إداري من الثانوية الإعدادية أنس ابن مالك، التابعة لنيابة الحي الحسني بالدارالبيضاء، في تصريح ل"المغربية" أن المؤسسة استنفدت طاقتها القصوى هذه السنة، ويستحيل استقبال تلاميذ جددا، لأنه بالكاد جرى التغلب على عدد المسجلين الجدد عبر إحداث ثلاثة أقسام، مشيرا إلى أن عدد الأقسام ارتفعت هذه السنة إلى 15 قسما، مقابل 12 قسم في السنة الماضية. وأضاف المصدر نفسه، أن مشكل الاكتظاظ هو السمة، الذي أصبح يميز التعليم العمومي، خاصة بالأحياء الهامشية والشعبية، حيث ترتفع الكثافة السكانية وتسجل مداخل محدودة للأسر، خلاف ما يجري في الأحياء الراقية، كما هو الشأن بالنسبة لنيابة أنفا، التي أغلقت بعض مؤسساتها بسبب قلة التلاميذ المتمدرسين بها. واعتبر مسؤول بنيابة التعليم ابن امسيك سيدي عثمان بالدارالبيضاء الاكتظاظ مشكل التعليم على الصعيد الوطني، وتجري معالجته حسب طاقات كل مؤسسة تعليمية، مشيرا إلى أن نسبة الاكتظاظ بالجدوع المشتركة بلغت 95 في المائة، حسب الحصيلة المسجلة يوم 20 شتنبر الجاري. وأوضح المصدر أيضا أن الضغط المسجل ببعض المؤسسات التعليمية التابعة لابن امسيك، يظل قائما في بعض الحالات، في ضعف المؤسسات التعليمية، التي تساهم في التقليص من الظاهرة. وإذا كان التعليم الابتدائي غير معني بالاكتظاظ، بحيث أن عدد التلاميذ تراوح بين 30 و31 في القسم الواحد، فالظاهرة سجلت 10 في المائة من الأقسام التي تجاوز عدد تلاميذها 45 وبلغ 95 في المائة بالنسبة للتعليم الثانوي، خاصة الجدوع المشتركة العلمية، التي بلغ عدد تلاميذها 41 وأكثر.