اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عددا من المواطنين الفلسطينيين، خلال اقتحامها، فجر أمس الأربعاء، لبلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى. مظاهرة لشباب فلسطينيين ضد القمع الإسرائيلي (أ ف ب) ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن شهود عيان قولهم إن قوات الاحتلال اقتحمت الحارة الوسطى بالبلدة، وشنت حملات مداهمة واسعة لمنازل المواطنين الفلسطينيين، اعتقلت خلالها عددا من الفتيان والشباب. وأوضحت المصدر ذاته أن هذه الحملة، التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، كانت من بيت إلى بيت، حيث جرى ترويع النساء والأطفال، وتحطيم النوافذ والأبواب والاعتداء على أهالي المعتقلين. كما شنت قوات الاحتلال حملات مداهمة لمنازل المواطنين في أحياء أخرى من بلدة سلوان، خاصة في حيي البستان ووادي حلوة ومنطقة عين اللوزة، واعتقلت خلالها عددا من الفتيان والشباب. من جهتها، عقدت الاحتلال حكومة الإسرائيلية اجتماعا، صباح أمس الأربعاء، فيما أبقى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، على الغموض بخصوص احتمال إعلان تجميد جديد للاستيطان في الضفة الغربية قبل يومين من اجتماع لجنة المتابعة العربية، التي ستبحث عملية السلام. واكتفى مسؤول حكومي كبير بالقول، لوكالة فرانس برس "إنه اجتماع روتيني للحكومة الأمنية". وحسب الإذاعات، فإن هذه الحكومة التي تضم نصف الوزراء الثلاثين، لن تتطرق إلى موضوع الاستيطان. وملف الاستيطان، الذي يعرقل مفاوضات السلام المباشرة الإسرائيلية-الفلسطينية التي انطلقت في مطلع سبتمبر سيبحث خلال اجتماع لجنة المتابعة العربية المرتقب في سرت (ليبيا) نهاية الأسبوع. ويطالب الفلسطينيون بوقف كامل للاستيطان، الذي استؤنف في الضفة الغربية في نهاية سبتمبر الماضي، بعد تجميد جزئي استمر عشرة أشهر تحت طائلة انسحابهم من المفاوضات. وطالب عدة وزراء إسرائيليين بينهم العمالي إسحاق هرتزوغ، بإجراء نقاش داخل الحكومة الأمنية حول مسألة تجميد جديد للاستيطان وضمانات أميركية ترافقه، حسب ما ذكرت وسائل الإعلام، لكن حتى الآن يلزم نتانياهو الصمت حيال نواياه. وحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن واشنطن قد تكون وعدت بتزويد إسرائيل بأسلحة متطورة ومنع أي محاولة لبحث إعلان دولة فلسطينية في الأممالمتحدة ودعم وجود عسكري إسرائيلي في غور الأردن لفترة محدودة، بعد قيام الدولة الفلسطينية الموعودة، مقابل تمديد جديد لمدة ستين يوما. لكن البيت الأبيض نفى الخميس تقديم مثل هذا الاقتراح. من جهته، يأمل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، أن يجمع في باريس في 21 أكتوبر الجاري، رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتانياهو، والرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ووزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، كما أفاد رئيس المجلس الممثل للمؤسسات اليهودية في فرنسا، ريشار براسكييه، أول أمس الثلاثاء. وقال براسكييه إثر لقائه الرئيس الفرنسي "قال لي الرئيس إنه سيبذل كل ما في وسعه لكي تتقدم المفاوضات. اعتقد أن هناك شيئا مرتقبا في أكتوبر، في 21 في باريس بين رئيس وزراء إسرائيل ومحمود عباس وكلينتون". وأضاف للصحافيين "لا يسعني أن أقول إن الأمر مؤكد، لكن لنقل إنه احتمال كبير". ورفضت الرئاسة الفرنسية التعليق على هذه التصريحات. وكان ساركوزي أعلن، الأسبوع الماضي، إثر غداء عمل مع الرئيس الفلسطيني أن عباس ونتانياهو والرئيس المصري حسني، مبارك سيأتون إلى باريس للتحضير لقمة الاتحاد من اجل المتوسط التي ستعقد في نهاية نوفمبر المقبل، في برشلونة. وخلال مؤتمر صحفي، قال ساركوزي إن الطريقة، التي تستخدمها الولاياتالمتحدة لإجراء المفاوضات، منذ عشر سنوات، فشلت وطالب بدور أوروبي أكبر. وتتعثر المفاوضات، بسبب رفض إسرائيل وقف الاستيطان في الضفة الغربيةالمحتلة كما يطالب الفلسطينيون. وكانت المفاوضات المباشرة بدأت في الثاني من سبتمبر الماضي، في واشنطن برعاية أميركية.