أكد منظمو الدورة الثالثة لمعرض الفرس بالجديدة، التي ستحتضن فعالياتها حلبة سباق الأميرة للا مليكة، من 19 إلى 24 أكتوبر المقبل، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادسمن اليمين إلى اليسار: محمد الكوهن، وحميد بنعزو، وموحى المرغي، والحبيب مرزاق، وعمر الصقلي أثناء تقديمه برنامج المعرض بالدارالبيضاء (خاص) انهم سيخصصون فضاء واسعا للأنشطة، التي ستتمركز بسبعة قرى من بينها قرية الفنون والثقافة، وقرية الحرفيين، وقرية المربين. وأوضح المنظمون في ندوة صحفية، احتضنتها أخيرا مدينة الدارالبيضاء، لتقديم برنامج هذه الدورة، التي ستنظم تحت شعار "الفرس البربري بالمغرب وعلى المستوى الدولي "، أن الهدف من هذه التظاهرة، التي تحتضنها مدينة الجديدة، المشهورة بموسمها الوطني الذائع الصيت "مولاي عبد الله أمغار"، الذي ينظم سنويا بمشاركة أزيد من 1400 فارس من مختلف ربوع المملكة، الاحتفال والحفاظ على التراث الغني في مجال الفروسية على الصعيد الإقليمي والوطني، كما يسعى إلى تعزيز مكانة المغرب في قائمة الدول، التي تعطي أهمية كبرى لعالم الفروسية. وأضافوا أن هذه الدورة، التي تنظمها "جمعية معرض الفرس"، التي يترأسها صاحب السمو الأمير مولاي عبد الله العلوي، أن فرنسا ستكون ضيف شرف هذه الدورة، التي ستعرف لأول مرة، مشاركة فرسان الحرس الجمهوري الفرنسي، إضافة إلى مشاركة عدد من البلدان الأوروبية والعربية، منها البرتغال، والسعودية، وقطر، وتونس، وبلجيكا، وهنغاريا، ما سيمنح هذه التظاهرة بعدا دوليا، سيمكنها من نسج مزيج ثقافي، من خلال توفير فضاءات متكاملة قسمها المنظمون إلى 7 قرى تشمل (قرية مؤسساتية، وقرية عالمية، وقرية المساندين، قرية الحرفيين، قرية الفنون والثقافة، قرية المربين والقرية التجارية). وفي هذا السياق، أوضح حميد بنعزو، الكاتب العام للمهرجان، أن المعرض سيشكل فضاء للقاء بين كل الشركاء والفاعلين في مجال تربية الخيول، بهدف تشجيع وتنمية الإنتاج في قطاع يعتبر من أهم الثروات الوطنية، موضحا أن هذه التظاهرة تسعى إلى تعميق الاهتمام بتقاليد الفروسية وموروثات وثروات الفرس، المرتبطة بالهوية الثقافية المغربية. وتوقع بنعزو أن تستقطب فعاليات الدورة الثالثة أزيد من 300 ألف زائر، خصوصا بعد النجاح الباهر، الذي حققه المعرض، منذ دورته الأولى، التي نظمت سنة 2008، واستقطبت أزيد من 100 ألف زائر، استطاع أن يصل في دورة 2009 إلى 200 ألف زائر، من خلال تقديم برنامج غني ومتنوع، جعل المعرض يفرض نفسه كواحد من أهم معارض الخيل الأكثر تشويقا على الصعيد الوطني والدولي. وفي السياق نفسه، أبرز الحبيب مرزاق، مندوب المعرض، أن الدورة الثالثة، ستتميز بتقديم برنامج غني ومتنوع، يتشكل من عروض التبوريدة الوطنية، التي ستقدمها 16 سربة تمثل مختلف جهات المملكة، وندوات ثقافية وعلمية ومعارض ومسابقات للقفز على الحواجز، ومسابقات تربية الخيول بأنواعها. من جهته، قال موحى مرغي، الكاتب العام لوزارة الفلاحة والصيد البحري، إن هذه التظاهرة، التي تزداد أهميتها من دورة لأخرى، ستنفتح أكثر على المحيط الدولي بهدف ضمان تبادل التجارب والمعارف في أفق تطوير تربية الخيول بالمغرب، إذ سيشكل هذا المعرض مناسبة للقاءات والتبادل، بحضور مجموعة من المؤسسات وممثلين جهويين ومهنيين، بهدف الاحتفال والحفاظ على التراث الغني في مجال الفروسية على الصعيد الوطني والدولي، فضلا عن تطوير الجانب الاجتماعي والاقتصادي للمنطقة، التي تزخر بثروات تاريخية وثقافية وزراعية وصناعية مهمة، مشيرا إلى أن الدورة الحالية ستستضيف 80 عارضا وأزيد من 700 من الخيول من مختلف الأنواع (البربريِ، والعربي البربري، والعربي الأصيل، والعربى الإنجليزي... ). وحسب الدكتور محمد الكوهن، رئيس قسم مرابط الخيل الوطنية بالمغرب والرئيس السابق للمنظمة العالمية للخيول البربرية، فإن المغرب، الذي تحتل فيه الخيل مكانة ثقافية وحضارية واقتصادية مهمة، يتوفر على عدة سلالات من أهمها، البربري والعربي البربري. ويتوفر المغرب، الذي يعد مسقط رأس الحصان البربري الأصيل بامتياز، على 50 في المائة من إجمالي الخيول البربرية الموجودة بالمغرب العربي، حسب الكوهن، الذي أكد أن المغرب، المرخص له بإحصاء وتسجيل الخيول المطابقة للمواصفات الخاصة بالفرس البربري، من طرف المنظمة العالمية للحصان البربري، يتوفر على قطيع مهم يتكون من حوالي 260 ألفا من الجياد. وطبقا للأرقام الرسمية فإن عدد رؤوس الخيول بالمغرب، عرف تناقصا ملحوظا، فمن 450 ألف رأس سنة 1950، و300 ألف رأس سنة 1980، أصبح المغرب لا يتوفر إلا على 260 ألف رأس، ما جعل الجهات المعنية، سواء الحكومية أو شبه الحكومية أو المربين، يتمسكون بتنظيم مثل هذه المعارض، التي ترمي إلى إعادة الاعتبار لهذا الرمز الثقافي الأصيل، وتشجيع إنتاج الخيول عموما، والحصان البربري والعربي البربري خصوصا.