أشرف أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمس الخميس بالمحمدية، على تدشين مقر مؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف، كما زار جلالته مطبعة فضالة بعد إصلاحها وإعادة تجهيزها، وهي المشاريع التي تطلبت تعبئة استثمارات مالية تناهز87 مليونا و700 ألف درهم. وبعد قطع الشريط الرمزي وإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية، قام أمير المؤمنين بجولة عبر مختلف مرافق المؤسسة، التي أحدثت تنفيذا للأوامر الملكية السامية (الظهير الشريف رقم1 /09 /198 الصادرفي 8 ربيع الأول1431 موافق 23 فبراير2010، وتضطلع حصرا بمهمة العناية بكتاب الله عز وجل تسجيلا وطبعا ونشرا وتوزيعا، مع كل ما يقتضيه ذلك من سهر على ضمان استمرار ضبطه ورسمه وقراءته بكامل الدقة والأمانة. كما أسند لمؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف اختصاص منح الترخيص بطبع وتوزيع المصاحف الشريفة الرائجة داخل المملكة صونا لها من كل خطإ أو تحريف. ويتكون الهيكل الإداري للمؤسسة من "مجلس إدارة" يختص، أساسا، بتحديد توجهاتها العامة، واعتماد القرارات الضرورية لتنفيذها والمصادقة على برنامج عملها السنوي، و"هيئة علمية" تتمثل اختصاصاتها، على الخصوص، في الإشراف، من الوجهة العلمية والفنية، على إنجاز العمليات المتعلقة بنسخ المصحف الشريف وطبعه وتسجيله على مختلف الدعائم المتعددة الوسائط. وتجسد مؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف، مظهرا آخر من مظاهر العناية الموصولة التي يحيط بها أمير المؤمنين كتاب الله عز وجل سيرا على نهج أسلافه المنعمين. ويعزز هذا الصرح الديني المهم الرصيد الزاخر بالمنجزات والمبادرات الرائدة والأصيلة، التي شملت الحقل الديني في عهد جلالة الملك، كما يعكس الرعاية والتكريم اللذين يخص بهما أمير المؤمنين أهل القرآن وحفظته، والتي من تجلياتها الواضحة الاهتمام بتحفيظ القرآن الكريم للناشئة بالكتاتيب القرآنية، وتدريسه في المدارس والمعاهد، وقراءته في بيوت الله، ونسخه وطباعته وتوزيعه في مختلف الأمصار، وكذا إحداث العديد من الجوائز، منها جائزتا محمد السادس الوطنية والدولية في حفظ القرآن الكريم وترتيله وتجويده، وجائزة محمد السادس لأهل القرآن، وجائزة محمد السادس للكتاتيب القرآنية). وإلى جانب بناء المقر، وحتى تنهض هذه المؤسسة بمهامها الجليلة جرى إصلاح ورشة ومكاتب المطبعة التابعة لها وتجهيزها بأحدث آلات الطباعة وصناعة الكتب. وتبلغ الطاقة الإنتاجية للمطبعة، التي قام أمير المؤمنين بزيارتها، مليون نسخة من المصحف المحمدي الشريف سنويا، ستوزع على مساجد المملكة، كما سترسل نسخ منه، بالقدر الكافي، إلى مساجد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، ومساجد الدول التي تعتمد رواية ورش، لاسيما الدول الإفريقية. وتعد مطبعة فضالة، التي تأسست سنة 1949، من أقدم المطابع العصرية بالمغرب وأضحت في بداية الستينيات مؤسسة وطنية خالصة، بعد أن اقتنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية مجموع أسهمها لفائدة الأوقاف. وتشمل التجهيزات المطبعية المقتناة لطباعة المصحف الشريف، ثلاث آلات للطباعة، وآلات للقطع، وأخرى للتلصيق والخياطة، وآلات لصنع وتذهيب الغلاف، وآلة لتذهيب حاشية المصحف، وسلسلة أوتوماتيكية لصناعة الكتاب.