لقي ما لا يقل عن 59 شخصاً مصرعهم وأصيب أكثر من 108 أشخاص بجروح، أمس الثلاثاء، عندما قام انتحاري بتفجير نفسه وسط بغداد.وأشارت مصادر أمنية عراقية إلى أن الانتحاري فجر حزامه الناسف وسط أفراد كانوا يصطفون أمام مركز تابع للجيش العراقي للاستقطاب والتجنيد. وأوضحت المصادر أن الانفجار وقع في منطقة باب المعظم التجارية وسط العاصمة العراقية. ويأتي هذا الهجوم مع قرب انسحاب الدعم الأمريكي العسكري، وبعد أيام قليلة على سقوط العشرات بين قتيل وجريح جراء هجمات مختلفة نفذها مسلحون في أنحاء العراق. كما أعلنت مصادر أمنية عراقية عن إصابة أربعة قضاة بينهم رئيس محكمة التمييز في العراق، في انفجارين ببغداد وبعقوبة. وأوضحت المصادر أن رئيس محكمة تمييز العراق القاضي، كمال جابر بندر، أصيب بجروح إثر انفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارته في حي اليرموك (غرب) أثناء توجهه إلى عمله. وأسفر الانفجار كذلك عن إصابة سائقه، ونقلا إلى المستشفى. من جهة أخرى، أعلنت قيادة عمليات ديالى إصابة ثلاثة قضاة بجروح اثر انفجار عبوة ناسفة في منطقة بلدروز (شرق بعقوبة). وأفاد مصدر في القيادة أن القاضي ياسر التميمي قاضي محكمة الجنايات والقاضيين رافد إبراهمي وكامل الخزرجي، اللذين يعملان في قسم الأحوال الشخصية، أصيبا بجروح اثر انفجار عبوة ناسفة على سيارتهم في منطقة بلدروز أثناء توجههم إلى محكمة بعقوبة حيث يعملون. وأكد المصدر أن القضاة بحالة حرجة بسبب سقوط عمود كهرباء على سيارتهم اثر الانفجار. وتأتي هذه العمليات، وسط توتر سياسي متزايد بين "القائمة العراقية،" بقيادة رئيس الوزراء السابق، أياد علاوي، وكتلة "دولة القانون" التي يرأسها رئيس الوزراء الحالي، نوري المالكي، حيث أشارت "العراقية" إلى قطع المفاوضات بين الطرفين، التي كانت ترمي إلى البحث في تشكيل الحكومة الجديدة المتعثرة منذ مارس الماضي. وأعادت قائمة "العراقية" أسباب الخلاف مع المالكي إلى تصريحات أدلى بها أخيراً، وحملت صبغة طائفية للقائمة "العراقية". وقالت ميسون الدملوجي، الناطقة باسم "العراقية" لCNN إن القائمة علقت المفاوضات بعد أن وصفها المالكي بأنها "كتلة سنية"، وأكدت الدملوجي أن القائمة ترفض إضفاء أوصاف طائفية عليها، خاصة أنها تعمل ببرنامج وطني، داعية المالكي إلى الاعتذار. هذا وتأتي هذه الهجمات في وقت تثار فيه تساؤلات بشأن قدرة قوات الأمن العراقية على تولي المهام الأمنية، فيما فشل السياسيون في تشكيل حكومة بعد مرور أكثر من 5 أشهر على الانتخابات العامة. كما تطرقت القائمة إلى مواقف جاءت على لسان القيادي في دولة القانون، خالد الأسدي، الذي نسب إليه الحديث عن نية أمريكية لإبقاء المالكي على رأس الحكومة للفترة المقبلة، فقال الشيخ عدنان الدنبوس القيادي في العراقية، إن حكومة الشراكة الوطنية المقبلة "يجب أن تنبع عن إرادة وطنية خالصة، وأن يكون كل أطرافها شركاء في عملية صناعة القرار، بعيداً عن سياسة التمحور أو الجهوية أو الإقصاء والتهميش". ووصف الدنبوس تصريح الأسدي بأنه "خطير"، وعبر عن "استغرابه الشديد من توسم الأسدي بالإرادة الأمريكية لإبقاء المالكي دورة أخرى، مضيفاً أن العراقية لم تسمع بمثل هذه الإملاءات من الجانب الأمريكي، وأن الولاياتالمتحدة التي تنوي سحب قواتها في نهاية الشهر الحالي ليست أكثر حرصاً على مستقبل العراق من أبنائه". وطالب الدنبوس كتلة دولة القانون ب"الاعتراف بما أفرزته نتائج الانتخابات، وممارسة التداول السلمي للسلطة بشكل حضاري، وعدم الاتكاء على إرادات خارجية وأجندات أجنبية لا تصب في مصلحة مستقبل العملية السياسية في العراق".