هو خريج المعهد الوطني للموسيقى، بالرباط، يدرس حاليا في المعهد الموسيقي بالقنيطرة، التابع لوزارة الثقافة، يعد من بين مؤسسي مجموعة "تريو أكروش دور" الموسيقية، التي اشتهرت بالعديد من المقطوعات، التي تمزج بين الموسيقى المغربية والإيقاعات الأجنبية.تضم المجموعة إلى جانب جواد كلا من كوثر العيداوي، عازفة الكمان، ورشيد اعكاوي، عازف الهجهوج. في هذا اللقاء مع "المغربية"، يتحدث جواد العيداوي عن رأيه في الموسيقى المغربية، وتجربته مع مجموعة شبابية مغربية. كيف راودتك فكرة الولوج إلى عالم الموسيقى؟ اتخذت آلة البيانو كوسيلة لإيصال جميع الرسائل التي أحملها بداخلي، من ألم وفرح وحب، فمثلما يستعمل الفنان صوته للتعبير عن مكنوناته، أستعمل أنا أصابعي لإبلاغ كل ما أريد قوله دون كلمات، أتعاون مع شقيقتي كوثر، عازفة الكمان، وصديقي رشيد، الذي التقيت به في جولة فنية مع الفنانة سعيدة فكري، وكونا نحن الثلاثة ما أطلقنا عليه اسم "لاكروش دور". وتمتاز موسيقانا بكونها صامتة، وهو اللون، الذي أجد فيه راحتي، وأعشقه، علما أنه من المنتظر أن نصدر أعمالا جديدة بموسيقى وكلمات أغان مؤداة من طرف فرقة كورال. كيف تقيم هذا اللون الموسيقي في المغرب؟ هو أول تجربة لمشروعنا الفني ولفرقتنا "لاكروش دور"، وأتمنى لهذه التجربة النجاح، خاصة أننا نحن الثلاثة أعضاء الفرقة، متفائلون جدا بالمبادرة. هل شاركتم في بعض المهرجانات أو خضتم بعض الجولات الفنية؟ شاركنا في بعض الحفلات الفنية، ونحضر لألبومنا الأول، ومن خلاله سنقوم بجولة فنية في المغرب، التي سأحاول من خلالها أن أنشر ثقافة الموسيقى التجريبية. وماذا عن مشاركتكم في برامج منوعات أو سهرات تلفزيونية؟ لحد الآن، مازلنا لم نقم بهذه الخطوة، خاصة أننا ننكب الآن على تحضير جديدنا الفني، وتنظيم مثل هذه اللقاءات التلفزيونية يحتاج إلى مدير أعمال، وهي الخطوة المقبلة، التي نفكر فيها. وفي المقابل، ألفنا موسيقى بعض البرامج التلفزيونية، خاصة في القناة الأمازيغية، علما أن الموسيقى التصويرية في المغرب لم تأخذ حقها بعد، وتعاني تهميشا كبيرا، في حين أنها تشكل العامل المهم لنجاح أي فيلم سينمائي أو عمل درامي. وأتمنى ولوج هذا المجال من بابه الواسع، لأساهم ولو بالقليل في نشر ثقافة الموسيقى التصويرية والتحسيس بأهميتها. ألا تفكر في خوض جولة فنية خارج المغرب؟ إن شاء الله، ولم لا، لكنني أنتظر إقامة جولة فنية في مختلف المدن المغربية، لاختبار مدى تجاوب الجمهور المغربي مع الموسيقى التي نقدمها، لتأتي في مرحلة مقبلة خطوة الجولة الفنية خارج المغرب. هل تلقيتم دعما ماديا يسهل عليكم عملية إصدار الألبوم؟ للأسف لا، فإنتاج ألبوم بموسيقى جديدة، تصدر لأول مرة في المغرب، يعد مغامرة لا تستطيع أي شركة إنتاجها، خاصة أنها لا تجهل نجاح الألبوم من فشله، لذلك كان التمويل شخصيا، إيمانا منا بضرورة التضحية في بداية أي مشروع نرغب في تحقيقه. لماذا غامرتم بدخول تجربة غير محسوبة النتائج، أتهدفون للانفراد؟ لا، فقد كان حلمي منذ الصغر، أن أكون عازف بيانو ماهر، وفكرت في التخصص في الموسيقى التجريبية، ربما لأنه من الصعب أن تجذب الجمهور للموسيقى دون غناء. ما هي الإيقاعات التي تعزفونها؟ إيقاعات مغربية صرفة، وأعتمد في ألحاني على أحاسيسي. وما هي المواضيع التي تناقشونها في موسيقاكم؟ هناك قطع تتحدث عن معاناة شجرة الأركان، ونسيم الصحراء. ما هو تقييمك للموسيقى الشبابية في المغرب؟ أنا أحترم جميع الأذواق، خاصة الشبابية، لكن ما يؤرقني هو عدم إتاحة فرصة الانتشار الجماهيري لبعض الشباب الدارس للموسيقى، في الوقت الذي يبرز فيه نجوم آخرون لم يتخصصوا في الموسيقى، لماذا لا تجتمع الموهبة رفقة الدراسة، في إطار من التعاون، لإعطاء بعد جديد للأغاني الشبابية. بما أن اللون الموسيقي، الذي تقدمونه، جديد على الساحة، ألم تفكروا في تنظيم دورات تكوينية للتعريف به؟ فكرنا في هذا الأمر، لكن لا يمكن تحقيقه إلا بعد نجاح التجربة أصلا، فعندما نكتسب ثقة الجمهور، سنحاول تنظيم دورات تكوينية، ليستفيد الراغبون في معرفة تفاصيل هذا اللون الغنائي. كلمة أخيرة للجمهور؟ أريد فقط القول إن الساحة الفنية واسعة، ولدينا معاهد ودور شباب، كما أن هناك إمكانيات، رغم وجود عراقيل كبيرة، وكل ما أطلبه من جيل الشباب هو أن يتحلى بالصبر، ويتحمل العراقيل، وحتما سيصل في النهاية إلى النجاح. لنؤكد للعالم بأن الفن في المغرب غني جدا، سواء من خلال ألوانه الغنائية، أو الشباب المليء بالموهبة والقدرة على الإبداع.