في الأمسية التي أحياها عازف العود العراقي سعد محمود جواد في قاعة قصر الريسوني التاريخي، التي أصبحت تسمى قصر الثقافة، حضر العود العراقي بكامل طقوسه وأجوائه وبالنغمة الحزينة في داخله، تلك النغمة التي تختزل الجرح العراقي المقيم في الذاكرة والوجدان من عهد البابليين إلى الآن. وأمام جمهور متنوع من مغاربة وعرب وأجانب من ضيوف المهرجان قدم العازف العراقي سعد محمود جواد كونشيرطو على العود. وقد بدأت الأمسية الموسيقية بعزف «ذكريات» وهي مقطوعة موسيقية مهداة إلى شارع الرشيد في بغداد، والذي قال عنه العازف إنه ألهمه الموسيقى والقراءة والحياة، وتميزت مقطوعته الموسيقية بسرد موسيقي ينقل الفضاءات الأسطورية لهذا الشارع الذي سارت فيه المظاهرات والانتفاضات، واحتضن الشجن العراقي قبل أن يتحول إلى مركز من مراكز الاحتلال الأمريكي. كما قدم بشكل بديع موسيقى أغنية «أعطني الناي وغن» للسيدة فيروز، في طريقة عزف خاصة تعكس التصور الجديد لهذه الأغنية الفارهة لفيروز، وتحول معها العود إلى جزء من الجسد. كما أعاد عزف التأليف الموسيقي للموسيقار الكبير العراقي الشريف محيي الدين حيدر، وهي مقطوعة موسيقية من أصعب التآليف الموسيقية التي كتبت خصيصا لآلة العود. وقدم في الأمسية أيضا أغنية «سكنت القلب» وأهداها إلى حبيبته بغداد، وهي على مقام النامي العراقي الحزين، وقال إن بغداد ستبقى شامخة وعالية على مر العصور مهما كان كيد الكائدين، ومهما حاولت أمريكا أن تطمس الهوية العراقية، وقدم في نفس الأمسية أغنية ناظم الغزالي «طالعة من بيت أبوها» وقدمها بدون الاعتماد على ريشة العزف، وقدم بعد ذلك أغنية لرودريغيز على آلة العود، وأغنية «حلم الطفولة». وحلق الجمهور في السماء الحالمة لهذا العازف الكبير الذي يذكر بقامات شامخة من أمثال ناظم الغزالي ونصير شمة، وعدد من عازفي العود العراقيين الكبار. والفنان سعد محمود جواد عراقي الجنسية، عمره 30 سنة، ولد ونشأ في العراق، وهو خريّج معهد الدراسات الموسيقية بدرجة امتياز سنة 1997. قام بتدريس آلة العود في معهد الدراسات الموسيقية وهو طالب في السنة الثالثة بتكليف من مدير المعهد سنة 1993، وأصبح مدرس آلة العود وقائد فرقة معهد الفنون الجميلة ومدرس آلة العود في معهد الدراسات الموسيقية سنة 1998. وأصبح قائد فرقة مدرسة دار السلام سنة2001. وأصبح مدرس آلة العود في معهد البحرين للموسيقى ومدرب فرقة أشبال وفرسان العود التابعة للمعهد سنة 2002 وقد مثل العراق في مهرجان الرباط الخامس – المغرب 9199 كما مثل العراق في مهرجان العقبة الثالث بالأردن الأردن سنة 1999. ومثل العراق في مؤتمر الموسيقى العربية الذي عقد في الجزائر سنة 2001.