علمت "المغربية"، من مصادر مطلعة، أن مصالح الدرك الملكي، بإقليم اشتوكة أيت باها، اعتقلت في وقت متأخر من ليلة أول أمس الأربعاء، المتهم الفار، المسؤول عن "المحرقة الجماعية"، قرب المحطة الطرقية بإنزكانوذلك بعد أن أضرم النار في 15 فردا من عائلته، أراد التخلص منهم، بعد أن حلوا ضيوفا عليه في فترة الصيف، للاستجمام بشاطئ سيدي رباط، بضواحي أكادير، فصب البنزين عليهم، وأضرم النار فيهم، ثم أغلق عليهم باب إحدى الغرف بمنزله في ساعة متأخرة من الليل. ويأتي اعتقال المتهم تزامنا مع إعلان مصادر طبية، أن فردين من العائلة، التي أحرقت بالبنزين من طرف أحد أفرادها، الأسبوع الماضي، هما امرأة وطفل، لفظا أنفاسهما الأخيرة، أول أمس الأربعاء، بجناح الحرائق بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، بالدارالبيضاء، ليرتفع عدد ضحايا الحادث إلى أربعة أشخاص. وفور إضرام النار، فر المتهم في جنح الظلام، دون أن يعلم أحد بوجهته، حتى سقط في أيدي الأمن قرب المحطة الطرقية بانزكان. وحسب شهادة بعض الضحايا، فإن هذا الشخص، وهو في عقده الخامس، لم يتردد لحظة واحدة في إضرام النار، مع الحرص، قبل ذلك، على إغلاق كل منافذ التهوية. واضطر الجيران، الذين أثار انتباههم صراخ النساء والأطفال، خاصة زوجة المتهم، لتحطيم باب الغرفة، متفادين بذلك مأساة أكبر. ولم يتمكن سكان قرية سيدي رباط الهادئة من فهم دوافع هذا العمل الإجرامي في حق أقارب جاؤوا لقضاء العطلة مع والدتهم، علما أن مرتكب الجريمة لم يصدر عنه من قبل أي تصرف مثير للانتباه. يذكر أن المتهم (مسعود.ف) من مواليد سنة 1959، بدوار البويبات، باشتوكة أيت باها، يعمل مياوما بسيدي رباط، وقال أقارب له إنه كان يميل إلى العزلة، ويعاني اضطرابات نفسية لإدمانه المخدرات، وازدادت أزمته حدة عندما طال مكوث عائلته عنده، بعد أن قدمت من حي تيكوين بأكادير، فلم يستسغ بقاءها طيلة تلك المدة، فسكب البنزين على أفراد الأسرة، وأشعل النار فيهم. وأفادت بعض المصادر أن المتهم كان دائما يتعارك مع أمه، ويشتكي كثرة ضجيج العائلة ويهددها بالطرد من منزله. وكان يفضل أن يبقى وحده إلى جانب زوجته، التي تزوجها مباشرة بعد رجوعه إلى بيت العائلة، بعد أن غاب عنه حوالي 16سنة، قضاها بالدارالبيضاء، إلى أن عثرت عليه أمه، واستقدمته إلى المنزل، ثم زوجته، فاستقر بعيدا عن العائلة بسيدي رباط، بجماعة سيدي وساي، إلى أن حلت عليه أسرته بكاملها، لقضاء عطلة الصيف على الشاطئ، فأقدم على حرقها.